حمد الجوعان... المظلوم!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
هذه البطولات لم تخلُ من ثمن، فدفع حمد الجوعان ضريبة مواقفه الوطنية وحسه الشريف عالياً وغالياً، فتعرض بشكل غادر وجبان للاغتيال بعد صموده في الداخل طوال فترة الغزو والاحتلال، وأصيب نتيجة لذلك بالشلل والعجز الكلي، لكن ذلك لم يمنعه من العودة إلى مجلس الأمة على كرسي متحرك ومواصلة العطاء في دورة ثانية امتدت أربع سنوات حافظ خلالها على نجوميته السياسية وكسب قلوب الناس وعقولهم أكثر فأكثر.شخصياً، لم أتشرف بزمالة المرحوم الجوعان، ولكنه كان قدوة وطنية وبرلمانية أعتز بها، ليس فقط كمدرسة سياسية بل كحافز ودافع لمواصلة العمل الوطني رغم صعوبته في زمننا هذا، وقد تشرفت بعيادة المرحوم عدة مرات في مستشفيات لندن، فرأيته في كل مرة أكثر عزماً على التمسك بالمبادئ، ومن المتابعين للشأن السياسي بتفاصيله الدقيقة، ولم يبخل في إسداء النصح وتقديم الدعم المعنوي للخط السياسي الوطني.هذا الرجل، رغم هذه الجوانب المشرقة في حياته، كان يصارع الألم الدائم في كل لحظة عاشها منذ إصابته، وعلى مدى أكثر من ربع قرن، بل كان يعيش الوجع والمرارة يومياً ثمناً لمواقفه ومبادئه، ونحتسب أجر ذلك وثوابه له عند رب العالمين، إلا أنه مات مظلوماً، فقد هرب الجناة بجريمتهم وأفلتوا من العقاب، ولم يتم القصاص لمعاناته وآلام مرضه طوال 25 سنة، وتقاعست الحكومة عن دورها في كشف هذه الجريمة وتقديم القتلة إلى العدالة، فلله درك يا عم حمد، فقد وفدت إلى رحاب العدالة الإلهية حيث المثوبة والرحمة نظير ما قدمته لهذا البلد، والقصاص واللعنة على قاتليك.