لا أفهم لماذا يحاول الكثير من ساستنا الابتعاد عن أزمتنا الحقيقية ليركزوا على مرسوم "الصوت الواحد" بأنه السبب الرئيسي لأزمتنا، وكأنه لولا صدوره لما كنّا نعيش هذا العبث السياسي غير المنطقي. تخيلوا أن "الصوت الواحد" هو الذي تسبب في الأزمة الإسكانية، وتصوروا لولا "الصوت الواحد" لما كانت لدينا بطالة وطوابير من الخريجين ينتظرون وظائفهم، بل "الصوت الواحد" هو البلاء الذي تسبب في تردي الخدمات الصحية، وهو أيضاً سبب مشكلة الازدحام المروري، ويقال أيضاً إن "الصوت الواحد" دمر التعليم ومخرجاته، كما كان سبباً في تطاير الحجارة في الشوارع، وأوقف الرياضة الكويتية، أيضاً هذا المرسوم "سحب الجناسي" وزج بأصحاب الرأي في السجون، كما نشر الفساد وقوّى مؤسساته، وتسبب في ضرب الوحدة الوطنية، وهو ذاته جلب لنا "داعش" و"خلية العبدلي" الإرهابية، فالكل يصور لنا أزمتنا في "الصوت الواحد"، معارضوه ومؤيدوه، وكأن المشكلة في هذا المرسوم وليست فينا جميعاً، مواطنين ومسؤولين، معارضين وموالين، هذا المرسوم جعلنا نعلق عليه فشلنا وعجزنا.
ومن المعيب أن يتبجح البعض بأن مرسوم الصوت الواحد هو بلاؤنا وسبب مشاكلنا دون أن يتجرأ ويعترف بأن المشكلة فيه وفي الآخرين الذين شاركوا في تفاقم مشاكلنا بهروبهم من مكمن الخلل وابتعادهم عن سبب كل تلك المشاكل. واليوم نرى من طعن في هذا المرسوم وحاربه يعلن رغبته في المشاركة بالانتخابات القادمة ووفقاً لهذا المرسوم، مبرراً لنفسه ذلك من أجل القضاء على كل تلك المشاكل، فهو المنقذ وهو المخلص، وكأنه بمشاركته سينقذ البلاد والعباد، متناسياً أصل المشكلة وأبعادها وكيفية حلها، بل لم يقل لنا كيف سيصلح الأمور وكيف يحل تلك المشاكل العالقة منذ عقود دون برنامج ورؤية يتفق عليها الجميع.يعني بالعربي المشرمح:بلاش استعباط وبلاش استغفال للمواطنين لتجعلوا من مرسوم الصوت الواحد شماعة لكل مشاكلنا وأزماتنا، وأنتم تعرفون جيداً أن الحل ليس بالمشاركة ولا بالمقاطعة، بل بالحوار والاتفاق حول أساس تلك المشاكل لحلها جذرياً لكي نخرج بوطننا إلى مستقبل نحلم وتحلم به أجيالنا.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: أزمتنا «الصوت الواحد»!
21-05-2016