أكد المخرج السينمائي شاكر أبل أن فيلم "الرقص والغناء في الكويت" الذي يصوره منذ عام يعد من أصعب الأفلام التسجيلية في العالم، لأنه يرصد تاريخ الفنين في الكويت منذ بداية الدولة، حيث كانا عنصرين مهمين في المجتمع القديم.

وأوضح أبل، لـ"الجريدة"، أن "ندرة المادة المصورة والوثائق المدونة هي التي صعبت الموقف كثيرا، وجعلت الشهادات الحية سيدة الموقف في بعض الأحيان، ومن أجل هذا رفضنا تحديد سقف زمني للانتهاء منه حتى يأخذ حقه، لأنه ربما سيكون المرجع الاول للأجيال المقبلة عن هذا الجانب في حياة أهل الكويت الذين اتخذوا السعادة منهج حياة في كل الظروف سواء الصعبة التي كانت في البدايات أو فترة الطفرة والرفاهية التي نعيشها الآن".

Ad

وأضاف أن الهدف من عمل فيلم عن الرقص والغناء ليس توثيقيا فقط أو رصدا لحركة المتغيرات التي طرأت على الكويت عبر ايقاعاته وحركة الاداء من خلال تغيير نمط الحياة، بل تجريده من كل ما لحق به من تشويه على مدار تاريخه، وتغيير المفهوم السائد عبر مرور الازمان في البلاد العربية الذي ربط الرقص بالسمعة السيئة، ووسيلة لإثارة الغرائز، رغم انه في جوهره فن من أرقى الفنون الانسانية عبر التاريخ، ويهدف عبر الموسيقى الى تواصل الروح مع حركات الجسد، لتعبر الروح عما يجتاحها من مشاعر الفرح والحزن.

وشدد أبل على "أن الرقص بشكل عام لم ينصفه التاريخ الحديث، بل أنصفه الطب في هذا القرن، إذ أكدت دراسة علمية أميركية أن الرقص اصبح منهجا علميا للعلاج يدرس في أرقى الجامعات الاميركية والاوربية، كما توجد دراسة سنشير إليها في الفيلم بأن الرقص ليس علاجا نفسيا فحسب، بل وجدوا ان الرقص والموسيقى يساعدان في علاج بعض الامراض العضوية، التي لا تستجيب للادوية مثل مرض ألزهايمر فتتحسن الحالة، ويتوقف تدهورها، إضافة إلى تحسين حالات الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، لدرجة انه اصبح يستخدم علاجا وقائيا قبل حدوث مشاكل صحية وعلاجا لمشكلة زيادة الوزن".

وكشف أن جانبا من التصوير سيكون في البحرين لوجود تشابه كبير في الغناء والرقص والطبول والتصفيق التي كانت هي أدوات العزف المرافقة لمعظم الأغنيات في الماضي، بل الى الآن يوجد في البحرين ما كان في الكويت قديما، حيث كانت تؤدي النساء فقط كثيرا من الأغنيات والرقصات المختلفة وذلك في خصوصية تامة، وقد يشارك الرجال في بعضها بالعزف فقط. ولم يكن يُسمح للمرأة بالغناء والرقص في الاحتفالات العامة، لذلك، كثيرا ما كان يستعان بفرق نسائية متخصصة في إحياء الحفلات.

وأشار إلى جمع مادة فيلمية كبيرة عن الرقصات في الفترات الحديثة مثل: "رقصة الفن" التي تؤدى عادة في حفلات الزفاف، ورقصة الخماري ورقصة وأغنية "السامري" ورقصة العرضة البحرية ورقصة العرضة البرية.

وتابع: "جمعنا مادة فيلمية عن الاغاني مثل أغنية النهمة التي كان يؤديها على ظهر السفينة مغن واحد يطلق عليه "النهام"، وهناك عدة أنواع من النهمة لمصاحبة كل نشاط يقوم به البحارة، وأغنية الصوت، وتؤدى بالعزف على العود وطبل صغير يسمى "مرواس"، ويقوم رجلان بالرقصة المصاحبة ويطلق عليها "زفان"، ويُؤدى الصوت في التجمعات والأمسيات المخصصة للرجال فقط وتسمى سمرة.