وسط أجواء حزينة سادت بين أهالي ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة، أعلن الجيش المصري صباح أمس، العثور على أشلاء لبعض الضحايا والحطام في مياه البحر المتوسط، شمال مدينة الإسكندرية الساحلية، في تأكيد لمقتل جميع ركابها الـ66، والذي عززه إعلان وزير الطيران شريف فتحي أنه لم يتم العثور على أي ناجين من الحادث، أثناء لقائه بأهالي الضحايا في مطار القاهرة.

واختفت الطائرة التابعة لشركة «مصر للطيران»، من طراز إيرباص «320 إيه»، والقادمة من باريس إلى القاهرة، فور دخولها الأجواء المصرية، فجر الخميس الماضي، قبل أن يتم العثور على حطامها، ولم يستبعد وزير الطيران المدني إمكانية أن يكون عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة.

Ad

وقال الجيش المصري، في بيان له أمس، إن عناصر البحث والإنقاذ التابعة للقوات المسلحة نجحت في العثور على بعض المتعلقات الخاصة بضحايا الطائرة المنكوبة، كما تم العثور على أجزاء من حطام الطائرة في المياه الإقليمية على مسافة 290 كم شمال مدينة الإسكندرية، وأن عمليات البحث متواصلة للتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه.

وفيما أدى بعض أهالي الضحايا صلاة الغائب عليهم، نعت مؤسسة الرئاسة المصرية في بيان لها قتلى الحادث، وأعربت عن عميق حزنها وتعازيها لأسر الضحايا، وتقدمت بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا المصريين وذويهم، كما تقدمت الرئاسة المصرية بخالص التعازي إلى أسر الضحايا من مختلف الدول الشقيقة والصديقة، الذين لقوا مصرعهم إثر الحادث الأليم.

وقالت مؤسسة الرئاسة المصرية، في بيان رسمي أمس، إنها تتابع الإجراءات والجهود المتواصلة للبحث عن الطائرة، بينما أصدر وزير الطيران المدني قراراً أمس الجمعة، بتشكيل لجنة تحقيق في الحادث، برئاسة رئيس لجنة تحقيق الحوادث بوزارة الطيران، الطيار أيمن المقدم، وهو تحقيق ستشارك فيه فرنسا.

ووصل إلى القاهرة أمس 3 محققين من فرنسا، وخبير فني من شركة إيرباص المصنعة للطائرة المنكوبة، وذلك للمشاركة في التحقيقات الخاصة بالطائرة. وقال مصدر مصري رفيع المستوى لـ «الجريدة»، إن مشاركة الفرنسيين في التحقيقات مبنية على أن الطائرة صناعة فرنسية.

وكشف المصدر أن الوفد الفرنسي سلم القاهرة صورا قامت الأقمار الصناعية الفرنسية بالتقطاها للطائرة، وذلك للعمل على تحليلها بمعرفة فريق من المتخصصين والفنيين المصريين، كما سلم الفرنسيون تقارير الأمن والسلامة الخاصة بالطائرة، والتي تؤكد أنها لم تكن بها أي مشاكل فنية عند انطلاقها من مطار شارل ديغول بالعاصمة باريس، وتقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، القاهرة، على رأس وفد رفيع المستوى لمتابعة ملف الأزمة.

وفيما رصد قمر صناعي تابع لوكالة الفضاء الأوروبية، تسرباً نفطياً محتملاً في نفس المنطقة التي اختفت فيها طائرة «مصر للطيران» في البحر المتوسط، أخلت السلطات الفرنسية جانباً من مطار شارل ديغول في باريس إثر العثور على طرد مشبوه، أمس الجمعة، وهو ما يثير تساؤلات حول كفاءة وسائل تأمين المطار الأكبر فرنسيا، والذي انطلقت منه الطائرة المصرية المنكوبة في رحلتها الأخيرة.