ديمقراطية الأمومة الكويتية

نشر في 21-05-2016
آخر تحديث 21-05-2016 | 00:00
 د.نجم عبدالكريم إنها قيادية في المجتمع... ذكرت في أحد كتبها أنها تدور في حياتها في فلك الديمقراطية، حيث كتبت:

"الديمقراطية التي أطبقها في حياتي العامة، وأُومن بها كخط فكري، وثقافي، وسياسي، أطبقها في بيتي؛ لأنني أعتقد أن البيت الذي لا ديمقراطية فيه هو أقرب إلى المعتقل... منه إلى البيت السعيد.

لذلك منذ أن أصبحت أماً، أرضعت أولادي حليب الديمقراطية، وقررت أن أكون صديقتهم التي يتكلمون معها بصراحة وحرية... بعيداً عن عصى القمع والإرهاب... لا إرهاب في بيتنا أبداً، فالكل سواسية في التعبير، والحوار والمناقشة، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، ولابنتي الصغيرة الشيماء من الحقوق ما لابني الكبير محمد... فنحن في بيتنا لا نعرف التمييز، والتعصب، والتفرقة العنصرية... لذلك نشأ الأولاد في جو صحي لا يعرف المشاحنات والمشاجرات والبغضاء".

وتضيف: "المحور الثاني: هو محور الصداقة التي ربطت بيني وبين أولادي، فأنا أستمع إليهم وأساعدهم على حل مشاكلهم دون اللجوء إلى الصراخ والعصبية.

وعندما تكون الأم صديقة لأولادها فإنهم يلجأون إليها في أزماتهم، بدلاً من أن يلجأوا إلى الغرباء وأصدقاء السوء".

ثم تأتي السيدة القيادية في المجتمع الكويتي إلى محورها الثالث فتقول: "هو محور الانتماء إلى عالم القيم: فكل بيت يجب أن يقوم على أساسات ثابتة من المبادئ والقيم الدينية، والقومية، والأخلاقية، والاجتماعية، كالصدق والاستقامة، وعمل الخير، ومحبة الآخرين، والإحساس بالفقراء والمرضى، والنضال من أجل كرامة الوطن وتقدمه وحريته".

وتضيف: "إذا لم نزرع هذه البذور في وجدان أولادنا منذ طفولتهم، أضاعوا اتجاههم، وتناثروا كالأوراق في مهب الريح... إن الحجر الأول في عمارة الوطن يوضع في البيت".

***

• لقد كتبت منذ أسابيع مقالاً -في الجريدة- عن الشيخ عبدالله المبارك الصباح، فتلقيت العديد من ردود الأفعال الإيجابية، فعبدالله المبارك من رموز الكويت التي لها بصمات مؤثرة منذ ما قبل منتصف القرن الماضي...

وعلى أثر ذلك تلقيت كتباً من دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، التي أتوجه للقائمين عليها بالشكر، ولم يكن في ذهني أن أكتب مقالاً في نفس الاتجاه؛ حرصاً على تنوع الموضوعات... لكن كتاب "رسائل من هذا الزمن الجميل" وردت فيه السطور الأولى عن عشق الديمقراطية والالتزام بها إطاراً ومضموناً عند الدكتورة سعاد الصباح... ففرض هذا الموضوع نفسه.

back to top