قلق أميركي من اندلاع حرب عملات عالمية

نشر في 21-05-2016
آخر تحديث 21-05-2016 | 00:00
حذر وزير الخزانة الأميركي جيكوب ليو من أن نظيرات الولايات المتحدة، الدول الثلاث الكبرى في منطقة اليورو، إضافة الى كندا واليابان والمملكة المتحدة، قد تقوض النمو العالمي إذا انخرطت في سياسات تفضي إلى خفض قيمة عملاتها مقابل الدولار.
 بلومبرغ • يبدو أن الحكومة الأميركية تشعر بقلق ازاء ما قد يحدث في حال قررت دول اخرى كبرى خفض قيمة عملاتها مقابل الدولار، وفي حقيقة الأمر قد يكون ذلك جيداً بالنسبة الى الاقتصاد العالمي.

وقبل اجتماع هذا الأسبوع لوزراء مالية مجموعة السبع للدول المتقدمة حذر وزير الخزانة الأميركي جيكوب ليو من أن نظيرات الولايات المتحدة، الدول الثلاث الكبرى في منطقة اليورو اضافة الى كندا واليابان والمملكة المتحدة، قد تقوض النمو العالمي إذا انخرطت في سياسات تفضي الى خفض قيمة عملاتها مقابل الدولار، وأنا أعتقد بعدم وجود ما يبرر قلق الوزير الأميركي.

وبطريقة أو باخرى، تعاني كل دول مجموعة السبع الكبرى ندرة التضخم الذي وصل الى أقل من أهداف البنوك المركزية في تلك الدول التي يحتمل أن تحقق بقدر أكبر أهداف التضخم بطريقة ملائمة في حال هبوط عملاتها بصورة مستمرة مقابل الدولار.

ثم إن الدولار الأقوى سيساعد دول مجموعة السبع في ما يتعلق بالتضخم بطريقتين، أولاهما في شكل ميكانيكي وهو قصير الأجل، فعلى سبيل المثال عندما تهبط قيمة الدولار مقابل العملة اليابانية تصبح المستوردات من الولايات المتحدة أكثر تكلفة بالنسبة الى الين الياباني، ما يفضي الى زيادة فورية في معدل التضخم، أما الطريقة الثانية فتتمثل في تحسن الصادرات اليابانية الى الولايات المتحدة والتي تصبح بالتالي أكثر ربحية بالنسبة الى الين الياباني، ما يدفع المصدرين الى رفع أجور العمال اليابانيين وهي ديناميكية تفضي الى مزيد من زيادة معدل التضخم في اليابان.

التاثيرات في الولايات المتحدة

ولكن السؤال هو: هل يضر الدولار الأقوى الولايات المتحدة؟ أنا أرى سببين لعدم تأثر ذلك البلد ما دام الانخفاض ليس كبيراً.

ويتمثل السبب الأول في كون الولايات المتحدة في وضع سياسة نقدية مختلفة، مع سعي مجلس الاحتياطي الفدرالي الى رفع معدلات الفائدة. والتباطؤ في الزيادة المخطط لها في معدلات الفائدة قد يفضي الى تعطيل الكثير من التاثيرات السلبية لتحسن قيمة الدولار على معدلات التضخم والتوظيف. (وفي هذا السياق توجد كندا في وضع مماثل).

ويتمثل السبب الثاني، كما وثقته غيتا غوبيناث من جامعة هارفارد، في أن البضائع العالمية يتم تسعيرها بالدولار الى حد كبير، ولا تتغير تلك الأسعار كثيراً نتيجة التقلبات في معدلات الصرف، ولهذا السبب عندما ترتفع قيمة الدولار مقابل الين الياباني يدفع المواطن الأميركي نسبة قليلة فقط من عملته مقابل مستورداته من اليابان، فيما يدفع المواطن الياباني سعراً أعلى للين في المستوردات من الولايات المتحدة، ثم إن تحسن قيمة الدولار يرفع من معدلات التضخم في اليابان بقدر يفوق كثيراً ما يسببه من خفض في معدلات التضخم في الولايات المتحدة.

والأساس في ذلك كله هو أن الانخفاض في قيمة العملة سوف يساعد الى حد كبير العديد من شركاء الولايات المتحدة في محموعة السبع الكبرى بينما يلحق القليل من الضرر فقط، هذا اذا كانت له أي تأثيرات سلبية في المقام الأول. وبكلمات اخرى فإن حرب عملات مجموعة السبع لن تكون سيئة مادامت الولايات المتحدة في موقف الدولة النزاعة إلى السلم.

مجموعة الدول السبع الكبرى تعاني ندرة التضخم الذي وصل إلى أقل من أهداف بنوكها المركزية

تحسن الدولار يرفع معدلات التضخم في اليابان بقدر يفوق كثيراً خفض معدلاته في الولايات المتحدة
back to top