استكملت في محافظة جنوب لبنان، أمس، التحضيرات الإدارية واللوجستية كافة، عشية الانتخابات البلدية والاختيارية التي تجرى اليوم، حيث استقدمت التعزيزات العسكرية تمهيداً لانتشارها في المراكز ومحيطها، إلا أن الأنظار ستتوجه الى مدى استجابة الغالبية الشيعية في الجنوب لدعوة الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الى المشاركة بكثافة في الاقتراع، وأيضاً الى النتائج التي ستحققها عشرات اللوائح المستقلة التي ظهرت في القرى الشيعية، والتي تنافس لوائح الثنائي الشيعي المكون من حزب الله وحركة أمل.وكان نصرالله قد دعا في الكلمة التي القاها أمس الأول في ذكرى أسبوع مقتل القائد العسكري في الحزب مصطفى بدرالدين الى الاقتراع بكثافة اليوم في الجنوب، والتزام لوائح التفاهم بين الحزب و"أمل"، لأن "من نتائج ذلك تمتين التحالف في مواجهة كل الاعاصير".
كما توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الجنوبيين أمس قائلا: "هذه الانتخابات للإنماء والوفاء، ومن هنا أتوجه الى أهلنا في كل بلدات الجنوب، مؤكدا التزام اللوائح التي تم التفاهم عليها بين حركة أمل وحزب الله، والتي لم تراع سوى مصلحة الجنوب وأبنائه. ولجميع الجنوبيين أقول: لنجعل هذا اليوم يوم عرس وطني ديمقراطي عبر المشاركة الكثيفة في هذا الاستحقاق، وتقديم أعلى مستوى حضاري وديمقراطي، وآمل أن تكون الانتخابات البلدية والاختيارية فاتحة نحو الانتخابات الرئاسية والنيابية وفق قانون عصري يلبي تطلعات اللبنانيين".ويتوجه الناخبون في قضاء النبطية إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 38 مجلساً بلدياً في 250 قلماً اختيارياً و250 بلدياً، موزعين على 43 بلدة وقرية. وفي حين يتنافس على اختيار 9 مخاتير من 24 مرشحا، تنحصر المعركة البلدية بين لائحة "الوفاء والتنمية، برئاسة أحمد كحيل ونائبه محمد جابر (مدعومة من "أمل") في مقابل لائحة "النبطية للكِل" غير المكتملة المدعومة من الوزير السابق شربل نحاس و6 مرشحين منفردين.في موازاة ذلك، سادت حالة من الترقب بانتظار الترجمة العملية للعشاء الذي اقامه السفير السعودي في بيروت علي عسيري في دارته باليرزة مساء أمس الأول، وجمع فيه طيفاً سياسيا لبنانيا كبيرا، إضافة الى سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ.وبينما غص المكان بخلوات كثيرة، ألقى عسيري كلمة ترحيب بالمناسبة (عشية شهر رمضان)، قال فيها "هذا هو لبنان الذي تعرفه المملكة التي لا هدف لها سوى دعم لبنان وأمنه واستقراره"، وأكد أنه ليس صحيحا ما يشاع أن السعودية "تخلت عن لبنان"، ورأى ان "المطلوب من لبنان أن يبقى أمينا لتاريخه، منسجماً مع ذاته ومحيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع نعرف سلفا أنها لن تحقق ما تتوخاه".واعتبر أن "بعض الأصوات التي تستعمل اساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها أصلا، وجل ما فعلته انها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموما، بعدما ربطت نفسها بشؤون إقليمية ومحاور لا تقيم اعتبارا الا لمصالحها الخاصة".ووجه نداء للقيادات اللبنانية بالانفتاح على بعضها البعض "دون انتظار من سيكون البادئ"، وأن تبادر الى "حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه إنقاذ لبنان"، داعيا لانتخاب رئيس للجمهورية "بحيث يحل عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد"، وأمل ان تكون الانتخابات البلدية "فأل خير وخطوة في اتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية".وتمنى على الحكومة اتخاذ المزيد من الخطوات السياسية والأمنية التي تطمئن السياح العرب والأجانب وتشجعهم على المجيء الى لبنان.ومن أبرز الحضور: ممثل رئيس مجلس النواب وزير المالية علي حسن خليل، زعيم التيار الوطني الحر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، رئيس حزب "القوات" سمير جعجع. أما أبرز الغائبين فقد كان رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، مرشح الحريري الرئاسي، والذي تمثل في العشاء بطوني فرنجية.وعبرت أوساط من "التيار الوطني الحر" عن ارتياحها للعشاء، خصوصا للاشارات التي خرجت منه وما يعنيه حضور عون وغياب فرنجية. واعتبر وزير التربية والتعليم العالي إلياس بوصعب (التغيير والإصلاح) أن "رسالة العشاء في السفارة السعودية في لبنان هي تأكيد بأن الرياض على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء اللبنانيين"، لافتا إلى أنه "تبين أن الرياض لا تتبنى أي شخصية على حساب الأخرى في ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية".«المبرات» منزعجة من المصارف لزجها في «عقوبات حزب الله»قالت جمعية المبرات الخيرية، وهي مؤسسة خيرية لبنانية، يديرها السيد علي فضل الله، نجل العلامة الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله، الذي كان على خلاف مع حزب الله، إنها تأثرت دون وجه حق بالعقوبات المالية الأميركية الجديدة على جماعة حزب الله، واتهمت المصارف اللبنانية بتطبيق القيود على نطاق واسع بشدة.ويهدد القانون الأميركي الذي أقر في ديسمبر بمعاقبة أي منظمة تقدم تمويلا كبيرا لحزب الله الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه تنظيم إرهابي.وقال فضل الله إن بعض المصارف اللبنانية جمدت بعض حساباتها خشية العزلة الدولية، رغم عدم وجود انتماء سياسي للجمعية.وأضاف، في مقابلة مع "رويترز"، في مكتبه بالضاحية الجنوبية لبيروت إن الجمعية "لم يرد اسمها في هذا القانون. ما يحصل الآن هو إجراءات احتياطية تتخذها بعض المؤسسات التي تتعامل في هذا الأمر بعيدا عن الدقة المطلوبة لكي لا يظلم أحد".
دوليات
لبنان: الجنوب ينتخب بلدياته والأنظار تتجه إلى نسبة الاقتراع ونتائج المستقلين
22-05-2016