دعت أهم منظمات لوبي الأسلحة الفردية الأميركية، "الرابطة الوطنية للسلاح" (NRA)، أمس الأول، الى التصويت لمصلحة المرشح الجمهوري الى البيت الابيض دونالد ترامب، ما يعزز سيطرته على اليمين الأميركي.

وقال مدير الجناح السياسي للمنظمة كريس كوكس خلال المؤتمر السنوي التي تعقده في لويزفيل بولاية كنتاكي: "باسم آلاف الوطنيين الموجودين في هذه القاعة، وخمسة ملايين عضو في الجمعية الوطنية للسلاح وعشرات الملايين من مؤيدينا، اعلن رسميا انضمام الجمعية الى معسكر ترامب في الانتخابات الرئاسية".

Ad

وهدف مسؤولي الجمعية واضح، وهو منع الديمقراطية هيلاري كلينتون من خلافة الرئيس باراك اوباما الذي يخوض حربا مفتوحة مع المنظمة المحافظة.

وقال القيادي الشهير في الجمعية وين لابيار: "إذا تمكنت من تعيين ولو قاض في المحكمة العليا (...) فيمكنكم أن تودعوا أسلحتكم الى الأبد".

وعدلت الجمعية خطابها تدريجا لتصبح مدافعة عن الحرية الفردية استنادا الى التعديل الثاني للدستور الذي يضمن في رأيها الحق الفردي غير المشروط في حيازة أسلحة نارية للدفاع عن النفس.

ترامب يرد

ولاحقا رد ترامب بمضاعفة الوعود لناشطي الجمعية. وقال: "لم يكن التعديل الثاني مهددا بقدر ما هو الآن"، وأضاف "هيلاري المنافقة هي أكثر المرشحين مناهضة للأسلحة، والأكثر عداء للتعديل الثاني في التاريخ"، مشددا على انها "تريد إلغاء التعديل الثاني".

وكما سبق ان فعل مرارا استشهد ترامب بالنظام الفرنسي المتشدد جدا في حيازة السلاح متصورا نهاية أخرى لاعتداءات نوفمبر 2015 في العاصمة الفرنسية.

وقال إن المهاجمين "دخلوا وأطلقوا النار واستمروا في القتل دون أي رد فعل من سلاح من الجانب الآخر. لو كانت هناك أسلحة في الجانب الآخر (..) أؤكد لكم ما كان ليسقط 130 قتيلا".

وسعيا لمزيد استمالة اعضاء الجمعية ذكر ترامب أن ولديه عضوان فيها منذ سنوات.

وظهرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال الحملة التمهيدية مع أمهات ضحايا، وتريد ان تعمم عمليات التثبت من السجل العدلي والعقلي قبل منح ترخص سلاح. وقالت الأحد الماضي في كنيسة: "علينا ان نكافح ثقافة العنف بالسلاح الناري".

الهجرة إلى كندا

في سياق آخر، أثارت حملة ترامب الرئاسية الصاخبة وإمكانية تولي الملياردير الفظ رئاسة البلاد هاجسا وحيدا لدى الأميركيين التقدميين، وهو الهجرة الى كندا. وأعلن مشاهير مثل المغنية شير والسينمائية لينا دانهام النية على التوجه شمالا إذا فاز نجم تلفزيون الواقع بكرسي الرئاسة، علما انه اشتهر لإهانة المسلمين والمكسيكيين واتهم بالتمييز ضد النساء.

وأشار استطلاع اجرته مؤسسة "كونسالت/فوكس" أخيرا الى أن 28 في المئة من الاميركيين سيفكرون "على الأرجح" بالهجرة الى بلد آخر إذا فاز ترامب. وافادت مجموعة غوغل ان وتيرة السؤال "كيف استطيع الهجرة الى كندا؟" على محرك بحثها ارتفعت بنسبة 350 في المئة في الأول من مارس عند فوز ترامب في انتخابات الجمهوريين في 7 ولايات.

على جهتي الحدود انكب مبدعون على تحويل هذه الضجة الى اداة تسويق. ونشر وكيل عقاري اميركي إعلانا كالتالي "هل تنوي مغادرة البلاد إذا انتخب ترامب رئيسا؟ ما عليك إلا ان تتصل بي، ولنبع منزلك فورا!"

كذلك أنشا رجل اعمال شاب في تكساس موقع "ميبل ماتش" للمواعدة يعد الأميركيين بالمساعدة على "العثور على الشريك الكندي المثالي لإنقاذهم من رعب رئاسة ترامب".

وبينما كان صاحب الموقع جو غولدمان (25 عاما) يفكر بإنشاءه منذ زمن، إلا انه وجد فرصة سانحة في الزخم بشأن ترامب لتنشيط الإعلان، مؤكدا أن أكثر من 30 الف شخص يتوقون الى الحب اشتركوا فيه.

وبعد توفير جزيرة كيب بريتون قبالة مقاطعة نوفا سكوشا ملاذا لاميركيين يكرهون ترامب في وقت سابق هذا العام، ارتفع عدد زوار موقعها السياحي من 65 الفا في العام الماضي الى 600 الف، بحسب مديرة وكالة السياحة ميري تال.

في وقت سابق من العام استهدفت شركة "سورتابل" للإعلانات على الانترنت في اونتاريو مطوري برامج اميركيين عارضة "مكان عمل آمن لأفراد أذكياء ولطفاء" يبحثون عن بديل لرئاسة ترامب. لكن رغم إثارة الإعلان اهتماما كبيرا مازالت الشركة لم توظف أميركيين رغم استمرار المحادثات، على ما اعلن مسؤول التسويق الرقمي بريندن شيرات.

عائدات ترامب

الى ذلك، تتصاعد التساؤلات بشأن ثروة ترامب وكم يجني من أموال ويسدد من الضرائب؟ وذلك نظرا الى ابتعاد المرشح الجمهوري عما بات من أعراف الانتخابات الرئاسية، ولا ينوي على ما يبدو نشر تصريحه الضريبي، ما يثير التساؤلات بشأن ما قد يخفيه.

"هذا الأمر لا يعنيكم"، اجاب ملياردير العقارات على قناة "إيه بي سي" عند سؤاله حول ضرائبه. لكنه اقر لاحقا "اكافح بشدة لدفع اقل قدر ممكن من الضرائب (...) لأن هذا البلد يهدر أموالنا".

وأضاف انه لا يملك حسابا في اي مصرف في سويسرا او اي مكان اخر في الخارج معتبرا انه ليس من حق الناخبين الاطلاع على تصريحه الضريبي.

ومنذ 1976 نشر جميع المرشحين الرئيسيين الى الرئاسة الاميركية تصريحاتهم الضريبية. وافاد خبراء بأن الملياردير ربما يدفع ضرائب قليلة، او حتى شبه معدومة، في حال استغل جميع ثغرات التشريعات الضريبية والتخفيضات المتاحة للوكلاء العقاريين.

وتحدث ترامب هذا الاسبوع عن عائدات تفوق 557 مليون دولار وثروة صافية تفوق 10 مليارات دولار، وذلك في تصريح مالي شخصي قدمه الى اللجنة الانتخابية المالية، في إجراء الزامي للمرشحين.

تعود "النافذة" الوحيدة الى طريقة تصريح ترامب عن ضرائبه الى 1981 عندما طلب ترخيصا لفتح كازينو في نيوجيرزي وفق صحيفة واشنطن بوست. آنذاك أكد رجل الأعمال ان مجموع عائداته في 1978 و1979 شهد عجزا بلغ 3.8 ملايين دولار، ما أجاز له وفق الصحيفة تجنب دفع ضرائب فدرالية.