تونس: «النهضة» تبدأ تحولها إلى حزب مدني

● الغنوشي: النأي بالدين تطور فكري لا رضوخ لإكراهات
● السبسي يطالب الإسلاميين ببرهنة مقاطعة «الشمولية العقائدية»

نشر في 22-05-2016
آخر تحديث 22-05-2016 | 00:00
الغنوشي والسبسي خلال افتتاح المؤتمر أمس الأول في تونس
الغنوشي والسبسي خلال افتتاح المؤتمر أمس الأول في تونس
افتتحت حركة «النهضة» التونسية مؤتمرها العاشر أمس الأول بتأكيد توجهها نحو فصل الدين عن السياسة. وقال زعيم «النهضة» راشد الغنوشي، خلال كلمته الافتتاحية، إن الحركة تمثل دعامة للاستقرار في البلاد، وهي حريصة على النأي بالدين عن المعارك السياسية.

حضر افتتاح المؤتمر، الذي يتسمر ثلاثة أيام، ويتوقع أن تعلن الحركة الإسلامية خلاله التحول إلى حزب مدني، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وعدد كبير من ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية التونسية والعربية والأجنبية.

ومن المنتظر أن ينتخب المؤتمر ثلثي أعضاء مجلس شورى الحركة، ويعيد انتخاب الغنوشي (74 عاما) رئيساً لـ»النهضة» لولاية أخيرة.

ويناقش المؤتمر جملة من القضايا، بينها تقويم مسار الحركة منذ نشأتها، لاسيما تجربتها في الحكم سواء تلك التي خاضتها بين عامي 2011 و2013، أو مشاركتها في الائتلاف الرباعي الذي يحكم البلاد منذ الانتخابات الماضية.

كما يناقش نحو 1200 مشارك قضية فصل العمل السياسي عن العمل الدعوي داخل الحركة، إضافة إلى اختيار القيادة الجديدة للسنوات الأربع المقبلة.

ويعد المؤتمر الحالي للحركة ذات المرجعية الإسلامية، التي تأسست بشكل سري منذ عام 1972 تحت اسم «الجماعة الإسلامية»، وبشكل رسمي عام 1981، ثاني مؤتمر علني لـ»النهضة» بعد مؤتمر 2012، ويأتي بعد أكثر من عامين من خروج الحركة من السلطة وخسارتها انتخابات 2014، وترنح التنظيمات الإخوانية في مناطق أخرى من العالم العربي والإسلامي.

وأكد الغنوشي في كلمته أن تجربة «النهضة» في الحكم برهنت على أنها جزء من الدولة، وأنها ستبقى دعامة للاستقرار، وستواصل دعمها لحكومة الحبيب الصيد، مشيراً إلى أنها جادة في الاستفادة من أخطائها قبل وبعد الثورة عبر لائحة التقويم التي ستقدم في المؤتمر.

وشدد على أن التخصص الوظيفي بين السياسي وبقية الحالات المجتمعية ليس قرارا مسقطا، أو نتج عن الرضوخ لإكراهات ظرفية، بل هو تتويج لحركة تطور ومسار تاريخي تمايز فيه العمل السياسي عن الدعوي والمجتمعي والثقافي.

واعتبر أن تونس، التي وصفها بشمعة الربيع العربي، تمثل قصة نجاح سياسي وتعاف أمني، وهي عصية على الإرهاب بوحدتها الوطنية وتجذر مبادئ الدولة، مجدداً الدعوة إلى ما سماها «هدنة اجتماعية».

من جهته، حث الرئيس التونسي الحركة الاسلامية على تأكيد تحولها إلى حزب مدني بشكل يقطع العلاقة مع الشمولية العقائدية، واحتكار النطق بالدين. وألقى السبسي كلمة في افتتاح المؤتمر أشاد فيها بدور «النهضة» في إحراز توافق وطني جنّب البلاد الانزلاق إلى المجهول، لكنه دعا في الوقت ذاته قادة الحزب إلى إثبات مراجعاته الفكرية والسياسية على أرض الواقع.

وقال السبسي «أحيي مساندة الأستاذ راشد الغنوشي وحزبه للمسار الذي اخترناه لبلادنا، والذي يقوم على نهج التوافق وتشريك كل التونسيين بدون إقصاء في حماية استمرارية الدولة».

وأضاف «يتعين على اشغال المؤتمر تأكيد أن النهضة أصبحت حزبا مدنيا تونسيا قلبا وقالبا، ولاؤه لتونس وحدها، وعلى أن الإسلام لا يتناقض مع الديمقراطية، هذا ما نصبو أن تقيموا عليه البرهان».

back to top