أشعر بالفخر والأمل عندما أتابع أخبار الفريق الطبي الكويتي المسمى بفريق "الأمل" بالتعاون مع جمعية العون المباشر، وبإجراء ذلك الفريق التطوعي سلسلة عمليات جراحية مجانية للمحتاجين في إفريقيا، وكانت انطلاقته في السودان بعدة عمليات مميزة، كما أعلم أن كل الكويتيين يشاركونني نفس الشعور المبهج بأداء هؤلاء الرجال، وكذلك ما تفعله أخت الرجال الطبيبة معالي العسعوسي في اليمن من عمل يمثل مفخرة لكل الإنسانية وليس للكويتيين فقط.

تلك النماذج المضيئة من الأطباء الكويتيين لفتت إليها الأنظار بشدة بسبب ما كان يعيشه الجسد الطبي الكويتي منذ سنوات من مشادات وتناحر على المناصب، والخلافات حول جمع الطبيب الكويتي بين الوظيفة والعيادة الخاصة، وتسبب ذلك في تراجع جودة الخدمات الطبية، وتحول هذه المهنة الإنسانية إلى تجارة عند بعض أعضاء الجسد الطبي، وكم من أخطاء طبية خطيرة وقعت وأرواح زهقت بسبب شدة تعب وإنهاك بعض الأطباء بين العمل في الصباح الباكر في قاعات كلية الطب، وظهراً في المستشفى الحكومي، وعصراً في عياداتهم الخاصة، وفي الليل بإجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الخاصة!

Ad

نعم بعض أعضاء الجسد الطبي أصبحوا ماكينات جمع أموال، وأحيانا مروجي أدوية ومستحضرات طبية، بالعمولة، يصفونها رغم عدم حاجة المريض إليها، وربما تكون ضارة لمن يستخدمها دون أن يكون لذلك الطبيب أي وازع من ضمير أو خشية من ربه، ولكن هؤلاء الأطباء المتطوعين في فريق الأمل أكدوا أنه مهما زادت الظواهر الشاذة في الجسم الطبي فإن هناك أغلبية تُحكم ضميرها وترفع قيم الخير والعطاء على النوازع الشخصية والرغبات البشرية المادية.

فريق الأمل الطبي الكويتي لم يعط أملاً في المجال الطبي فحسب، بل إنه مؤشر على وجود رجال ونساء كويتيين في جميع المجالات قادرين على العطاء بقناعة لخدمة وطنهم والإنسانية دون تعطش إلى المناصب والمال، وهم موجودون في كل وزارة وهيئة وجهة حكومية وخاصة، ينتظرون الفرصة ليخدموا الديرة ضمن مشروع وطني إصلاحي شامل يكون فعليا وجادا، وهؤلاء قادرون على إصلاح كل القطاعات في الدولة وليس القطاع الصحي فقط.

***

كنت أريد أن أضع في نهاية هذه المقالة أسماء السادة الأطباء المشاركين في فريق الأمل الطبي التطوعي الكويتي، ولكن للأسف لم أجد جهة لديها قائمة كاملة بأسمائهم، لذا أرجو أن تكرم جمعية العون المباشر هؤلاء الأطباء بتعميم أسمائهم على وسائل الإعلام المختلفة.