• ما تعليقك على حادث الطائرة المصرية التي تحطمت الخميس الماضي فوق البحر المتوسط في أثناء عودتها من باريس إلى القاهرة؟- هذا الحادث يحدث في كل دول العالم، وفي لجنة الدفاع والأمن القومي سيشمل أول اجتماع نعقده فتح ملف «حماية المطارات المصرية»، وتوفير كل سبل الأمان للنقل الجوي، وعلى المستوى الشخصي راجعت الإجراءات التي تمت في أعقاب حادث الطائرة الروسية، 31 أكتوبر الماضي، وبات هناك العديد من التدابير الإضافية واستخدام الأجهزة الحديثة للكشف عن الأمتعة ومتابعة الركاب منذ دخولهم وحتى خروجهم، وأؤكد أن الطائرة الأخيرة خرجت من مصر «نظيفة» تماماً، فالإجراءات الأمنية في مطاراتنا لا تقل عنها في أي مطار بالعالم، ولن نستبق بأي تكهنات، فالتحقيقات في كوارث الطائرات لها لجان فنية خاصة تتطلب وقتاً لمراجعة الصندوقين الأسودين وتحديد ملابسات الحادث.
• برأيك ما السبب في توالي الأزمات التي تؤثر على الأمن القومي كالحرائق وسقوط الطائرات والعمليات الإرهابية؟- مصر جزء من كل المنطقة العربية والإسلامية، ولا تنفصل عن السياق الدائر حولها، من حيث الاضطرابات والمؤامرات، وأمر طبيعي أن تكون هناك أطراف متربصة بها طوال الوقت، سواء على مستوى تحريك العناصر للتخريب، أو استغلال حدث ما للترويج له بشكل سلبي، ومصر كانت معرضة للهجمة الشرسة التي شملت ليبيا والعراق وسورية عبر «الفوضى الخلاقة»، واعتبر ما يحدث حالياً «نماذج مصغرة ومحدودة التأثير» من مساعي «الفوضى الخلاقة» التي تتورط فيها قوى تستهدف تركيع مصر، وبعض هذه القوى ممول من جهات داخلية وأطراف في الخارج.• حدثنا عن أبرز ملامح أجندة عمل «لجنة الدفاع والأمن القومي» خلال الفترة المقبلة؟- هناك مهام متعددة الأغراض متعلقة بمسمى اللجنة، فالأمن القومي متعلق بالأمن الاستراتيجي ودعم قدرات القوات المسلحة والشرطة، ونظر القضايا الملحة داخل مصر ذات الحساسية المتعلقة بالأمن القومي، وكذلك نظر تشريعات متعلقة بمشاكل الزراعة والري وسد النهضة وجزيرتي تيران وصنافير المثار حولها جدل واسع.• كيف ترى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة والرياض التي تنتقل بموجبها الجزيرتان إلى السعودية؟- الجزيرتان سعوديتان ومصر تاريخياً تسلمتهما، واكتسبت حق الإدارة وليس السيادة، حينما لم تكن السعودية لديها القدرة على حمايتهما بشكل قوي، والوثائق والخرائط تشير إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود سليمة مئة في المئة، ونظام الحكم الحالي في مصر يتحسس الخطى ولم يخطئ في إجراء معين لكي يقابل بكل هذا الهجوم والتشكيك، وحاليا يتم تجهيز ملف كبير لعرضه على البرلمان قريبا، يضم دراسات كاملة للمعاهدات والخرائط المتعلقة بالجزيرتين لحسم الموقف من منطلق منهجي وثائقي رسمي، وليس من خلال آراء وأهواء.• كيف ترى أزمة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي قُتل في القاهرة أوائل العام الحالي؟- تم السماح للسلطات الإيطالية بتولي وإدارة كل مجهودات البحث والتحقيق ولم يتم إعاقتها بأي شكل أو التحفظ على طلباتها، ما يثبت حسن نية الطرف المصري وبراءة ذمته، واعتبر أن الطرف الفاعل في هذه القضية مجهول حتى الآن، ولا يمكن التكهن بسهولة بوقوف جهة معينة وراء الحادث، بل أرى أنه لا يخرج عن نطاق الحوادث المعتادة للمواطنين، والتي تعرض لها مصريون في عدة دول من بينها إيطاليا.كما أرى أن الاتهامات الموجهة لوزارة الداخلية المصرية بوقوفها خلف الحادث اتهامات مزعجة تماماً ولا تمت للمنطق بصلة، فالداخلية جهاز سيادي وطني مسؤول عن تصرفاته، ولا يمكن أن يقدم على قتل الطالب الإيطالي وربطه وإلقائه في الطريق العام بهذه الطريقة.
دوليات
يحيى كدواني لـ الجريدة•: «المنكوبة» غادرت مطار القاهرة «نظيفة»
23-05-2016