بعد تعليق دام خمسة أيام، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أبلغه بمعاودة الوفد الحكومي مشاركته في مشاورات السلام التي ترعاها المنظمة الدولية في الكويت.

وجاء إعلان ولد الشيخ عن عودة الوفد الحكومي لمشاورات الكويت في بيان أصدره في وقت مبكر صباح أمس، بعد اتصال هاتفي تلقاه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد من الرئيس اليمني، أكد خلاله "مواصلة المشاورات، وصولا للحل التوافقي الذي يحقق الأمن والاستقرار لليمن".

Ad

وأعرب هادي عن "شكره وتقديره لأمير البلاد على استضافة ورعاية الكويت للمشاورات"، فيما أكد سموه "حرص الكويت على نجاح المفاوضات، بما يحقق الأمن والاستقرار لليمن الشقيق وسلامة أبنائه".

كما جاء هذا الموقف من الرئيس اليمني إثر لقاء هادي في الدوحة مساء أمس الأول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وقال ولد الشيخ إن هادي "أكد عودة الوفد الحكومي لطاولة المشاورات، وحث الوفد على بذل أقصى الجهود للتوصل إلى حل سياسي شامل"، شاكراً له "دعمه المستمر للتوصل إلى حل سلمي".

ودعا ولد الشيخ الأطراف اليمنية إلى الاستفادة من الفرصة "التاريخية" لاستئناف مشاورات السلام في الكويت، وتوحيد الجهود، لضمان أمن الوطن والمواطن، مشدداً على أن اليمن يحظى بدعم دولي في الوقت الحالي لم يعرفه من قبل، في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن شكره لأمير قطر على المساعي الحميدة التي بذلها، وأدت إلى إقناع الرئيس اليمني بعودة وفد الحكومة إلى مشاورات الكويت.

وفي وقت سابق، عقد ولد الشيخ لقاء ثنائياً، أمس الأول، مع ممثلي الوفد المشترك لجماعة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي"، ضمن مشاورات السلام.

ضمانات إقليمية

في غضون ذلك، أكد رئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية عبدالملك المخلافي في تغريدات عبر "تويتر"، أمس، العودة إلى مشاورات السلام، بعد تلقي "ضمانات إقليمية ودولية للالتزام بالنقاط الست التي طالب بها وفد الحكومة في مشاورات الكويت، ولإعطاء المشاورات فرصة أخيرة".

وقال رئيس الوفد الحكومي: "ثبتنا كل المرجعيات، وهي خطوة أولى في طريق سلام حقيقي يؤدي إلى تنفيذ القرار 2216".

وينص القرار 2216، على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها منذ عام 2014، وتسليم الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها.

وعلى الرغم من جلوس الطرفين إلى طاولة واحدة بمشاورات الكويت، فإن هوة عميقة لا تزال تفصل بينهما، خصوصا حول القرار الدولي. ويرغب الوفد المشترك في تشكيل حكومة انتقالية توافقية لبحث تنفيذ القرار، فيما يشدد الوفد الرسمي على أن حكومة هادي تمثل الشرعية.

وكان الوفد الحكومي علَّق الثلاثاء الماضي مشاركته في المشاورات مع الوفد المشترك، ملوحاً بالانسحاب منها بشكل كامل، وعزا ذلك إلى تراجع المتمردين عن التزاماتهم.

وقال رئيس الوفد الحكومي، في حينه، إن الوفد طلب من المبعوث الأممي تعهداً مكتوباً من الطرف الآخر، يلتزمون فيه بمرجعيات التفاوض وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وإقراراً بشرعية الرئيس هادي المدعوم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

هجوم صالح

من جهته، ظهر الرئيس السابق مجدداً في كلمة له، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لوحدة شمال اليمن وجنوبه.

وهاجم صالح في خطابه الذي نشره على "فيسبوك"، السعودية وجماعة "الإخوان"، ووصف الناصريين والاشتراكيين بالمتنطعين.

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية بـ"التخلي عن صمته المشرع للحرب والعدوان، وفي إلغاء العقوبات على الأشخاص، والمساعدة على إنجاح مشاورات السلام".

وقال إن الوحدة تتعرض لخطر داهم وكبير ومن نوع آخر لا يستهدفها وحدها فقط، إنما يستهدف سيادة اليمن واستقلاله، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتفتيت الوطن، وتحويله إلى دويلات وكانتونات متناحرة، وإعادة اليمن إلى عهود المشيخات والسلطنات والاستبداد والاستعمار.

وأضاف أن الأخطر في فصول المؤامرة القديمة - الجديدة، هو "تمكين التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش، وما يسمى أنصار الشريعة، التي هي من صنع هادي"، من التمدد والسيطرة على محافظات بأكملها.

قصف واحتفال

في هذه الأثناء، هزت انفجارات عنيفة صنعاء، بعد أن شنت مقاتلات التحالف، الذي تقوده السعودية، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع شمال العاصمة، بالتزامن مع احتفالات "أنصار الله" وأنصار حزب "المؤتمر الشعبي" والرئيس السابق علي صالح بذكرى عيد الوحدة في ميدان السبعين.

وحلَّق طيران التحالف على ارتفاعات منخفضة، وبشكل مكثف، صباح أمس، فيما تعد غارات أمس الأولى، بعد توقف دام شهرا.

من جانب آخر، شهدت محافظة تعز اشتباكات متقطعة بين عناصر المقاومة الشعبية الموالية لهادي وعناصر "أنصار الله" وقوات صالح في أحدث خرق لوقف إطلاق النار الساري باليمن منذ 10 أبريل الماضي.

عملية خاطفة

على صعيد منفصل، قتل 13 مسلحا من عناصر تنظيم "القاعدة"، وأصيب آخرون، بعملية استباقية نفذتها وحدات "النخبة الحضرمية"، وقوات التحالف، مساء أمس الأول، بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت.

وأكد محافظ حضرموت، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، أن العمليات الاستباقية استهدفت وكرا للمتشددين، في مناطق روكب، وبويش وربوة المهندسين شرق المكلا.

وقال المحافظ بن بريك إن العملية الخاطفة أسفرت عن أسر متشددين آخرين، في حين قتل اثنان وأصيب 9 من عناصر قوات النخبة الحضرمية.

قتل شخص خلال تفريق قوات الأمن اليمنية مساء أمس الأول عشرات المحتجين على انقطاع الكهرباء في عدن كبرى مدن جنوب البلاد.

وشهدت أحياء في عدن ثاني أكبر مدن اليمن، احتجاجات على انقطاع الكهرباء وسط ارتفاع في درجات الحرارة التي قاربت الاربعين درجة مئوية. وبلغت بعض الاحتجاجات حد قطع شوارع رئيسية بالحجارة والاخشاب واحراق الاطارات.

وتعرض معظم محطات توليد الكهرباء للدمار أو الضرر خلال المعارك التي اتاحت للقوات الحكومية، مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، استعادة مناطق في عدن سيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في يوليو الماضي.

وبينما تعاني عملية إعادة تأهيل المدينة صعوبات شاقة، حمل محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي الحكومة مسؤولية تدهور الخدمات في عدن، وقال الزبيدي في مؤتمر عقده صباح أمس إن عدم وجود الحكومة في عدن وعدم اهتمامها بمشاكل المواطنين، هو السبب الرئيسي لتردي الخدمات.

واتهم الزبيدي قوى سياسية باستغلال تردي الخدمات لإثارة الشارع ومحاولة إحداث فوضى منظمة في عدن بعد أن فشلت في استغلال الجانب الأمني.

وأشاد المحافظ بما قدمته الإمارات من دعم لعدن، وقال إن "التواصل مع الجانب الاماراتي لوضع حل نهائي لمشكلة الكهرباء مازال مستمرا".

وسبق للامارات، أن أعلنت ارسال مولدات كهربائية إلى عدن التي أعلنها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة بعد سقوط صنعاء بيد "أنصار الله" في سبتمبر 2014.