عد عكسي لمعركة الفلوجة... وأوباما يدعو إلى تحصين «الخضراء»
• أكثر من 20 ألف مقاتل لطرد 600 عنصر «داعشي» من المدينة السنية «الأشد عناداً»
• الجيش يحث 50 ألفاً من المدنيين على الاستعداد للمغادرة أو رفع الأعلام البيضاء
بدأ العد العكسي في العراق لشن عملية عسكرية واسعة، لطرد تنظيم "داعش" من مدينة الفلوجة، القريبة من بغداد التي تقع إدارياً في محافظة الأنبار، وتتجه الأنظار إلى العملية التي قد تكون الأكبر قبل تحرير الموصل، لرمزية الفلوجة، إحدى المدن السنية البارزة التي فشلت العملية السياسية في استقطابها منذ سقوط نظام صدام.
بدأ العد العكسي لانطلاق عملية عسكرية كبيرة في مدينة الفلوجة العراقية، القريبة من بغداد، والواقعة إداريا في محافظة الأنبار، التي تعد المدينة السنية «الأكثر عناداً»، حيث قاتلت الجيش الأميركي، ولم تدخل في العملية السياسية بعد سقوط صدام، وهي الآن ترزح تحت حكم تنظيم «داعش» منذ عام 2014. وقد أطلقت القوات الأمنية العراقية المشتركة تسمية «كسر الإرهاب» على معركة تحرير الفلوجة، في إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية التي تضعها القيادة العسكرية والسياسية على هذه المعركة، إذ تأتي بعد أسبوع من الهجمات الدامية على العاصمة بغداد.
مقاتلو العشائر وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، راجع العيساوي، أمس، إن «مقاتلي العشائر ستكون مشاركتهم فاعلة، وفي مقدمة القوات البرية باقتحام محاور المدينة»، وأضاف أن «القوات الأمنية التي ستشارك بمعركة تحرير الفلوجة هي: قوات الجيش، والفرقة الثامنة، وجهاز مكافحة الإرهاب، وعمليات الأنبار، ولواء الصمود في ناحية العامرية، ولواء درع الفلوجة، وأفواج مقاتلي العشائر، بدعم من طيران التحالف الدولي».وأكد العيساوي أن «الأيام القليلة القادمة ستشهد تنفيذ مراحل عملية تحرير الفلوجة، خصوصا بعد تناقص أعداد التنظيم، بحسب المعلومات الاستخبارية»، مشيراً الى أن «عدد عناصر داعش أقل من 600 داخل المدينة، في حين يبلغ عدد المدنيين الأبرياء في الفلوجة حوالي 50 ألفا».20 ألف عنصرمن ناحيتها، أعلنت قيادة قوات الشرطة الاتحادية عن وصول 20 ألفا من مقاتليها، ترافقهم آليات مدرعة، ومدفعية، إلى مشارف الفلوجة، استعدادا لإقتحامها.«الحشد» يشاركوقالت خلية الإعلام الحربي، إن «عملية تحرير الفلوجة هي عملية عسكرية عراقية تشترك بها كل القطاعات من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة والحشد الشعبي والعشائري والقوة الجوية وطيران الجيش»، مبينة أن «هذه القوات ستخوض المعركة بخيار وحيد هو النصر، وتحرير الفلوجة من دنس داعش الإرهابي».وأضافت الخلية، أن «عملية تحرير الفلوجة من أجلكم، ومن أجل إعادة الفلوجة الى أهلها، وهي انتصار لكل عراقي، خصوصا أبناء الأنبار»، مشيرة إلى أن «عملية التحرير عراقية من أجل تحرير أرض عراقية طاهرة، وهي انتصار لكل الشهداء وضحايا الإرهاب وانتصار لكل مواطن من الأنبار والفلوجة».المغادرة وقالت خلية الإعلام الحربي، في بيان: «نهيب بكافة المواطنين الذين مازالوا داخل الفلوجة بالتهيؤ للخروج من المدينة، عبر طرق مؤمنة ستوضح لكم لاحقا»، وأضافت: «الأسر التي لا يمكنها الرحيل يجب أن ترفع أعلاما بيضاء، لتحديد مواقعها في المدينة». «الحشد الشعبي»وكشف مصدر مطلع في عمليات الأنبار، أمس، أن قيادات القوات الأمنية والحشد الشعبي عقدت اجتماعاً أمنيا موسعا، شرقي الفلوجة، لوضع الخطط النهائية لاقتحام مدينة الفلوجة وتحريرها من سيطرة تنظيم داعش».وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الاجتماع تمحور حول أهمية تحديد مواقع داعش، لتدميرها، وتفجير المقار التي يستخدمها، مع استعداد القوات القتالية لاقتحام محاور الفلوجة من طرق رئيسة مهمة، من أجل إخلاء المدنيين من مواقع الاشتباكات».ويبدو أن هناك إصراراً على إشراك «الحشد في هذه العملية، رغم الانتقادات التي وجهت الى هذه الخطوة.العبادي وأوباماعلى صعيد آخر، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد، أمس، في «ملخص» للمكالمة الهاتفية للرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن «أوباما أكد دعم الولايات المتحدة الأميركية للشعب العراقي، والقتال المشترك ضد داعش»، مضيفة أنه «قدم التعازي نيابة عن الشعب الأميركي في ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها بغداد».وأشارت السفارة إلى أن «الزعيمين ناقشا التقدم الذي تحقق في حملة مكافحة داعش، في وقت تواصل فيه قوات الأمن العراقية تقدمها في محافظة الأنبار»، موضحة أن «أوباما أكد أنه في الوقت الذي تستمر فيه الحملة، فإن الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمواجهة داعش سيواصلون القيام بدورهم الرئيس في مجال تدريب وتقديم المشورة ومساعدة القوات العراقية».وأوضح بيان السفارة أن «الرئيس أوباما اتفق مع رئيس الوزراء على الأهمية الحيوية لتحسين أمن بغداد والمنطقة الدولية، أي المنطقة الخضراء»، مشيرا إلى أهمية مواصلة الحوار بين جميع الأطراف في العراق، حتى يتمكن الشعب العراقي من تحقيق تطلعاته التي يصبو إليها من خلال مؤسساته الديمقراطية».وأشارت السفارة الى أن «الرئيس الأميركي أثنى على رئيس الوزراء العراقي، وأشاد بالخطوات التي اتخذتها حكومته في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي»، مؤكدة أن «الزعيمين اتفقا على أهمية دعم المجتمع الدولي للنهوض بالاقتصاد العراقي، لاسيما أن العراق يخوض معركة مستمرة ضد داعش». ونقلت السفارة الأميركية لدى بغداد، عن العبادي وأوباما، «التزامهما بالشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق».لا جلسة سياسياً، رجح النائب عن ائتلاف الوطنية، صفاء جار الله، أمس، عدم انعقاد جلسات مجلس النواب الشهر الحالي، ودعا التحالف الوطني، الذي يضم الأحزاب الشيعية، أمس، المتظاهرين الى «الحذر والحيطة من المندسين الذين يحاولون الإيقاع بين أبناء الشعب الواحد»، وناشد الحكومة أن «تمنع أي محاولة تمس هيبة الدولة ومؤسساتها»، في انتقاد مباشر للتيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، الذي بارك اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء وسط بغداد يوم الجمعة الماضي للمرة الثانية في أقل من شهر. قنبلة على مركز لـ «الدعوة» في البصرةأفاد مصدر أمني في محافظة البصرة بأن مركزاً ثقافياً تابعاً لحزب «الدعوة» الإسلامية في منطقة المعقل تعرض ليل السبت ـ الأحد، لاعتداء بقنبلة يدوية ألقاها مجهولان يستقلان دراجة نارية وأسفر انفجارها عن أضرار مادية.وقال المصدر إن «الاعتداء لم يسفر عن إصابات، لكنه تسبب بأضرار مادية بسيطة من ضمنها تهشم زجاج عدد من نوافذ المركز».وتشهد البصرة اجراءات أمنية مشددة، وحالة من تقييد التجوال بعد محاولة متظاهرين اقتحام ديوان المحافظة في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي رداً على اطلاق النار على المتظاهرين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء وسط بغداد.
«التحالف الوطني» يصدر بياناً «معادياً» للصدر... ولا جلسة قريبة للبرلمان