انطلقت صباح أمس المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي النبطية والجنوب بأقضيتها السبعة، متزامنة مع الانتخابات النيابية الفرعية في قضاء جزين.

وكان لافتا أمس ارتفاع نسبة التصويت في جزين، وسط توقعات بأن تتجاوز هذه النسبة 60 في المئة عند إقفال الصناديق، نظراً للحماوة التي تتخذها المعركة البلدية ذات الطابع السياسي، في حين أن المعركة على المقعد النيابي تبدو شبه محسومة لمصلحة المرشح أمل أبوزيد، المدعوم من «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» و»حزب الله».

Ad

ولفت أبوزيد في بلدته مليخ إثر الاقتراع إلى أن «الولاية قصيرة، وسنحاول العمل قدر المستطاع، ولن نعد بالمن والسلوى».

وتابع: «المعركة البلدية سياسية بامتياز، وجزين ستصوت بالشكل الذي تريده، ونحترم قرارها. أنا ابن التيار الوطني الحر، وسأفعل كما يقرر تياري، ولا أستطيع الخروج عن هذا الإطار».

وختم: «أنا ابن بيئة منفتحة، وآمل أن أكون جسر تواصل بين الجميع، لتحقيق كل ما تحتاجه جزين».

صيدا

وفي صيدا، تبدو المعركة الأكثر حماوة، نظراً لخوض «التنظيم الشعبي الناصري» المعركة في مواجهة اللائحة المدعومة من تيار «المستقبل» و»الجماعة الإسلامية»، مع وجود لائحة أخرى مدعومة من شخصيات إسلامية، وهي «لائحة أحرار صيدا». وقام الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، بالإدلاء بصوته في ثانوية صيدا الرسمية الثانية للبنات.

وبعد الاقتراع، قال الحريري: «اليوم معركة وصفت بأم المعارك، لأنها في عاصمة الجنوب صيدا، ويكون فيها تنافس بين لائحتين أساسيتين ولائحة ثالثة غير مكتملة، أكيد مدينة صيدا تعودت على أن يكون لها رأي وصوت في الاستحقاقات الديمقراطية، وتستطيع قول كلمتها بهدوء، ونتمنى هذا النهار أن يمر أمنيا بهدوء، بجهود القوى الأمنية والجيش، وتستطيع صيدا أن تنزل بكثافة انتخابا، وفاء للرئيس محمد السعودي».

كما أدلى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بصوته في مركز ثانوية الدكتور نزيه البزري في صيدا، حيث وصف هذا اليوم قائلا إنه «عرس للديمقراطية وللمنافسة الرياضية». ولفت إلى أن «مشاركة أبناء صيدا في الانتخابات أمر أساسي، لأنه واجب».

وأضاف: «أقول لكل مواطن، شارك واختر من تريد، لكن عليك أن تشارك، لأن هذه الصورة التي يعطيها كل مواطن صيداوي، بأن يشارك في العملية، ويعبر عن رأيه».

وتابع السنيورة: «اليوم نتطلع إلى المستقبل، وإلى استمرار هذا الأداء الناجح، وبالتالي هناك جملة من الأمور على المدينة أن تحققها في الفترة المقبلة، وأنا أرى أن هذا الفريق، بقيادة السعودي، قدم قصة نجاح، ويقدم مشروع نجاح، من خلال البرامج التي يعدها مع فريق عمله، وأهمية هذا الفريق، أنه متضامن فيما بينه، لتحقيق هذه الأهداف».

قرى «الثنائي»

أما قرى نفوذ «حزب الله» و»حركة أمل» في الجنوب، فتشهد بعضها انتخابات سياسية بين لوائح «أمل» والحزب من جهة، ومستقلين ويساريين من جهة أخرى.

ويخوض التحالف الشيعي الانتخابات في الجنوب تحت عنوان الاستفتاء للنهج والمقاومة، وهذا ما أعلنه أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير.

وبدت الأجواء، أمس، هادئة في الجنوب، فلا إشكالات تُذكر، إلا من بعض المناكفات الانتخابية في مدينة صور وحارة صيدا.

ورأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، بعد إدلائه بصوته في بلدته معروب، أمس، أن «التحالف بين حركة أمل وحزب الله في الانتخابات البلدية، هو على قاعدة حماية الوطن وحفظ نهج المقاومة والدفاع عن حقوق أهلنا وتأمين كل متطلبات التنمية لقرانا وبلداتنا».

وأضاف: «التنافس يجري في ظل الارتياح العام لدى الناس لهذا التحالف، وتحت هذا السقف السياسي، الذي يمثله تحالف أمل وحزب الله، ونحن لا نرى أن هناك خصومات ومعارك وصراعات مثل بعض المناطق التي كان فيها تنافس لتحديد أحجام سياسية أو لغلبة خط سياسي على آخر، ففي الجنوب ومن خلال هذا التحالف، إن التنافس هو تحت هذا السقف السياسي، كما أن المعركة بشكل عام إنمائية بامتياز، لكن تحت سقف سياسي موحد يجمع حزب الله وحركة أمل».

المشنوق

إلى ذلك، ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في سراي النبطية، اجتماعا أمنيا وإداريا شارك فيه محافظ النبطية محمود المولى، وقادة أمنيون ومسؤولون إداريون، وأعلن بعده أن «الناس متحمسون في بعض النقاط الحارة»، مشددا على أن «الوضع الأمني مضبوط».

وختم: «الثغرات أقل بكثير من المرحلتين الأولى والثانية، والشكاوى من الثغرات الإدارية محدودة، وما تعلمناه من المرحلة الثانية حاولنا أن نعالجه في المرحلة الثالثة».

معركة انتخابية «ساخنة» في بلدة نصرالله

تشهد بلدة البازورية قضاء صور، مسقط رأس الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، معركة انتخابية شديد السخونة، نظرا لتواجه لائحتين: لائحة «التنمية والوفاء» المدعومة من تحالف أمل و«حزب الله» و«لائحة البازورية» المستقلة.

وفي حين تبدو العائلية هي الدافع الأول للمعركة في البازورية، ظهر في الأيام الأخيرة الكثير من الأحاديث عن تحدي «لائحة البازورية» للسيد نصرالله في بلدته، الأمر الذي أعطى المعركة طابعا آخر.

ويؤكد أعضاء لائحة البازورية أن كل ما يقال مجرد شائعات، وأن المعركة ليست سياسية، بل إنمائية حصرا، «وخاصة أن من بين أعضائها مناصرين لحزب الله».