في تطور لافت عزز تكهنات عن قرب إعلان عملية عسكرية ضد عاصمة "داعش"، مدينة الرقة، شمال سورية، قام قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوي فوتيل، بزيارة قصيرة إلى سورية، أمس الأول، التقى فيها القوات الخاصة المنتشرة في شمال شرق سورية ومسؤولين في قوات "سورية الديمقراطية".

وقال المبعوث الخاص لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك، في تغريدة على "تويتر"، إن فوتيل، وهو أعلى مسؤول أميركي يتوجه إلى سورية منذ بدء النزاع عام 2011، "يحضر للهجوم على الرقة"، بالتزامن مع استمرار وصول 250 جندياً إضافياً أعلن الرئيس باراك أوباما إرسالهم في 25 أبريل.

Ad

تحركات رميلان

وفي حين رفضت القيادة المركزية تقديم تفاصيل عن المكان، الذي زاره فوتيل، نقل المرصد، أمس، عن مصادر متقاطعة في ريف القامشلي الشرقي بمحافظة الحسكة، أن مطار رميلان العسكري يشهد تحركات مستمرة من القوات الأميركية، وشوهدت طائرات مروحية تهبط فيه.

وأكد المرصد وصول القوات الأميركية إلى مطار رميلان، الذي وسعته الإدارة الأميركية، ليصبح بمنزلة قاعدة عسكرية لها، مرجحاً احتمال بدء عملية عسكرية واسعة بغطاء من التحالف في أقصى ريف الحسكة الجنوبي وبشمال الرقة.

قصف حلب

إلى ذلك، تناوب طيران نظام الرئيس بشار الأسد وسلاح الجو الروسي لأول مرة منذ إعلان الهدنة في 27 فبراير الماضي، أمس، استهداف الطريق الوحيد المؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، في قصف وصفه المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه الأعنف منذ بدء عملية عزل أرياف المحافظة عن محيطها منذ فبراير الماضي.

ووفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، فإن "طائرات حربية سورية وروسية شنت 40 ضربة جوية على طريق الكاستيلو ومحيطه في أطراف مدينة حلب الشمالية والشمالية الغربية"، مؤكداً أنها الأعنف منذ بدء الهدنة" في 27 فبراير، كما أنها "المرة الأولى التي تتدخل فيها الطائرات الحربية الروسية منذ ذلك الوقت".

ونبَّه المرصد إلى أن طريق الكاستيلو، المؤدي إلى غرب البلاد، يعد المنفذ الوحيد لسكان الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، البالغ عددهم نحو 300 ألف سوري، مبينا أن الضربات الجوية تستهدفه منذ أسبوع، لكنه لايزال مفتوحاً.

وأكدت شبكة "سورية مباشر" تعرض طريق الكاستيلو لغارات عدة، وصلت إلى 50 خلال الساعات الـ24 الأخيرة، متركزة على مخيم حندرات وبلدات كفرحمرة وحريتان بريف حلب الشمالي.

هدنة وغارات

وانهارت الهدنة، التي تم التوصل إليها باتفاق أميركي- روسي في حلب في 22 أبريل، حيث قتل نحو 300 مدني في غضون أسبوعين في قصف متبادل بين قوات النظام في أحياء المدينة الغربية والفصائل المقاتلة في أحيائها الشرقية.

واقترحت موسكو الجمعة على الولايات المتحدة شن غارات مشتركة ضد "مجموعات إرهابية"، اعتباراً من 25 الجاري، وخصوصاً "جبهة النصرة"، لكن واشنطن سارعت برفض أي تعامل عسكري معها في الأراضي السورية.

وحذر رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات أسعد الزعبي، أمس، من تنسيق بين موسكو وطهران، لإثارة فوضى عارمة في الأراضي السورية خلال الساعات المقبلة، بهدف القضاء على بذور الثورة وتقسيم سورية إلى أقاليم.

وأوضح الزعبي، في تصريحات نشرتها وكالة "أورينت"، أن هناك مخططاً روسياً لإقامة كيان علوي مستقل ومعزول تحت مسمى "سورية المفيدة" ودولة للأكراد من منطقة عفرين، وصولا إلى شمال شرق سورية، مؤكداً أن موسكو تعمل أيضاً على عزل الحدود مع تركيا، ومنع وصول المساعدات إلى السوريين في الداخل.

تفجيرات الحسكة

في سياق آخر، أسفرت سلسلة تفجيرات نفذها "داعش" في الحسكة عن مقتل ثمانية أشخاص، وفق المرصد السوري وقوات "سوتورو" المسيحية، التي أوضحت أن انتحاريين فجرا نفسيهما السبت في حي الوسطى بالقامشلي، ما أسفر عن "مقتل ثلاثة مسيحيين، وإصابة 15 آخرين".

وفي وقت سابق، أوقع انفجار سيارتين مفخختين عند نقطة تفتيش تابعة لقوات الأمن الكردية (الأساييش) في منطقة العالية قرب مدينة تل تمر، التي تبعد نحو 40 كلم عن حدود تركيا، 5 قتلى.

مساعدات وكابوس

وبعد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القوى الدولية والإقليمية إلى تشجيع استئناف المفاوضات، لإنهاء "الكابوس" السوري، دخلت أمس نحو 60 شاحنة تحوي مواد غذائية وإنسانية إلى بلدتي قدسيا والهامة بضواحي دمشق، برعاية الأمم المتحدة، بعد مضي حوالي عام على دخول آخر دفعة من المواد الغذائية إلى المنطقتين.

وقال كي مون، في منتدى في الدوحة، "يواصل مبعوث الأمم المتحدة (ستيفان ديميستوراً) العمل مع من أجل مباحثات مثمرة. نحتاج إلى وقف كامل وفوري للمعارك، كما نحتاج جميعاً إلى بدء مباحثات حول الانتقال السياسي".

وفي دمشق، منح 39 فصيلاً معارضاً، على رأسها "جيش الإسلام" و"فيلق الشام" أمس الأطراف الراعية للهدنة، واشنطن وموسكو، مهلة 48 ساعة لإلزام قوات النظام ومقاتلي "حزب الله" اللبناني بوقف هجومهما الكبير على مناطق مدينة داريا والغوطة الشرقية، مؤكدة أنه إذا لم يلتزموا فسيعتبر اتفاق وقف الأعمال القتالية المطبق منذ نهاية فبراير بحكم "المنهار تماماً"..

«داعش» يدعو إلى هجمات في رمضان

غداة إلقاء التحالف الدولي منشورات على الرقة، لمطالبة سكان المدينة لأول مرة بمغادرتها، دعا "داعش" مساء أمس الأول إلى تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة وأوروبا في رمضان المبارك.

وفي رسالة صوتية، يبدو أنها تهدف إلى رفع معنويات مسلحيه، تساءل المتحدث باسم التنظيم أبومحمد العدناني: "وهل سننهزم إن خسرنا الموصل أو سيرتة أم الرقة أو جميع المدن وعدنا كما كنا؟"، قبل أن يجيب "كلا، إن الهزيمة فقد الإرادة والرغبة في القتال".

وفي أول تسجيل صوتي له منذ أكتوبر 2015، قال العدناني: "إن أصغر عمل تقومون به في عقر دارهم أفضل وأحب إلينا من أكبر عمل عندنا وأنجع لنا وأنكى بهم، ولأن كان أحدكم يتمنى ويسعى للوصول جاهداً لدولة الإسلام، فإن أحدنا يتمنى أن يكون مكانكم، لينكل في الصليبيين ليل نهار لا ينام ويرعبهم، حتى يخاف الجار من جاره".

وإذ اعتبر أن التحالف غير قادر على هزيمة التنظيم رقم آلاف الغارات، أضاف العدناني: "ها قد أتاكم رمضان شهر الغزو والجهاد شهر الفتوحات، فتهيأوا وتأهبوا، وليحرص كل منكم على أن يمضيه في سبيل الله غازيا، طالبا ما عند الله، راجيا لتجعلوه إن شاء الله وبالا على الكفار في كل مكان، ونخص جنود الخلافة وأنصارها في أوروبا وأميركا، فيا عباد الله، يا أيها الموحدون، لأن أغلق الطواغيت في وجوهكم باب الهجرة، فافتحوا في وجوههم باب الجهاد، واجعلوا أعمالهم عليهم حسرة".