أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيسة مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في مصر غادة والي، أخيراً عن تخصيص جائزة مالية بقيمة مليون جنيه بالتنسيق مع صندوق التمويل الأهلي بوزارة الشباب، للأعمال الدرامية التي ستعرض في رمضان المقبل وتكون خالية من مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات، كذلك الأعمال التي تعرض هذه المشاهد متضمنة آثار وتداعيات الإدمان على المتعاطين.

وقالت الوزيرة المصرية عبر بيانها المُعلن، إنه سيتم رصد وتحليل الأعمال الدرامية التي تذاع خلال شهر رمضان أسبوعياً لمعرفة عدد مشاهد التدخين والترويج لتعاطي المخدرات أولاً بأول، وإعداد قائمة سوداء بالأعمال التي تروج لتعاطي المخدرات والإدمان، ذلك لمخاطبة كبار كتاب الدراما وتوعية الرأي العام بخطورة تلك المشاهد، وبحث كيفية منع الترويج للمخدرات في الأعمال الدرامية، خصوصاً بعد توقيع الميثاق الأخلاقي لتناول درامي رشيد يمنع ترويج مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات في الأعمال الدرامية.

Ad

وأضافت أن القرار يهدف إلى تسليط الضوء على الآثار السلبية الناتجة من السجائر والمخدرات، وفتح جسور التواصل والحوار مع صانعي الدراما وكُتاب ومنتجي الأعمال الدرامية لحثهم على التناول الدرامي الرشيد للقضايا المجتمعية عموماً، وقضية المخدرات خصوصاً.

أدت هذه الخطوة إلى تباين في الآراء بين النقاد والوسط الفني المصري قبيل انطلاق الماراثون الرمضاني، نظراً إلى تأخر القرار بعدما انتهى تصوير عدد كبير من المسلسلات، فثمة من يدافع عن الظاهرة بشرط توظيفها في السياق الدرامي الصحيح، وثمة من يعارضها من الأساس.

آراء متباينة

قالت الناقدة حنان شومان إن هذه الحملة والإعلان عنها في هذا التوقيت لم تكن مجدية على الإطلاق، خصوصاً أن المبلغ يعتبر رمزياً لصانعي هذه الأعمال، نظراً إلى ميزانيات المسلسلات، موضحة أن تأثير الأخيرة تراكمي، وبالتالي لا جدوى من مسلسل أمام 40 مسلسلاً تتضمن مشاهد تدخين، خصوصاً إذا كان لا يحظى بنسبة مُشاهدة عالية.

وأضافت شومان أنه كان على الوزيرة أن تعلن المعايير التي سيتم على أساسها الاختيار بخلاف غياب مشاهد التدخين والمخدرات، فثمة أعمال تتطلب التدخين وفقاً للسياق الدرامي ومحاكاة للواقع كما في مسلسل {تحت السيطرة} العام الماضي. كذلك أكدت شومان أنه كان يجب وضع دراسة دقيقة للعناصر المطلوبة قبل تخصيص مبلغ معين كمكافأة، كأن تجمع وزارة التضامن والشباب في مؤتمر عام صانعي الدراما، ويتم تسويق المشروع قبل الشروع في كتابة الأعمال الدرامية المُقررة.

أما المُنتج أحمد السبكي فيرى {أنه ليس من الطبيعي تقديم أعمال تناقش قضايا خاصة بالتدخين أو لها علاقة بالإدمان، وتغيب عنها مشاهد رئيسة ضمن هذا الإطار أو تلغى لأي سبب، ففي هذه الحالة يفقد العمل مصداقيته أمام المُشاهد، ولن نستطيع التصدي إلى أية أزمة في محاكاة الواقع المُجتمعي. عموماً، تخضع عملية التعديل والرؤية دائماً لمؤلف العمل، وهو الأقدر على التقييم}.

في السياق نفسه، ترى الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن {المبادرة جيدة لكنها صعبة التنفيذ على أرض الواقع، لأن الجمهور هو المُتحكم في نجاحها عندما يرفض متابعة الأعمال المليئة بمشاهد التدخين والمخدرات فيدفع صانعي الأعمال إلى تقديم أعمال جيدة لا تأخذ الإدمان والتدخين وسيلة للربح المادي، لا سيما أن الدراما المصرية تشهد فوضى المشاهد التي لا تليق بالمُجتمع المصري، ولا بعرضها في شهر رمضان الفضيل}.

واتهمت الناقدة بعض المؤلفين والمخرجين بعدم القدرة على التوظيف الدرامي الصحيح لمسألة التدخين في المسلسلات، فبعضهم يحرص على وجود ممثل (أو ممثلة) يدخن لمجرد التدخين، ما يدفع الواقع المُجتمعي نحو السوء.