المخرج وائل إحسان: «حسن وبقلظ» عمل كوميدي يحترم الأسرة

نشر في 23-05-2016
آخر تحديث 23-05-2016 | 00:00
No Image Caption
يتمتع المخرج وائل إحسان بتاريخ كبير من الأعمال الجيدة والمتميزة في السينما والتلفزيون، قدمها مع معظم النجوم من مختلف الأجيال. وهو يعود إلى السينما بعد غياب عامين بفيلم {حسن وبقلظ} الذي يعتمد على عدد كبير من الوجوه الجديدة.
عن الفيلم والتحضير له وكواليسه كان لنا معه هذا الحوار:
كيف جاءت فكرة {حسن وبقلظ}؟

عرض الممثل كريم فهمي الفكرة على المنتج فقدمها لي ووجدتها جيدة وجديدة على السينما المصرية. يتحدث الفيلم عن تؤام ملتصق لكل منهما تفكيره وأسلوبه في الحياة، ويحاول أحد الأطباء فصلهما ولكن نتيجة لخطأ منه يتعقد الأمر، ومن هنا تحدث مفارفات كوميدية عدة.

لكن العمل مشابة لفيلم قدمه مات ديمون عام 2008، ولم تذكروا ذلك؟

العمل مقتبس فعلاً من فيلم أجنبي، وعند مناقشة الأمر مع كريم فهمي أثناء التحضير أكّد أن التشابه في الفكرة فحسب فيما يختلف السيناريو والأحداث، لذا لم أشاهد الفيلم الأجنبي كي لا أتأثر به أثناء التحضير، وعند مشاهدة الفيلم سترى أنه مصري بتفاصيله وليس منقولاً عن عمل أجنبي.

كذلك اقتبستم الملصق.

ملصق الفيلم والبرومو مسؤولية المنتج بالدرجة الأولى، وهما جزء من الدعاية للفيلم التي يتولاها فريق مسؤول بالتنسيق مع المنتج ولا علاقة للمخرج بها.

هل اخترتم أبطال العمل بعد تحقيقهم النجاح في مسرح مصر؟

إطلاقاً. بدأ التحضير للعمل منذ أكثر من عام، ولم يكن وقتها أحد منهم قد حقق النجاح الذي وصلوا له، ولكن تم اختيارهم لأنهم ممثلون جيدون ولأنهم الأنسب لشخصيات الفيلم. وفي كل عمل لي منذ بدايتي، أحرص على تقديم وجوه جديدة ومنحهم الفرصة لتجديد دماء السينما كل فترة، لأن من الصعب الاعتماد على عدد محدد من الأسماء في الأعمال كافة.

النجاح السريع والصعود الذي حققوه، هل يتبعه تراجع سريع؟

حقّق هؤلاء الشباب نجاحاً كبيراً وصعوداً إلى البطولة في فترة وجيزة من دون اكتساب الخبرة اللازمة، على عكس الأجيال السابقة. لكن استمرار النجاح يتوقف على شخصية كل منهم وتفكيره في الخطوات المقبلة، فهل ينبهر بالنجاح ويوافق على أعمال سيئة لمجرد أن يُصبح بطلاً ويحصل على أجر كبير، أم يختار الجيد والأنسب له؟ القرار في يد كل منهم ليُحدد مكانه في الفترة المقبلة.

هل كان توقيت عرض الفيلم مناسباً؟

توقيت عرض الفيلم أمر يخص المنتج والموزع، ورأي المخرج هنا استشاري فحسب. كنت أرغب في إطلاق الفيلم في عيد الفطر أو الصيف لأنه الموسم السينمائي الأهم والفرصة فيه كبيرة لتحقيق نجاح وإيرادات، لكن المنتج رأى أن {شم النسيم} هو الأفضل لإطلاق الفيلم إذ لا تنافسه أعمال كوميدية ولا لنجوم كبار، وبالتالي فرص النجاح هنا أكبر.

كيف ترى رد فعل الجمهور على الفيلم؟

حقق العمل إيرادات جيدة منذ اليوم الأول للعرض، ولكنه انخفض بعد ذلك نتيجة القرصنة، إذ وصل عدد متابعي النسخة المسروقة إلى 3 ملايين في أقل من 48 ساعة، كذلك تأثر بغياب الشباب نتيجة للامتحانات الجامعية والثانوية.

خيارات... وجديد

ما الأصعب بالنسبة إليك: التعامل مع نجم كبير أم وجه جديد؟

لكل منهم ميزة وعيب. التعامل مع النجم أفضل من ناحية الإيرادات وضمان النجاح لما لديه من شعبية وجمهور، ولكن توجيهه في موقع التصوير يكون صعباً لأن لديه إحساساً كبيراً بالذات ونرجسية، وثمة من يرفض التوجيه والنصح لأنه يعلم أنه السبب الرئيس في نجاح العمل وأن شعبيته هي الأساس. هنا تكون شخصية المخرج هي العامل الرئيس، فهل يفرض شخصيته على النجم ويتحكم في العمل لأنه المسؤول الأول عنه، أم يفرض النجم سطوته ويتحرك كما يشاء من دون توجيه من المخرج؟ أما التعامل مع الوجه الجديد، من توجيه الإرشادات والنصائح، فيأتي سهلاً، لكن في المقابل ليس لديه جماهيرية ولا شعبية تضمن النجاح.

في رأيك، أيهما أصعب بالنسبة إليك: الفيلم الكوميدي أم الفيلم التراجيدي؟

في رأيي، إخراج عمل كوميدي هو الأصعب، لأنه يتطلّب حالة مزاجية معينة لتقديم كوميديا تجذب الجمهور. كذلك لا بد من أن يكون لديَّ تخيل وأن أضع نفسي مكان الجمهور في أي مشهد كوميدي أو إفيه، كي أستطيع تخيل رد الفعل إن كان جيداً أم لا، وأرى إن كان الجمهور سيتجاوب مع المشهد أو الإفيه؟ وإن كان مملاً ألجأ إلى التعديل أو الحذف. أما في التراجيديا، فالحالة العامة للفيلم والسيناريو تكفيان لتقديم فيلم جيد بغض النظر عن حالتك المزاجية، وهو ما حدث في {ساعة ونص}.

كيف كانت تجربتك مع الدراما التلفزيونية، وهل تكررها؟

كانت التجربة جيدة. قدمت عملاً درامياً مع النجم الكبير عادل إمام وعدد كبير من النجوم. في الفترة الراهنة، أنا متفرغ للسينما ولن أكرر العمل في الدراما التلفزيونية إلا من خلال مسلسل جيد ونص جيد جداً، يضيف إلي وإلى مشواري الفني الذي صنعته في السينما.

الإخراج السينمائي أفضل أم الإخراج التلفزيوني؟

في السينما المخرج هو نجم الفيلم والمسؤول عنه، لذا ترى أن العمل يُكتب باسمه، بينما في الدراما التلفزيونية يكون المخرج في الترتيب الرابع بعد النص الدرامي والنجم الذي تأتي لأجله الإعلانات ثم المنتج الذي يدفع الأجر الكبير للنجم. ولأن الإعلانات هي الأساس في الدراما، أصبح النجم قائد العمل والمتحكم فيه من الألف إلى الياء. كذلك في الدراما أنت مرتبط بموسم عرض وساعات عمل وتكلفة إنتاج، وبالتالي لا بد من أن تنتهي من العمل في أقرب وقت مهما كان مستوى المشاهد المنجزة، بينما في السينما تعمل بكثير من الراحة حتى يخرج العمل جيداً، فإن انتهيت منه قبل عيد الفطر باستطاعتك أن تطلقه وإن لم تنته فثمة موسم آخر مقبل في انتظارك. المهم أن تقدم عملاً جيداً من دون استعجال من أحد، فالوقت ملكك أنت.

ما الجديد لديك في الفترة المقبلة؟

حتى الآن لا جديد. اعتدت من البداية بعد الانتهاء من أي عمل أن أتوقف قليلا كي أرى رد فعل الجمهور، ثم أحدّد الخطوة المقبلة.

الفيلم الكوميدي أصعب من التراجيدي... والمخرج في السينما هو النجم
back to top