بعيداً عن التصنيف العمري... أفلام للمراهقين فقط
أفلام سينمائية للمراهقين فقط، هكذا صنّف البعض عدداً من أعمال هذا الموسم، رغم أن بعضها لا يحمل تصنيفاً عمرياً من الرقابة. فهل حقاً ينطبق عليها التصنيف؟
ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن المراهقة لا تنحصر في التصنيف العمري، فثمة بالغون تعدوا مرحلتي المراهقة والشباب واقتربوا من الشيخوخة ويفضلون الأفلام التي يطلق عليها الجمهور أفلام مراهقين، مضيفة أننا {لا نستطيع القول بأن ثمة أفلاماً تختص بمخاطبة شريحة عمرية معينة. على سبيل المثال، الشخص نفسه الذي تحمس لفيلم السبكي تحمس لـ{هيبتا}، ما يؤكد أن اختلاف الأذواق وانقسام الشعب المصري إلى فئتين متباعدتين فكرياً هو أساس التصنيف}. وتواصل البشلاوي قائلة: {كانت فئة الشباب قديماً تتابع أعمال محمد خان وخيري وبشارة وداود عبد السيد إلى جانب أفلام يوسف شاهين بالطبع، ولكن الآن ثمة نوعية محددة من الأفلام هي السائدة، فيما ثمة نوعية أخرى من الجمهور تفضل النمط الأميركي مثل أفلام {الحرب العالمية الثالثة} و{حسن وبقلظ}، وكل ما هو متمصر.يرفض الناقد السينمائي أحمد شوقي وصف الموسم الراهن في مصر بـموسم الأفلام {المراهقة}، مشيراً إلى تضمنه أعمالاً بعيدة عن ذوق المراهقين أبرزها {نوارة} و{حرام الجسد} و{قبل زحمة الصيف}.
شوقي يرى أن {السينما المصرية عموماً وعلى مدار تاريخها هي سينما شابة، تخاطب الشباب باعتبارهم المصدر الرئيس لشباك التذاكر، لذلك لو رصدنا الصيحات في إنتاج الأفلام، خصوصاً في آخر 20 عاماً سنجد أن أي تغيير تشهده مرتبط بذوق الشباب والمراهقين. مثلاً، عند عرض {إسماعيلية رايح جاي} و{صعيدي في الجامعة الأميركية} كانا حصاني الرهان الرابحين ونقطة التحول التي أعقبتها سلسلة من أفلام المضحكين الجدد. أما اليوم فالاهتمام إلى حد ما يطاول أدب المراهقين أو الروايات الأكثر مبيعاً، مثل {الفيل الأزرق} ثم {هيبتا}، ما يعني أن مواسم سينمائية عدة باتت مرتبطة بمزاج المراهقين}.أما الناقد إيهاب التركي فيرى أن {تلك الأفلام مصنوعة للمتفرج المراهق بوصفه الجمهور المستهدف. مثلاً، في {هيبتا} نموذج لعلاقة حب بين مراهقين (أحمد مالك وجميلة عوض). ورغم أن الفيلم يرصد تطور علاقات حب لأعمار متعددة، يتضمن إحساساً بأنه كله موجه للمراهقين، وهذا بالتحديد ما يعد مشكلة، كذلك تلعب باقي الأفلام على وتر جذب جمهور المراهقين والشباب إما بكوميديا إفيهات كما في {حسن وبقلظ} و{كنغر حبنا} أو بأجواء الإثارة الجنسية كما في {اللي اختشوا ماتوا}، و{قبل زحمة الصيف} الذي يحمل الأجواء نفسها من الإثارة الدعائية لجذب الجمهور، حتى سلوك الكدواني فيه يندرج تحت توصيف المراهقة المتأخرة، كذلك كان الجدل المثار حول ظهور هنا شيحة بلباس البحر في الفيلم نفسه عامل جذب لجمهور تحت العشرين}.يتابع: {عموماً، وجود أفلام موجهة إلى فئة عمرية معينة ليس عيباً أو خطأ في الفكرة، لكن المهم كيفية طرح تلك الفكرة وصنعها وتقديمها في قالب مناسب من خلال رؤية سينمائية ومضمون درامي بعيد عن الاستخفاف}. لا تصنيف قاطعاًالناقد نادر عدلي يرى أن {السينما على المستوى المحلي والعالمي في الأساس صناعة تستهدف المراهقين والشباب، وأن 80% من رواد دور العرض تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 25 عاماً، وتعد هذه النسب عالمية، ويتم التصديق عليها في جميع دول العالم متفقين على أن صناعة السينما صنعت لأجل فتح خيال الشباب لتطور شخصيته أو تطرح له بدائل تساعده في تغيير طريقة تفكيره}.يتابع: {مع اختلاف موضوعات الأفلام السينمائية لا يمكن تصنيفها بشكل قاطع بين استهلاكية أو عالية الجودة. على سبيل المثال، في أميركا يتم إنتاج 800 فيلم سنوياً و250 منها فقط يُسوّق عالمياً والباقي يبقى في الإطار المحلي}.ويؤكد عدلي أن غالبية النجوم سواء من الشباب أو كبار الفنانين تأتي أسماؤهم على الملصقات في المرتبة الثانية أو الثالثة كتنويه على مشاركتهم.أما عن مبدأ الأفلام الشبابية أو المراهقة فإن 80% من أفكار الأفلام تصلح للشباب، بحسب عدلي، ويقول: {يجب أن تناسب نسبة مئوية من الموضوعات السينمائية البالغين. أما أفلام هذا الموسم فتلائم جميع الأعمار مثل {هيبتا}، لأن الأبطال تتراوح أعمارهم بين الأطفال والمراهقين والشباب حتى سن الستين، ونشاهد حكاية لكل ثنائي باختلاف الأعمار، كذلك {حسن وبقلظ} فمستنسخ من نظيره الأميركي وتم تقديمه بإمكانات قليلة، ما زاد من مساحة الإفيهات التي اعتمد عليها الفيلم بشكل أساسي}.
يرى الناقد نادر عدلي أن السينما على المستوى المحلي والعالمي في الأساس صناعة تستهدف المراهقين والشباب