اليمن: جلسة مشتركة بالكويت... ومجزرة «داعشية» في عدن

• مقتل 41 عسكرياً في تفجيرين أحدهما انتحاري • بن دغر: الحوثيون منعوا أموال تشغيل الكهرباء بالمدن

نشر في 24-05-2016
آخر تحديث 24-05-2016 | 00:08
يمنيون يعاينون موقع تفجير عدن أمس (رويترز)
يمنيون يعاينون موقع تفجير عدن أمس (رويترز)
انعقدت جلسة مشاورات مشتركة بين فرقاء اليمن في الكويت، أمس، بعد يوم من عدول الوفد الحكومي عن قرار سابق بتعليق المشاركة في مفاوضات السلام، في حين قتل 41 شخصاً في هجوم انتحاري تبناه تنظيم «داعش» واستهدف مقراً لاستقبال المتطوعين الجدد بالقوات الأمنية.
بعد يوم من نجاح الجهود الدولية والخليجية في إقناع وفد الحكومة اليمنية بالعدول عن قرار تعليقه لمشاركته بمشاورات السلام، استأنف الوفد الممثل للرئيس عبدربه منصور هادي والوفد المشترك لجماعة "أنصار الله" الحوثية وحزب "المؤتمر الشعبي" أمس اللقاءات المباشرة في إطار المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت بعد تعليق استمر زهاء أسبوع، وكاد أن يعصف بالمفاوضات الصعبة.

ونشر وسيط الأمم المتحدة بالمشاورات، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، صورة للاجتماع مرفقة بتعليق "انطلاق جلسة مشتركة صباحية مع الوفدين في مشاورات السلام اليمنية".

وكان الوفد الحكومي قد أعلن الثلاثاء الماضي تعليق مشاركته، مرجعا ذلك إلى تراجع المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس اليمني السابق علي صالح، عن التزاماتهم في المشاورات، خصوصا تلك المتعلقة بمرجعيات التفاوض وتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 الصادر العام الماضي، والذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة.

وربط الوفد في حينه عودته للمشاركة، بتلقي تعهد مكتوب يلتزم فيه المتمردون مرجعيات التفاوض والقرار 2216، وإقرارا بشرعية الرئيس هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية.

وأكد رئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، أمس الأول، أن العودة إلى المشاورات تأتي بعد تلقي "ضمانات إقليمية ودولية" بالتزام المتمردين، وأن الحكومة ستعطي المشاورات "فرصة أخيرة" للنجاح.

ولم تحقق المشاورات التي بدأت في 21 أبريل الماضي، أي تقدم ملموس لحل النزاع المستمر منذ أكثر من عام، والذي أدى إلى مقتل 6400 شخص وتهجير 2.8 مليون شخص.

ورغم جلوس الطرفين الى طاولة واحدة، فإن هوة عميقة لا تزال تفصل بينهما خصوصا حول القرار 2216. ويرغب المتمردون في تشكيل حكومة انتقالية توافقية لبحث تنفيذ القرار، في حين يشدد الوفد الرسمي على أن حكومة هادي هي التي تمثل الشرعية.

وكان المتحدث باسم "أنصار الله" رئيس الوفد المشترك بالمشاورات قد كشف لـ"الجريدة"، أمس الأول، عن مقترح كويتي بتعيين مستشارين عسكريين وجنود من الكويت وعمان في "اللجنة العسكرية" المشكلة من كل الأطراف والتي تشرف على عملية التهدئة في اليمن.

مجزرة عدن

في هذه الأثناء، قتل 41 عسكرياً وأصيب 60 في تفجيرين احدهما انتحاري، استهدفا أمس الجيش اليمني في عاصمة اليمن المؤقتة عدن.

وأفاد قائد قوات الأمن الخاصة في عدن العميد ناصر السريع بأن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه وسط تجمع للمجندين قرب معسكر بدر في حي خور مكسر بكبرى مدن الجنوب اليمني، يقع ايضا على مقربة من منزل قائد المعسكر العميد عبدالله الصبيحي.

وأوضح السريع أن التفجير أدى إلى مقتل 34 مجنداً.

وبعيد التفجير الانتحاري، دوى انفجار في معسكر بدر نجم عن عبوة ناسفة فجرت عن بعد وأدى إلى مقتل سبعة جنود.

وسارع تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" إلى تبني الهجومين في بيان يحمل توقيع "ولاية عدن ابين"، تداولته حسابات مؤيدة للتنظيم المتطرف على مواقع التواصل.

وجاء في البيان: "انطلق الاخ الاستشهادي أبو علي العدني نحو منزل قائد معسكر بدر الذي يتخذه الجيش اليمني المرتد مركزا للتجنيد، وذلك في منطقة خور مكسر وسط عدن، حيث فجر فارسنا حزامه الناسف وسط جمع من جنود الردة".

وأعقب ذلك بحسب البيان "تفجير عبوة ناسفة على بوابة معسكر بدر".

وكان "داعش" قد تبنى هجوما نفذه انتحاري يرتدي حزاما ناسفا استهدف عشرات المجندين من الشرطة في مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، منتصف مايو الجاري، ما أدى لمقتل 41 شخصا.

ويعد هجوم أمس أحد أدمى الهجمات حتى الآن على الحكومة اليمنية.

وقف الكهرباء

إلى ذلك، وغداة مقتل شخص أثناء تصدي قوات الأمن لمظاهرات غاضبة ضد انقطاع الكهرباء في محافظة عدن الساحلية، اتهم رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، جماعة الحوثيين وحزب "المؤتمر" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح والسلطات المالية في البنك المركزي اليمني الخاضع لسيطرة "أنصار الله"، بوقف تحويل الأموال الخاصة بالموازنات التشغيلية للطاقة الكهربائية في المحافظات الساحلية.

وقال بن دغر إن "الحوثيين أوقفوا الموازنة التشغيلية بشكل نهائي"، مضيفا أن مؤسسات إنتاج الطاقة تعاني منذ سنوات طويلة تدهورا متسارعا وعدم صيانة وغياب التنمية التي تواكب الحاجة المتزايدة للطاقة الكهربائية.

وذكرت وكالة "سبأ"، أمس، أن بن دغر بحث سبل حل مشكلة انقطاع الكهرباء التي تشهدها عدن مع محافظها عيدروس الزبيدي، في اتصال هاتفي أمس الأول، ووعد بـ"انفراجة خلال الأيام المقبلة".

انهيار صخري

على صعيد منفصل، لقي 18 شخصا مصرعهم معظمهم من الأطفال والنساء إثر انهيار صخري، بمنطقة غيل بنى عمر بمديرية الشمايتين بمحافظة تعز جنوب غربى اليمن.

ونقل موقع "يمن برس" المستقل عن مصادر محلية أن انهياراً صخرياً وسيولاً ناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة أمس الأول تسبب في تدمير 6 منازل وجرف مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية ووفاة 18 شخصا وإصابة العديد من المواطنين.

حقول ألغام

من جهة أخرى، حذرت منظمة العفو الدولية أمس من خطر القنابل العنقودية التي ألقتها مقاتلات التحالف على مناطق سيطرة المتمردين في شمال اليمن، معتبرة أنها حولتها إلى "حقول ألغام".

وأوضحت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا أن الأطفال والمدنيين "يقتلون ويشوهون" جراء القنابل العنقودية غير المنفجرة، مطالبة التحالف بوقف استخدام هذه الذخائر، والمجتمع الدولي بالمساعدة في تنظيف المناطق.

وأشارت المنظمة إلى أن تقريرها يستند إلى مهمة استمرت عشرة أيام في محافظات صعدة وحجة وصنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم الموالون لصالح، منذ عام 2014.

يذكر أن المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري سبق أن نفى استخدام التحالف لأي أسلحة محرمة دولية في اليمن.

مصرع 18 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء إثر انهيار صخري بمنطقة غيل بني عمر
back to top