«داعش» يضرب «العمق العلوي»
مقتل 148 بـ 7 تفجيرات في طرطوس وجبلة فاقت «عملية صدام»
شن تنظيم «داعش» أمس أعنف هجوم له في سورية، مستهدفاً العمق العلوي في محافظة طرطوس ومدينة جبلة جنوب اللاذقية، وأوقعت 7 تفجيرات أكثر من 148 قتيلاً، في اعتداءات هي الأكثر دموية منذ عام 1986، حين استهدفت عمليات مماثلة طرطوس وأسفرت عن مقتل 144، واتهمت دمشق حينئذٍ نظام صدام حسين بتدبيرها.ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن سيارة مفخخة انفجرت عند مدخل محطة حافلات طرطوس، وبعد تجمع المواطنين في المكان فجّر انتحاريان نفسيهما، مما أسفر عن مقتل 48، وبعد ربع ساعة، ضربت 4 تفجيرات مدينة جبلة، التي تبعد 60 كيلومتراً شمال طرطوس، مما أسفر عن مقتل 100. وأفاد مصدر في شرطة جبلة بأن «تفجيراً انتحارياً استهدف قسم الإسعاف في المستشفى الوطني، ووقعت التفجيرات الثلاثة الأخرى بواسطة سيارات مفخخة في محطة الحافلات وأمام مؤسسة الكهرباء ومستشفى الأسعد» عند مدخل المدينة.
ورغم عدم وجوده في المحافظتين ذواتَي الأغلبية العلوية، تبنى تنظيم «داعش» الاعتداءات. وإذا صح ذلك، فإنها بمنزلة رسالة بأنه لايزال ناشطاً بقوة رغم تلقيه هزائم متتالية في محافظات أخرى.ومع اقتصار وجود فصائل المعارضة في اللاذقية على ريفها الشمالي، بقيت هي وطرطوس بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011، وتسبب في مقتل أكثر من 270 ألف شخص.وإثر التفجيرات، هاجمت مجموعة من المواطنين مخيم الكرنك للاجئين من محافظتي إدلب وحلب في طرطوس وطردوهم منه بحجة «أنهم يشكلون حاضنة شعبية للإرهاب»، وفق المرصد، الذي أكد مقتل 7 من العائلات النازحة.وسارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صاحب أكبر قاعدة بحرية في طرطوس، إلى تقديم تعازيه للأسد، مجدداً استعداده لمواصلة دعمه في التصدي «للتهديدات الإرهابية». ووجّه نظام الأسد الاتهامات إلى تركيا والسعودية وقطر، متوعداً بأنه لن يفرط في دماء الأبرياء.