في لقاء وصف بـ «الفرصة الاخيرة» استؤنفت اليوم الاثنين جلسات مشاورات السلام اليمنية برعاية الامم المتحدة وسط تطلعات وآمال بأن تهب أولى نسمات حل الازمة اليمينة عبر الكويت.

Ad

وأسفرت الضغوط الدولية والخليجية التي مورست على الفرقاء اليمنيين في الدوحة والكويت خلال اليومين الماضيين عن اتاحة فرصة ذهبية قد تكون الاخيرة للتوصل الى حل سياسي شامل للازمة اليمنية والوضع المأساوي الناجم عنها لاسيما على الصعيدين الإنساني والاقتصادي.

وبعد مشاورات ماراثونية استمرت نحو خمسة أسابيع في الكويت دون ان تحقق اي تقدم يذكر لتحقيق السلام المنشود تقف الأطراف اليمنية اليوم امام مسؤولية جسيمة من اجل تجاوز الانقسام الحاد في المواقف والذي احدث شرخا في المجتمع ووضعا قاتما وصعبا لم تفلح المساعي الدولية حتى الان في إيجاد مخرج له.

وكان لعودة وفد الحكومة اليمنية الى طاولة الحوار بعد قرار تعليق مشاركته في مشاورات الكويت صدى إيجابي عند المجتمع الدولي الذي يحرص على تحقيق السلام في اليمن الذي يعتبر أمنها عاملا مهما في ارساء الأمن بالمنطقة.

وفي هذا السياق اعرب مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد عن ارتياحه لعودة وفد الحكومة الى طاولة الحوار داعيا جميع الأطراف للعمل المتواصل من أجل احراز تقدم يخفف من معاناة اليمنيين.

وحث ولد الشيخ احمد في بيان صادر في إطار إيجازه الصحفي اليومي جميع الأطراف اليمنية على بذل الجهود للتوصل الى حل مستدام بأقرب وقت ممكن.

وبينما وصف مشاورات السلام اليمنية بانها «معقدة» وقد تستغرق وقتا طويلا حذر من ان كل تأخير أو تراجع أو تغيب عن الجلسات «سيعيدنا يالى الوراء ويؤخر الحل الذي ينتظره اليمنيون».

وقال انه استأنف بعد عودته من الدوحة مشاورات الكويت وعقد جلسة مشتركة جمعت وفد الحكومة اليمنية بوفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام.

وذكر ان مشاورات اليوم تخللها جلسات ثنائية مع الوفد الحكومي ووفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام اضافة الى جلسة خاصة عقدتها لجنة السجناء والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفيا من أجل التقدم بهذا الملف.

وأوضح في هذا الصدد ان الحكومة اليمنية سلمته لائحة تتضمن اسماء صحفيين يمنيين محتجزين ومضربين عن الطعام حتى يجري النظر في قضيتهم والعمل على حلها.

من جهته قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي ان مشاورات الكويت تمثل فرصة اخيرة لجميع اليمنيين من اجل إثبات رغبتهم في السلام مؤكدا استعداده لتقديم كل ما يمكن من مرونة وتنازلات في سبيل الشعب والسلام.

وأعرب المخلافي الذي يرأس كذلك الوفد الحكومي في كلمة القاها خلال افتتاح الجلسة الاولى من مشاورات السلام عن الأمل في ان « يكون لدى الطرف الاخر نفس الرغبة والاستعداد حتى لانعود الى دوامة اضعنا فيها ما يقارب الخمسة أسابيع من دون تقدم».

وقال ان «هذه فرصة حقيقية لنا لنعود ونعمل برح مختلفة وروح جادة وصادقة .. ونحن جئنا من اجل ان نعود بالسلام وبإذن الله سنعود به اذا صدقت النوايا وكان لدينا الصلاحية والقدرة والإيمان والعزم لكي نصنع السلام للشعب اليمني الذي عانى كثيرا ويجب ان ترفع معاناته الان».

وأضاف ان اليمن تعرض لاوضاع صعبة تسببت في تمزق وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي ودولته التي قامت معربا عن الأمل من خلال الحوار والسلم والتعاون والشراكة والوحدة الوطنية وعدم الاقصاء في ان يعود اليمن دولة عزيزة كريمة عادلة قوية.

وتقدم المخلافي بالشكر الى مبعوث الامم المتحدة لليمن على الجهود التي يبذلها وكذلك لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني على الجهود التي بذلوها مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

كما اعرب عن شكره للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي التقى الرئيس هادي وامير قطر وأصدر بيانا اكد فيه انه كلف مبعوثه لليمن باعطاء وفد الحكومة الضمانات والتطمينات اللازمة حول قضايا تضمنتها رسالته الى المبعوث والتي بموجبها عاد اليوم الى المشاورات.

وقال «لدينا الثقة والامل بأننا الان سنعمل على قاعدة صلبة ولدينا الاستعداد والحرص على تقديم كل ما يمكن ان يسهل إنجاح هذه المشاورات على أساس هذه القاعدة الصلبة وان نقدم لشعبنا وفي اقرب وقت وبمناسبة ذكرى قيام الجمهورية اليمنية وقرب شهر رمضان المبارك ما يؤدي الى السلام وعودة الاستقرار الى وطننا على الأسس الثابتة المحددة في المرجعيات وفي جدول الاعمال».

وعبر عن الأمل في ان يعود السلام والوئام والحب والخير لليمن « وان نعمل بكل ما نستطيع من اجل تجنيب شعبنا ويلات الحرب والدمار وان نسهم بكل جهد للوصول الى سلام حقيقي عادل قادر على ان يستقر ويستعيد الدولة ويبني وحدة وطنية صحيحة على أساس مخرجات الحوار الوطني نتجه به الى بناء الدولة الوطنية الاتحادية».

وقال «اننا جئنا اليوم مرة اخرى بالرغم من كل ما حدث بنية حسنة ورغبة في السلام ولكن ايضا بتأكيد واضح على المرجعيات وعلى ما تم الاتفاق عليه خلال لقاء الرئيس هادي مع بان كي مون وأمير قطر وكذلك بناء على ما جاء في رسالة المبعوث الاممي».

واعلن الرئيس اليمني امس الاول موافقته على استئناف وفد الحكومة مشاركته في مشاورات الكويت بعد ان قدمت الامم المتحدة ضمانا بالالتزام بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216.

وكان وفد الحكومة اليمنية قد علق يوم الثلاثاء الماضي مشاركته في مشاورات الكويت بعد مرور نحو شهر عليها احتجاجا على «رفض وفدي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام الالتزام بالمرجعيات والشرعية والانسحاب وتسليم السلاح والتدابير الأمنية المتعلقة بها خلافا للالتزامات والمطالب التي فرضها عليهم القرار 2216».