الموت السريع لصفقة اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي
![ريل كلير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583775118225578100/1583775132000/1280x960.jpg)
بدأ إردوغان يصعّد خطابه، فبعد ساعة من إقالته داود أوغلو، أطلق إردوغان وابل قذائفه الأول على صفقة تركيا والاتحاد الأوروبي، كذلك صب جام غضبه مباشرة على البرلمان الأوروبي، بعد أن انتقد هذا الأخير علانية أسلوب إردوغان في الحكم الذي يزداد استبداداً، فقد هدد البرلمانُ الأوروبي بوقف الإجراءات الضرورية للتحرر من تأشيرة الدخول، إن لم تستوفِ تركيا مجموعة من 72 طلباً حددها الاتحاد الأوروبي، ومن هذه الطلبات إصلاح قوانين تركيا المناهضة للإرهاب. لكن إردوغان رفض هذا الطلب بشدة، فردّ عليه رئيس البرلمان الأوروبي بقوة، معلناً أنه سيجمّد إجراءات التصويت على تحرير تأشيرة الدخول، وما هي إلا بضع ساعات حتى شهدنا ما بدا الرصاصة القاضية على هذه الصفقة: فقد نشر مستشار مباشر لإردوغان في تغريدة أن تركيا ستعمد، إذا لم يرفع الاتحاد الأوروبي قيود تأشيرة الدخول، إلى إلغاء الصفقة، وستطلق اللاجئين المحتجزين في البلد نحو حدود الاتحاد الأوروبي.شكّل هذا نوع الابتزاز الذي خشيته أوروبا، مع أن كثيرين ظنوا أن إردوغان لن يتجاوز هذا الحد، لكن أوروبا تأخرت، على ما يبدو، في إدراك أن الرجل الذي أسقط أخيراً إحدى طائرات فلاديمير بوتين الحربية لا يخاف أحداً، فكم بالأحرى مجموعة من السياسيين الأوروبيين المنهكين؟لا أحد يشعر بالخوف إلا أولئك السياسيين الأوروبيين أنفسهم، ففي الداخل تحقق الأحزاب اليمينية المناهضة للاجئين تقدماً كبيراً، مهددةً حتى قاعدة سلطة أنجيلا ميركل التي اعتُبرت سابقاً قوية جداً، فقد أظهر استطلاع جديد للرأي أن 64% من الألمان يعتقدون أن عليها ألا تترشح مجدداً، علماً أن المستشارة الألمانية كانت تنعم قبل سنة واحدة بشعبية واسعة في استطلاعات الرأي. سيشهد النصف الأول من عام 2017 انتخابات عامة في ألمانيا، وفرنسا، وهولندا، ولا عجب أن أنجيلا ميركل كانت أول مَن دعم صفقة الاتحاد الأوروبي وتركيا، التي وضعتها إحدى المؤسسات الفكرية، لتلاقي هذه الصفقة بعد ذلك دعماً سريعاً من حزب الائتلاف الاجتماعي-الديمقراطي في الحكومة الهولندية.إذاً، عاد القادة الأوروبيون اليوم إلى رسم الخطط، لكن لا مجال هذه المرة للتملص من هذه المشكلة بسحر ساحر: فإما يسمحون للاجئين بالدخول ويؤمنون لهم أماكن إقامة ملائمة أو يمنعونهم من عبور الحدود، ولكن كلما ارتفع عدد اللاجئين الذين يغرقون في مياه بحر إيجه، ماتت معهم روح أوروبا.* كاج ليرز | Kaj Leers