«معركة الفلوجة»: تقدم سريع للمهاجمين... وقلق على المدنيين

• «داعش» يمنع العائلات من الفرار
• «العصائب» تبرر الإعدامات
• إغراق قرى لإبطال الألغام

نشر في 25-05-2016
آخر تحديث 25-05-2016 | 00:06
حققت القوات العراقية مدعومة بالحشد والعشائر تقدماً ملموساً، أمس، في مدينة الفلوجة السنية القريبة من بغداد، وسط قلق على عشرات آلاف المدنيين العالقين في منطقة النزاع.
لليوم الثاني، واصل الجيش العراقي، وفصائل شيعية منضوية في «الحشد الشعبي» وحوالي 1200 مقاتل من العشائر السنية، هجوماً حاسماً على مدينة الفلوجة القريبة من بغداد، والواقعة إدارياً في محافظة الأنبار، وسط قلق أممي على مصير حوالي 60 ألف مدني، عالقين داخل المدينة، التي يسيطر عليها «داعش» منذ عام 2014.

وحقق المهاجمون تقدماً ملحوظاً في عدة مناطق، أمس، حيث وصلوا إلى بعد أمتار قليلة من مركز الفلوجة شمالاً، كما تمكنوا من تطهير مركز شرطة السجر في ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة، وتحرير قريتي «بوعودة» و»جميلة».

وقال قائد لواء كرمة الفلوجة العقيد خميس بحر الحلبوسي، إن «القوات الأمنية تتقدم إلى محيط ومداخل منطقة السجر، التي باتت تحت مرمى نيران قوات الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر، لضمان وصول القطعات إلى مناطق الجغيفي وحي الوحدة، التي تعد من أكبر الأحياء السكنية في المدينة».

وفي حين أعلن المرصد العراقي، أمس، أن 135 عائلة فقط غادرت الفلوجة، وأن «داعش» يمنع العائلات من الفرار، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المنظمة الدولية عبرت عن قلقها على مصير نحو 50 ألف شخص لا يزالون في مدينة الفلوجة، مؤكداً أن «المدنيين يواجهون خطراً شديداً في محاولتهم الفرار، من المهم أن تتوفر لهم بعض الممرات الآمنة».

بدورها، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون في الفلوجة، في ظل قيود على إمدادات الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

وفي استجابة سريعة لهذه النداءات، طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي ،أمس، الجيش بإيجاد ممرات آمنة للسكان كي يستطيعوا الخروج من الفلوجة.

استفزازات الفصائل المتشددة

وبينما تحاول الحكومة العراقية تجنب الانتقادات، التي طالتها خلال عملية تحرير صلاح الدين قبل عام بسبب انتهاكات «الحشد»، بدا أن هناك فصائل شيعية متشددة مقربة من إيران لديها أجندة مختلفة، حيث تباهت ،أمس الأول، بقصف المدينة بصاروخ يحمل صورة نمر النمر رجل الدين الشيعي، الذي أعدمته السعودية لإدانته بالتورط في أعمال إرهابية، في حين هدد قائد إحدى الفصائل بتدمير الفلوجة، معتبراً أن سكانها جميعاً إرهابيون.

في هذا السياق، زعمت حركة «عصائب أهل الحق» الشيعية المتشددة، أن «أغلب عناصر داعش في الفلوجة هم من أبناء المدينة»، وذلك في تصرح اعتبر أنه يحمل تبريراً ضمنياً لأي إعدامات قد تحدث.

وقال المتحدث باسم «العصائب» نعيم العبودي، إن «وظيفة الحشد الشعبي هي تطهير ناحية الكرمة بالكامل»، مبيناً أن «الناحية لها موقع استراتيجي قريب من العاصمة بغداد وحزامها، ولا بد من تطهيرها بالكامل».

وأشار إلى أنه «لا يمكن أن تتحرر أرض إلا بوجود الحشد الشعبي لأسباب عدة، من بينها أن الحشد لديه الخبرة في حرب العصابات وحرب الشوارع».

الحكيم

إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى الإسلامي أمس، أن رئيس المجلس عمار الحكيم زار قطعات القوات الأمنية و»الحشد الشعبي» في مدينة الفلوجة، مضيفاً أن «الحكيم أشاد بالانتصارات المتحققة على عصابات داعش الإرهابية».

إغراق قرى

وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية قاسم الأعرجي، أمس، أن المعركة بدأت بتكتيك جديد بإغراق مناطق جنوب الفلوجة بالمياه لإبطال العبوات مما فتح ثغرة واسعة وحطم ساتر الصد، مشيراً إلى أن الفرقة الذهبية نفذت إنزالاً شجاعاً على جسر الفلوجة القديم، ونجحت في عزل الفلوجة عن الصقلاوية، وسيطرت على مستودع حي الأندلس ومحيطه.

الوضع السياسي

إلى ذلك، عقد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أمس، اجتماعاً مع رؤساء الكتل في مبنى البرلمان، وشهد الاجتماع استعراض نتائج الحوارات بين الكتل السياسية بشأن الإسراع في عقد جلسة البرلمان.

back to top