في خطوة اعتبرها مراقبون سيراً على هدى حركة "النهضة" التونسية الإسلامية، التي أعلنت الأحد الماضي، تحولها إلى حزب مدني يفصل بين الدعوي والسياسي، قال عضو مجلس شورى جماعة "الإخوان" في مصر، جمال حشمت، الموجود في تركيا، إن الجماعة لا تمانع في مناقشة فصل الدعوة عن السياسة، وهو ما رحَّب به المتحدث باسم الجماعة، طلعت فهمي، المحسوب على جناح القائم بأعمال المرشد، محمود عزت.

وكان القضاء المصري، أدرج جماعة "الإخوان" تنظيماً إرهابياً أواخر ديسمبر 2013، كما صدر حكم قضائي آخر بحل حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عن الجماعة التي تأسست عام 1928.

Ad

وفي حين شكك مراقبون في الاقتراح الإخواني، وقالوا إنه جزء من مناورات سياسية تقوم بها الجماعة، وأن جميع حركات الإسلام السياسي فشلت في الفصل بين الدين والسياسة، اعتبر مرصد "الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة" التابع لدار الإفتاء المصرية، تصريحات حشمت وفهمي، بمنزلة اعتراف بفشل توظيف "الدين لخدمة السياسة".

وأوضح المرصد، في بيان له أمس الأول، أن المراجعة لأي تنظيم، سياسيا كان أو دينيا، عادة ما تكون نتيجة فشل أو هزيمة في مجال العمل الديني والسياسي، والفشل كذلك في تحقيق أهداف وغايات الجماعة، أو العجز عن التواصل مع الجماهير.

المرصد أكد أيضاً، ضرورة أن تدرك الجماعات والتنظيمات المختلفة أنه لا يجوز لغير المؤهلين شرعياً تنزيل ما في بطون الكتب من أحكام مطلقة على واقعنا الحاضر، ولا يجوز الخروج على الحكام في بلاد المسلمين أو الصدام مع المجتمع وتكفير أفراده ومؤسساته، كما أن الجهاد لا يكون إلا بضوابط شرعية دقيقة وتحت راية ولي الأمر.

وشدَّد على أن المراجعات خطوة تأخرت كثيراً، لكنها حتمية وواجبة للحفاظ على أمن المجتمع.

القيادي السابق في جماعة "الإخوان"، مختار نوح، قلّل من أهمية تصريحات جمال حشمت، وقال لـ"الجريدة": "حشمت ليس له كلمة مسموعة في الجماعة، ومن يُقرر مثل هذه الخطوات كبار رموز التنظيم الخاص في الجماعة وهما محمود عزت وخيرت الشاطر".

نوح اعتبر أي حديث يمس فصل الدين عن السياسة إذا خرج بعيداً عن عزت والشاطر فهو من قبيل "الدردشة"، ولا يمكن أخذه على محمل الجد، مؤكداً أن القياديين الإخوانيين قادران فعلياً على تنفيذ هذه الخطوة إذا صدقت نواياهما.