الأغلبية الصامتة: المواجهة لا المناصحة
وزيرة الشؤون الإصلاحية في هذه المرحلة لا تريد من «يناصحها» أو يشرح لها مفهوم المجتمع المدني والفضاء الحر الذي يعمل فيه بين الحكومة والناس؛ لأنها تعرف ذلك وتطمح إلى تغييره، هي تحتاج إلى المواقف الصلبة النابعة من احترام الإرادة الحرة للجمعيات العمومية التي أوجدت مؤسسات المجتمع المدني على أسس وطنية وديمقراطية.
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
إن وزارة الشؤون ووزيرة الشؤون الإصلاحية في هذه المرحلة لا تريد من "يناصحها" أو يشرح لها مفهوم المجتمع المدني والفضاء الحر الذي يعمل فيه بين الحكومة والناس؛ لأنها تعرف ذلك وتطمح إلى تغييره، هي تحتاج إلى المواقف الصلبة النابعة من احترام الإرادة الحرة للجمعيات العمومية التي أوجدت مؤسسات المجتمع المدني على أسس وطنية وديمقراطية، وتحت مظلة الدولة التي يأتي دورها في حماية استقلالية تلك المؤسسات لا تحويلها إلى نسخ مكررة متشابهة تتبع الخطاب الرسمي وتلهج بأدعية السمع والطاعة.لقد تعلمت السلطة درسا مؤلما أيام الغزو العراقي، لم تستفد منه لاحقا، عندما اكتشفت أن العالم الحر الديمقراطي لا يأخذ بخطاب الحكومات، ولا يأبه بالجمعيات والاتحادات المعينة من قبلها، ولأن ذلك العالم ينتظر من الكويت أن تظهر بوجهها الديمقراطي الحقيقي كي يبرر للرأي العام أن القتال لأجلها هو لإنقاذ الديمقراطية لا البترول، عقد مؤتمر جدة الشعبي لتأكيد الشرعية وعودة الديمقراطية بحضور ممثلي جمعيات النفع العام المنتخبة التي غطت باستقلاليتها النسبية غياب البرلمان الذي حُلّ بلا رجعة.إن قضية استقلالية مؤسسات المجتمع المدني لا يمكنني أن أفهمها سوى أنها الشرط الوحيد للتواصل مع العالم الحر الديمقراطي، وأحد الأركان الأساسية لأي نظام ديمقراطي، وغير ذلك ليس سوى أكاذيب وأوهام سرعان ما تذوب عند أول مواجهة حقيقية مع عالم ديمقراطي نحن بحاجة إليه لتأكيد حضورنا فيه أكثر مما هو بحاجة لوزن زائد من الهراء الديمقراطي الغارق ببركة التوجيه والإشراف!!!