العشق بعد التقاط الكتب
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
ولا أدري لمَ لا يزال بعض المخرجين العرب يصرون على أن يكون شكل المجرم في أعمالهم الفنية "قرصاني"، ضحكته المجلجلة قرصانية، وطريقة أكله قرصانية، وصراخه قرصاني، وهندامه قرصاني... مع أننا نشاهد أغلبية المجرمين، في عصرنا هذا، بملابس باهظة الثمن، وأشكال توحي بالوداعة والبراءة.ومن خلال المسلسلات أيضاً، يمكن معرفة مستوى وعي الشعوب، من زاوية أخرى. فإن كان المخرج لا يزال يصر على استخدام الطريقة القديمة الساذجة لالتقاء البطل والبطلة، وبدء قصة العشق بينهما، إذ يصطدم أحدهما بالآخر، من دون قصد، فتسقط كتب الفتاة (لم أرَ لقطة مماثلة تسقط فيها كتب الشاب)، فينحني الشاب لالتقاط الكتب وهو يردد عبارات الاعتذار، فتكسو حمرة الخجل وجه الفتاة، وتنشأ علاقة العشق العاصفة بينهما. هنا يتملكني شعور الشفقة على الشعب، وأتمنى لو مسحت على رؤوس الناس، واحداً واحداً.أما إن كان الشعب يتابع تلفزيون الدولة، فهو هنا يحتاج إلى علاج مكثف. وإن كان يتابع تلفزيون الدولة، ويصدق ما يقال وما يعرض فيه، ويصفق للمعارضين الذين يظهرون على شاشة تلفزيون الدولة، فمن الحصافة عدم إضاعة الوقت في علاج مثل هذا الشعب الميت إكلينيكياً! فتّكم بعافية.