حاشية أصحاب المعالي
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
المرض لم يعد محصورا بحاشية المسؤول الكبير مثلاً الذي يشتري السلطة ويثبت أقدامه وأحلامه بها عبر سياسة "أطعم الفم تستحِ العين"، ففيروس "تحميل الجمايل" انتقل لآخرين من كبار الصف الثاني في سلم المسؤوليات السياسية والإدارية، وشرعوا بدورهم في خلق فرق من حواشي وبطانات تدور في فلكهم، مهمتهم الكبرى "ضرب الطار بالمقلوب"، فهم أبواق دعائية للوزير المسؤول، وهم يدافعون عن جنابه بالحق وبالباطل، ولو كان ذلك الدفاع الأعمى على حساب المبادئ وقيم العدالة، وتظل، كما قلت، حواشي النفاق والرياء في الدولة تتوسع وتكبر حتى تزول تماماً أبسط معاني القيم بعد أن تلوثت بفيروس البطانة.أعيد كتابة فقرة من مقال سابق عن مسرحية توراندوت أو مؤتمر غاسلي العقول لبريخت "... كامو يتحاور في مقهى شاي الحكماء قائلاً: لن أصوغ اليوم شيئاً. أمس بعت لأحد تجار الأوتار رأياً عن الموسيقى الحديثة. موسي: معها أو ضدها؟ كامو: ضدها. إني لا أبيع آراء كيفما اتفق... تلك الآراء لا تصلح لأي كان. أبيع آراء حسب الطلب...".أتمنى على الجالسين في مقهى الحكماء الكويتي أن يخجلوا قليلاً من تصريحاتهم الأخيرة، ويكفوا عن تسويق الآراء الرخيصة، ويعتذروا عن فكرهم المعيب... فأوضاعنا لم تعد تتحمل كل هذا الكم من صيغ الفساد.