القاهرة تطرد صحافياً وتستعين بشركتين للعثور على «الأسود»
• السيسي يستقبل بن زايد... وعباس يزور مصر اليوم •إلغاء حبس 47 من «متظاهري الجزيرتين» والإبقاء على الغرامة
علمت «الجريدة»، أمس، من مصدر مصري رفيع، أن وفداً إسرائيلياً رسمياً يقوم بزيارة للقاهرة في مهمة تبحث إمكانية دفع عملية السلام مع الفلسطينيين، بالتزامن مع زيارة مقررة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حين ألغت محكمة استئناف أحكاماً بالسجن ضد 47 متظاهراً احتجوا على اتفاق مثير للجدل يمنح السعودية السيادة على جزيرتين في مضيق تيران مع إبقاء غرامات باهظة ضدهم.
بعد نحو أسبوع من إطلاق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعوته لعلاقات أكثر دفئاً مع إسرائيل إذا ما تم إيجاد حل للقضية الفلسطينية، كشف مصدر رفيع المستوى لـ»الجريدة»، أمس الأربعاء، أن وفداً إسرائيلياً موجودا في القاهرة حالياً، برئاسة مديرة إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، إفيفا راز شيختار، يرافقها مسؤولون أمنيون، وأن الوفد موجود في القاهرة منذ يومين.المصدر أكد أن الوفد الإسرائيلي التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، برفقة مسؤولين دبلوماسيين، في اجتماع استغرق ساعتين تم خلالهما تبادل النقاشات حول سبل دفع السلام في منطقة الشرق الأوسط، كما التقى الوفد بعدد من المسؤولين في جهات سيادية لمناقشة مبادرة مصر للسلام، والشروط المصرية لإقرارها.وتتضمن الشروط المصرية تخفيف الحصار الفوري عن قطاع غزة، والسماح بدخول المواد الغذائية ومواد البناء دون شروط، إضافة لوقف الحملات العشوائية لاعتقال الفلسطينيين مع الالتزام بوقف الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين، في إطار ضرورة تقديم ضمانات بنية إسرائيلية جادة في دفع عملية السلام.
وبينما يفترض أن توجه القاهرة دعوة لوفدي «حماس» و«فتح» لزيارة مصر قريباً للبدء في إتمام المصالحة الفلسطينية، يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» إلى القاهرة غداً الجمعة، قادماً من جنوب إفريقيا في زيارة لمصر تستغرق يومين، للمشاركة في أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب غير العادي الذي سيعقد في مقر الجامعة العربية السبت المقبل.وفي وقت لاحق، نفى وزير الخارجية سامح شكري، ما تردد عن زيارة وفد إسرائيلي إلى القاهرة، للتمهيد لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال شكري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكندي بالقاهرة أمس: "لا توجد أي ترتيبات حول زيارات أخرى، لكن القاهرة تسعى لتحريك عملية السلام بما فيه صالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".في موازاة ذلك، أكدت مصادر رفيعة المستوى أنه لا يوجد على جدول الرئيس السيسي قمة ثلاثية تجمع بينه وبين عباس ونتنياهو، في الوقت الحالي، لكن ليس مستبعداً أن يكون هناك قمة على مدى طويل في القاهرة، حال وضوح الموقف الإسرائيلي الرسمي من المبادرة المصرية.زيارة بن زايدعلى صعيد آخر، استقبل الرئيس السيسي، أمس، ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وصرح المتحدث الرئاسي السفير علاء يوسف، بأن الرئيس أشاد خلال اللقاء بالمواقف المشرفة التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم مصر ومساندة إرادة شعبها.وأشار السيسي إلى أن وتيرة الزيارات المتبادلة بين البلدين تعكس مستوى العلاقات المتميزة والوثيقة التي تجمع بينهما.وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين، لاسيما في ضوء الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، والتي تتطلب تضافراً للجهود، وتعزيزاً للتضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. طرد صحافي في سياق آخر، أعربت فرنسا عن «اسفها الشديد» لقرار السلطات المصرية طرد مراسل صحيفة «لا كروا» الكاثوليكية الفرنسية واذاعة «ار تي ال» ريمي بيغاليو، وفق ما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية امس.وطرد ريمي بيغاليو الذي يعمل مراسلا في مصر منذ عامين، مساء أمس الأول، بعد احتجازه في المطار، اثر عودته من عطلة في فرنسا.وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، إن «فرنسا تأسف بشدة لقرار السلطات المصرية. وهي تدافع عن حرية التعبير وحرية الصحافة في كل انحاء العالم».وأضاف ان وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت تطرق الى وضع بيغاليو مع نظيره المصري سامح شكري، مشيرا الى ان السفير الفرنسي في القاهرة قدم مذكرات عدة للسلطات المصرية «لإعادة النظر في قرارها».ولدى وصوله الى مصر الاثنين الماضي، صادرت الشرطة جواز سفر الصحافي الفرنسي وهاتفه المحمول. وقال مدير الصحيفة «يبدو ان المخابرات المصرية هي وراء قرار الطرد».في مطلع مايو دانت نقابة الصحافيين المصريين «تصعيد الحرب ضد الصحافيين» وتراجع اوضاع الحريات الصحافية، بعد يومين من مداهمة الشرطة مقر النقابة في القاهرة وتوقيف صحافيين معارضين اثنين.غرامة ضخمةحقوقيا، سادت مشاعر متضاربة بين أهالي متظاهرين وحقوقيين وسياسيين مصريين، أمس، في تعقيبهم على قرار محكمة جنح مستأنف الدقي بإلغاء الحكم الصادر من محكمة أول درجة بمعاقبة 47 متهماً بالحبس لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، وقضت بالإبقاء على الغرامة المالية وقدرها 100 ألف جنيه لكل متهم، في قضية اتهامهم بالتجمهر والاشتراك في تظاهرة بمنطقتي الدقي والعجوزة، في ذكرى عيد تحرير سيناء، 25 أبريل الماضي، للتنديد بتنازل النظام المصري عن جزيرتين في البحر الأحمر للسعودية.وبينما تتواصل عمليات البحث عن حطام الطائرة المصرية التي سقطت في مياه المتوسط الخميس الماضي، كشف مصدر مصري، لـ»الجريدة»، أن فحص أشلاء ضحايا المنكوبة يحتاج إلى مدة لا تقل عن 10 أيام، مشيرا إلى أن هناك احتمالين للحادث، الأول أن يكون بسبب عملية إرهابية، وما يرجحه أن الأشلاء ظهر عليها آثار الانفجار، أما الاحتمال الثاني فهو تحطم الطائرة نتيجة عطل فني ما أدى إلى تحطمها في الجو.وتسلمت القاهرة البيانات الخاصة بالطائرة المنكوبة من السلطات الفرنسية، في حين أفاد التلفزيون المصري، أمس، بأن شركة مصر للطيران ستستعين بشركتين، إحداهما فرنسية والأخرى إيطالية، للمساعدة في عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة.