العراق مشكلة الرئيس التالي الكبرى
![ريل كلير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583775118225578100/1583775132000/1280x960.jpg)
عقبات أمام الوحدة بخلاف المالكي، تبدو علاقة العبادي بمنطقة كردستان العراقية صحيحة، وإن لم تكن وطيدة، فلم تثر حكومة العبادي ضجة كبيرة بشأن صادرات النفط الكردية التي تُعتبر انتهاكاً للاتفاق الذي أُبرم عام 2015، ومع أن حكومة بغداد خفضت ما تدفعه لحكومة إقليم كردستان نتيجة تراجع الصادرات التي تتلقاها من الأكراد، إلا أنها تواصل بهدوء دفع مستحقاتها الأخرى، بما فيها بعض رواتب الموظفين. يجيد رئيس حكومة كردستان العراق مسعود البارزاني التخطيط بدقة والتفاوض بمهارة. ومع أن بعض الكلام الكردي يشكّل وسيلة مناورة فحسب، لم يقدِم البارزاني على أي خطوات مستفزة، فالضغوط التي يتعرض لها الأكراد بسبب "داعش" واقتراب خزانة حكومة إقليمي كردستان العراق من الإفلاس يبطئان التقدّم نحو الاستقلال، ولكن من الممكن في غضون السنوات الخمس المقبلة أن يعلن أكراد العراق استقلالهم مع حصولهم على نوع من التطمينات من تركيا، إلا أن السلاسة التي ستسير بها هذه العملية تعتمد على إمكان التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود الفاصلة بين ما تبقى من العراق ودولة كردستان الجديدة.إذاً، ستُضطر الحكومة العراقية في النصف الثاني من عام 2016 إلى مواجهة مسائل الحوكمة بإلحاح أكبر، في حين يتعرض تماسكها لضغوط غير مسبوقة، وحتى لو نجحت هذه الحكومة في الحفاظ على وحدتها، تعاني موازنة بغداد ضائقة كبيرة، مما يدفع العراق إلى طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي.يشكّل إرساء حوكمة جيدة وتمكينها مسألة أكثر أهمية من عودة اللاجئين إلى بلدهم المحرر، فلا يكشف "العد العكسي"، الذي تعتمده إدارة أوباما في إحصاء عدد العرب السنة العائدين إلى موطنهم في بعض البلدات المحددة، ما إذا كانوا سيحظون بالخدمات الأساسية، سيحصلون على وظائف جديدة، وسيتلقون معاملة منصفة من الشرطة والقضاة المحليين، فلا تساهم مقاربة التصدي لـ"داعش" عسكرياً فحسب في القضاء على هذا التنظيم المقاتِل بالكامل. فعلى الولايات المتحدة بعد ذلك تطوير سياسة أكثر عمقاً تضمن مستقبل الدولة العراقية بطريقة تحدّ من القتال وتُعالج الأحقاد الكامنة التي سمحت لـ"داعش" بالازدهار في المقام الأول. فمن دون المصالحة الوطنية، لن تنعم الدولة العراقية بالاستقرار مطلقاً، ولن تموت بذور المجموعات المتطرفة الرجعية الشبيهة بـ"داعش".* روبرت فورد