شهدت جلسة مباحثات مشتركة من مفاوضات السلام اليمنية، التي ترعاها الأمم المتحدة بالكويت أمس، طرح الوفد المشترك لجماعة "أنصار الله" الحوثية، وحزب "المؤتمر الشعبي" رؤيته لوضع خطوات للتوصل إلى اتفاق سلمي شامل لإنهاء النزاع اليمني، في حين أفادت مصادر بأن الخلافات بين وفد الحكومة والوفد المشترك تراوح مكانها، رغم مضي عشرة أيام على انطلاق المفاوضات الخميس الماضي.
وناقش المتفاوضون وجها لوجه، بحضور الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ، هيكلية وإطار العمل بالنسبة للمحاور السياسية والأمنية والاقتصادية في المرحلة المقبلة، إضافة إلى الاستماع لتصور كل طرف حول هذا الإطار، ولاسيما فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية والانسحابات من المدن وتسليم الأسلحة والأسرى والمعتقلين.وسعى ولد الشيخ على مدار الأيام العشرة المنقضية إلى تحقيق تقارب في وجهات النظر بين الأطراف اليمنية إزاء مختلف القضايا المطروحة على جدول الأعمال، الذي يتضمن 5 نقاط أساسية، بهدف تسوية الأزمة اليمنية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.أمل معلقولاحقاً، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر يمني قوله، إن مباحثات السلام لم تصل إلى حلول عملية.وأضاف المصدر: "حتى الآن وبعد انتهاء جلسة المفاوضات المباشرة مازال الخلاف سيد الموقف، فالرؤيتان مختلفتان وليس هناك تقارب، فالوفد الحكومي رفض جملة وتفصيلا إضافة اتفاق السلم والشراكة كمرجعية، والحوثيون وصالح يريدون الحديث في الشأن السياسي قبل تسليم السلاح، وهو أمر يرفضه الوفد الحكومي أيضاً باعتباره تجاوزاً للقرار 2016 الذي يبدأ بتسليم السلاح".وأشار المصدر إلى أن الأمل يبقى معلقاً في تقديم الأطراف تنازلات في الأيام المقبلة للوصول إلى السلام، مؤكداً أن رؤية الوفد المشترك تضمنت القضايا السياسية والأمنية والحصار ومتعلقاته، بالإضافة إلى المرحلة الانتقالية الثانية.وطالب الحوثيون في الرؤية بسلطة توافقية لإدارة شؤون الدولة تقوم بمهام المرحلة الانتقالية.وكان ولد الشيخ طلب من الأطراف تقديم رؤاهم فيما يتعلق بالإطار العام للمفاوضات، بحيث يقدم كل وفد ورقة على حدة، وتناقش الأوراق في جلسة اليوم.ويعيش اليمن أوضاعاً إنسانية صعبة فاقم من خطورتها حظر السفر منه وإليه عبر مطار صنعاء الدولي.إلى ذلك، قتل 30 من قوات الجيش والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، في هجمات نفذها مسلحو الحوثي والقوات الموالية لهم خلال الثلاثة أسابيع الماضية، في مديرية نهم، شرقي العاصمة صنعاء منذ سريان وقف إطلاق النار في العاشر من أبريل.في هذه الأثناء، أطل الرئيس السابق علي صالح على المشهد عبر قناة "روسيا اليوم"، ورحب خلال المقابلة التي بثت أمس بتشكيل حكومة شراكة وطنية لقيادة مرحلة انتقالية، وتحضير لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في اليمن، أو عودة الحكومة تحت قيادة خالد بحاح.وجدد صالح رفضه للتعاطي مع الرئيس هادي باعتباره رئيساً شرعياً لليمن، معتبراً أن الحوثيين هم أصحاب الشرعية في صنعاء.
دوليات
«مفاوضات اليمن»: «المشترك» يطرح رؤيته للحل ويدعو إلى «حكومة وحدة» تقود المرحلة الانتقالية
01-05-2016