بعدما فشلوا في تحقيق إيرادات عالية في السينما، وجد نجوم كثر في الدراما التلفزيونية ملاذا لهم يقيهم شر العزلة ويحافظ على استمرارهم على الساحة الفنية، فشهدت الدراما في السنوات الأخيرة عدداً من المسلسلات من بطولتهم، بعضها حقق نجاحاً وبعضها الآخر مرّ مرور الكرام، فتراجعت شعبيتهم بدلاً من أن تزداد.  

Ad

لدى إبرام تعاقداتها الجديدة، تفضل المحطات الفضائية مشاركة أكثر من نجم في مسلسل واحد، لتتمكن من تسويقه إعلانياً بشكل جيد، في ظل أزمة الإعلانات التي دفعت الشركات إلى تقليص مخصصاتها الإعلانية، ما انعكس على المسلسلات التي تشتريها كل محطة، لا سيما تلك الحصرية التي تراجع الاتفاق على شرائها من المحطات المصرية باستثناء قناة MBC مصر.

البطولات الجماعية التي لجأ إليها صانعو الدراما استجابة للمحطات وطلباتها لم تحمل مساحة لنجوم مخضرمين اعتادوا البطولة المطلقة، سواء في السينما أو التلفزيون، فخرجوا من السباق الرمضاني وواجهوا مشاكل إنتاجية في مشاريعهم الجديدة وغاب بعضهم عن الساحة الدرامية منذ سنوات.

شروط وإخفاق

أبرز هؤلاء النجوم نادية الجندي التي عرض مسلسلها الأخير «أسرار» قبل رمضان الماضي، بعدما استمر تصويره عامين نتيجة مشاكل إنتاجية وتسويقية، ورغم اتفاقها والمنتج محمد مختار شريكها على إنتاج مسلسلها الجديد «المنظومة»، فإن قناة «سي بي سي» التي اتفقت معها على شرائه ليعرض خارج السباق الرمضاني، فضلت شراء  مسلسلات جديدة لنجوم دراما رمضان، بدل شراء مسلسل نادية الجندي المتعثر إنتاجياً منذ أشهر.

الأمر نفسه بالنسبة إلى نبيلة عبيد التي لم تعثر على شركة إنتاج تتحمس لسيناريو مسلسل جديد قدمه لها أحد الكتاب الشباب يناسب مرحلتها العمرية،  ولم يخرج إلى النور لغاية الآن.

نبيلة التي عرض مسلسلها الأول «العمة نور» على أكثر من 10 فضائيات قبل نحو 14 عاماً في تجربتها التلفزيونية الأولى، تواجه مشكلة مرتبطة باشتراطها البطولة الدرامية وعدم حماسة الفضائيات لشراء عمل من بطولتها، لا سيما أن تجربتها مع فيفي عبده في الجزء الثاني من مسلسل «يا أنا يا أنت» لم تحقق نجاحاً يذكر.

تراجع وغياب

يختلف الأمر بالنسبة إلى سميرة أحمد التي رغم نجاح مسلسلها الأخير «ماما في القسم» (عُرض قبل أكثر من أربع  سنوات) لم تقدم أي عمل جديد بانتظار مشروع درامي مع ابنتها جليلة تحدثت عنه كثيراً لكنه لم يخرج إلى النور بعد.

محمود ياسين الذي شارك سميرة أحمد بطولة «ماما في القسم»، ابتعد عن الدراما بشكل كامل، لأن نوعية الأدوار لا تناسب مرحلته العمرية، خصوصاً أنه اعتمد في أعماله الدرامية السابقة على البطولة المشتركة وليس البطولة الجماعية.

الأمر نفسه بالنسبة إلى لبنى عبد العزيز التي لم تحقق نجاحاً درامياً في تجربتها في مسلسل «عمارة يعقوبيان»، علماً بأنها اعتذرت عن عدم المشاركة في أحد الأعمال بسبب مساحة الدور الذي عرض عليها ووجدته غير مناسب لتاريخها الفني.

بعد نجاح تجربته في مسلسل «القاصرات» قبل ثلاث سنوات، لم يشارك صلاح السعدني في أي عمل درامي آخر بسبب حالته الصحية التي تجعله غير قادر على الحركة، علماً بأنه ابتعد عن الساحة الفنية بشكل كامل وأصبح نادر الظهور.

بدورها، تراجعت بوسي عن البطولة المطلقة، فبعد مشاركتها بدور ثان في مسلسل «حالة عشق» غابت عن الدراما الرمضانية هذا العام، علماً بأنها توقفت عن البطولة التلفزيونية التي قدمتها في أكثر من عشرة  مسلسلات.

أسباب قسرية

 ثمة نجوم ابتعدوا قسراً لأسباب إنتاجية من بينهم تيم الحسن الذي ابتعد عن الدراما المصرية بعد إخفاق أعماله المصرية التي قدمها بعد مسلسل «الملك فاروق»، وهو نفس ما تكرر مع سمية الخشاب وفيفي عبده اللتين لم ترشحا لأي أعمال درامية، بينما وافق محمود عبد المغني على دور ثانٍ في مسلسل «أزمة نسب» مع زينة، بعد تجربته الوحيدة في البطولة الدرامية في «الركين» التي لم تحقق نجاحاً يذكر.

في المقابل، عادت صفية العمري إلى التلفزيون في شخصية «نازك هانم السلحدار» في الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية» الذي يُصوّر راهناً، كانت غابت في السنوات الماضية ولم ترشح لبطولة أي عمل درامي، ويتردد أنها وافقت على مشاهد محدودة مقابل الاستمرار في المسلسل الذي يشهد ظهور شخصيات جديدة.