مقتدى الصدر «تائه»... وواشنطن تجدد دعمها للعبادي
• «الأمن» يقرر حصر التظاهرات ومنع اقتحام المؤسسات
• «دولة القانون»: الأولوية لرد الاعتبار للبرلمان
• «دولة القانون»: الأولوية لرد الاعتبار للبرلمان
يبدو أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لم يكتف بالاعتكاف، بل ذهب أبعد من ذلك، حيث سادت أنباء متضاربة عن مكان وجوده إلى درجة أن تياره نفسه عجز عن تحديد ما إذا كان في العراق أو سافر إلى إيران.
لايزال خبر سفر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إيران غير مؤكد، وسط التزام صدري بـ«التكتم». فقد قال الأمين العام كتلة «الأحرار» التابعة للتيار الصدري، النائب ضياء الأسدي أن لا علم له بسفر الصدر، مؤكدا في الوقت نفسه أن «سماحة السيد لو بقي في إيران نصف قرن فلن يخضع لأي ضغوط في أي أمر لا يراه من مصلحة العراق».وقال الأسدي إن «موضوع سفر الصدر، إن كان فعلا قد وقع وهذا مالا علم لي به، قد أخذ أبعاداً مستغربة»، وأوضح أن «الرجل لديه جزء من عائلته ومتعلقيه في العراق وجزء في بيروت وجزء في إيران، وهو يزورهم بين الحين والآخر ولديه علاقات اجتماعية وعلمائية وسياسية في بلدان كثيرة»، لافتا الى أنه « قضى في سفرة واحدة أكثر من عام في إيران».وأكد النائب العراقي أن الصدر «مازال على فتوى أبيه الشهيد المرجع في احترام الجمهورية الإسلامية والتعاون معها، كما يحترم ويتعاون مع أي دولة عربية وإسلامية أخرى»، موضحا أن «ما حصل من هتافات ضد إيران بعد اقتحام الخضراء مرفوض من قبل سماحته ومن قبل كتلة الأحرار وجماهير التيار الصدري الواعية». وكان آلاف الصدريين رددوا هتاف «ايران برة برة» و«يا قاسم سليماني أنا الصدر رباني» في ساحة الاحتفالات وسط المنطقة الخضراء بعد اقتحامهم مقر البرلمان الاسبوع الماضي.دعم أميركيفي السياق، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إن الاحتجاجات الأخيرة في بغداد واقتحام المنطقة الخضراء من قبل مؤيدي الصدر يختبران النفوذ الأميركي في العراق، بخاصة على حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الحليف الأكثر أهمية في الحرب ضد تنظيم «داعش».وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن النفوذ الأميركي على بغداد والذي ازداد كثيرا عقب 2003، تضاءل بشكل كبير بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية في 2011 خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مضيفة أنه وفي الوقت الذي تستمر فيه الولايات المتحدة بدعم العبادي يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أن معارضيه السياسيين سيضعفون نفوذه كثيرا، وقد انعكس قلقهم هذا في سلسلة الزيارات العديدة التي قام بها مسؤولون كبار من البيت الأبيض إلى العراق مؤخرا بمن فيهم نائب الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع آشتون كارتر.وأشارت الصحيفة إلى أن إستراتيجية الرئيس باراك أوباما ضد «داعش» تعتمد على القوات العراقية مع تقديم مساعدة أميركية في شكل غارات وتدريب وأسلحة وعمليات خاصة، مضيفة أن مسؤولين أميركيين قالوا إن الحرب ضد التنظيم لم تتأثر بالاضطرابات في بغداد، ولا يتوقع لاستعادة الموصل أن تتأثر بها أيضا.وعلّقت بأن تحدي استعادة الموصل أثبت أنه صعب حتى مع الاستقرار الذي كانت تتمتع به الحكومة العراقية، مشيرة إلى أن الاضطرابات في بغداد تأتي في وقت حرج، حيث تسعى واشنطن إلى استعادة وقف إطلاق النار في سورية الذي يأمل أوباما منه أن يمهد لانتقال سياسي في دمشق.وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قال أمس الأول، إن «العبادي في موقف قوي برغم الاضطرابات السياسية في العراق وإن ذلك يرجع لأسباب منها نجاحاته الميدانية والتزامه بأن تكون الدولة متعددة الطوائف، مؤكدا «نحن ندعمه بقوة طبعا بسبب ما يؤمن به».وقال كارتر: «يؤمن العبادي بكل الأشياء المهمة لمستقبل العراق وكان شريكا فيها أي دولة متماسكة وليست مجرد دولة تدور في دوامة الطائفية»، مضيفا: «لهذا السبب من المهم أن يساعد المجتمع الدولي الحكومة العراقية ويدعمها في هذا التوقيت».«دولة القانون»في السياق، قال ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي أمس، إن «الشيء الذي لديه الأولوية لنا هو رد اعتبار البرلمان، وعقد الجلسة بنفس المكان وتحقيق النصاب القانوني»، لافتا الى أن «رد اعتبار المجلس يتضمن ألا يتوقف ولا يتعطل البرلمان لأنه ركن أساسي بالعملية السياسية». وأضاف القيادي في الائتلاف النائب عباس البياتي، أن «ما حصل لعدد من النواب والاعتداء على حرمة المجلس ينبغي عدم المرور عليه مرور الكرام»، مشيرا الى أنه «بعد رد اعتبار المجلس، ستكون مسألة الكابنية الوزارية والتعديلات والتغيير الوزاري». وشدد أنه «بعد المضي بعقد جلسات المجلس بشكل طبيعي، سيتم التفكير بقضايا أخرى».الجبوري والكونغرسإلى ذلك، دعا كل من رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ووفد من الكونغرس الأميركي أمس، إلى الحفاظ على استقرار العراق وعدم تعريضه لأي «هزة» قد تلقي بظلالها على أوضاع المنطقة ككل، لاسيما أننا لم ننته بعد من القضاء على عصابات «داعش».وذكر المكتب الإعلامي للجبوري في بيان، إن «الأخير استقبل في مكتبه الرسمي، وفد الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور مارك روبيو والوفد المرافق له، وبحضور السفير الأميركي لدى بغداد ستيوارت جونز»، مبيناً أن «الجبوري أكد على عزم هيئة الرئاسة توفير الظروف الملائمة لعودة جلسات مجلس البرلمان، وبأقرب وقت ممكن لأجل ممارسة دوره التشريعي والرقابي».وأشار إلى أن «الأزمة الراهنة أثبتت أن العراق بحاجة ولا يزال إلى دعم المجتمع الدولي، ونجد ضرورة كبيرة لمساندة الدول الكبرى في دعمها للعملية السياسية ومساعدة العراق على تجاوز أزمته».العباديفي سياق آخر، عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي أمس، اجتماعاً برئاسة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، واتخذ المجلس عدة قرارات لتأمين الحماية اللازمة لمؤسسات الدولة ومنع «التجاوز» عليها.وقال المكتب الإعلامي للعبادي في بيان، إن «الأخير ترأس اجتماعا للمجلس الوزاري للامن الوطني، وجرى خلال الاجتماع مناقشة الوضع الأمني خصوصا في بغداد والإجراءات المتخذة لحماية مؤسسات الدولة وأهمية التزام المتظاهرين بالأماكن المخصصة للتظاهر»، مضيفا أنه «تم اتخاذ مجموعة من القرارات التي من شأنها حماية مؤسسات الدولة وتأمين الحماية اللازمة لها ومنع التجاوز عليها وتخويل الجهات الرسمية المعنية بحفظ الأمن واتخاذ الإجراءات الكفيلة لمنع تكرار أية خروقات أو اعتداء على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة».إلى ذلك، استعادت قوات البيشمركة الكردية بلدة تلسقف المسيحية في الموصل شمال العراق من عناصر «داعش» بعد محاصرتها وقتل 30 مسلحا من «داعش».(بغداد- د ب أ، رويترز، المدى برس، السومرية نيوز)مقتل جندي أميركي بنيران «داعش» في الموصلقتل جندي أميركي أمس، عندما شن تنظيم داعش هجوما على قوات البيشمركة الكردية قرب الموصل. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أنه ثالث جندي يعلن مقتله بنيران معادية في العراق منذ استيلاء «داعش» على بعض المناطق في منتصف 2014.وفي أول رد فعل على النبأ، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للصحافيين، في مقر القيادة الأميركية بشتوتغارت الألمانية، إن «تحالفنا سيشرف هذه التضحية من خلال إنزال هزيمة دائمة بداعش»، مؤكدا «هذا النبأ الحزين هو تذكير بالخطر الذي يواجهه رجالنا ونساؤنا كل يوم في القتال الدائر لتدمير داعش، والقضاء على التهديد الذي يمثله هذا التظيم على الولايات المتحدة والعالم».