نحن وإيران... لماذا؟

نشر في 10-05-2016
آخر تحديث 10-05-2016 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي هناك حقيقة لا يمكن الجدال حولها، فمجلس التعاون الخليجي قوي الأركان والأساس، يستمد قوته من قوة دوله وشعوبه التي تنتمي في مجملها إلى أصول واحدة، وفي اعتقادي أنه ليس هناك خوف من قوة خارجية تنال منه أو من وجوده، ولعل أخطر ما تعرض لأمنه واستقراره هو قيام النظام العراقي السابق في الثاني من أغسطس عام 1990 بغزو دولة الكويت واحتلالها، فهبت دول المجلس، وبدعم من دول العالم لمواجهة، ذلك العدوان، وتم طرد تلك القوات من الكويت الغالية.

 والآن في ظل ما تعانيه المنطقة من اضطرابات "وفوضى خلاقة" هناك تساؤلات تطرح نفسها وبقوة: هل الأخطار التي تواجهها دول المجلس أخطار خارجية أم أنها أخطار داخلية نحن من يغذيها ويتيح لها فرصة التمدد والانتشار ويعطيها حجما وبعدا أكبر مما هي عليه؟ لماذا نعمل وبكل قوة على تفتيت مجتمعاتنا وخلق شروخ بين فئاتها وتمزيقها إلى طوائف ومذاهب وأحزاب وجماعات لا حصر لها، ولم تعد تتسلح بالأفكار المتطرفة فقط بل غدت تمتشق الرشاش وتمتلك الصواريخ والدبابات والمدرعات؟ فكيف لها ذلك في ظل دول كانت تمتلك جيوشا ضخمة تم بناؤها على مدى عقود من السنين، وصرف المليارات من قوت المواطن على تسليحها؟

 فكيف تلاشت تلك الجيوش ولم تعد قادرة على السيطرة على بعض المدن والقرى الصغيرة، فغدت تلك الجماعات الإرهابية تصول وتجول في أرجاء الوطن العربي من أول أطرافه إلى أقصاها؟ ترى هل قمنا بدراسة عميقة للأسباب التي أدت إلى خروج تلك الجموع من البشر للانظمام إلى الجماعات الإرهابية والقتال والتدمير دون رادع من ضمير أو خوف؟ ولماذا يقدم البعض على تفجير نفسه؟ هل هانت عليه حياته وحياة الآخرين؟ لماذا نجيد صناعة الأعداء ولم نحاول تمهيد الطريق وتهيئته لصناعة الأصدقاء، علما أن صناعة الأعداء ليست بالصعوبة التي تتميز بها صناعة الأصدقاء؟ ولماذا هذا الشحن اليومي تجاه إيران حتى خلقنا منها غولا يكاد يلتهم دول الخليج وجودا وشعوبا؟

في المؤتمر الصحافي الذي عقدة الرئيس الأميركي باراك أوباما في مدينة الرياض أثناء لقاء القمة الخليجي - الأميركي جاء التصريح صادقا وصريحا ومعبرا عن الواقع الذي نعيشه، ولكن للأسف تم تجاهل هذه التصريحات وتم التعتيم عليها من الإعلام العربي الذي ابتعد كثيرا عن المصداقية، وعاد إلى حقبة الخمسينيات وعصر البيان "رقم واحد" والشحن وبث الكراهية والأحقاد.

 أكد الرئيس الأميركي في مؤتمره الصحافي "أنه لا مصلحة لأي دولة في خوض نزاع مع إيران، وأشار إلى أن رخاء المنطقة واستقرارها مرهونان بمعاملة الدول لمواطنيها بشكل يعتبر الناس مواطنين لا منتمين إلى مذهب إسلامي معين، فذاك وضع بالتأكيد سيؤدي بالضرورة إلى تفكك الدول"، وأضاف "أنه تم الاتفاق مع دول المجلس إلى انتهاج نظام اقتصادي يحترم حقوق كل المواطنين ويحترم حقوق الإنسان".

تصريح فيه الكثير من ملامسة الواقع من حليف يسعى أن يكون حلفاؤه أقوياء، وهناك حقيقة لا أعتقد أنها تغيب عن أحد، فالتحالفات الخارجية إن كانت قادرة على حماية الأنظمة من أخطار خارجية فهى بالتأكيد لن تستطيع حمايتها من أخطار داخلية، وفي ذلك أمثلة كثيرة حولنا.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top