بعد نحو 24 ساعة من انعقاد واحدة من أكبر الجمعيات العمومية في تاريخ نقابة الصحافيين المصريين، الأربعاء الماضي، تجاهل الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال حضوره افتتاح موسم حصاد القمح في منطقة "الفرافرة"، أمس، الأزمة المتصاعدة بين نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية، وعدّد الإنجازات الاقتصادية "غير المسبوقة" التي تحققت في عهده.
في خطوة تُنذر بوصول أزمة نقابة الصحافيين، ووزارة الداخلية، إلى طريق مسدود، لم يتطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الأزمة، خلال حضوره موسم الحصاد في منطقة الفرافرة أمس الخميس، باستثناء تأكيده أنه لا يخاف، وأن من وقف يوم 3 يوليو لا يخاف أبداً، ما اعتبره مراقبون تجاهلاً يُعقد حل الأزمة.وكان الصحافيون عقدوا أكبر اجتماع طارئ لأعضاء جمعيتهم العمومية، الأربعاء الماضي، إذ نفذت أغلب الصحف المصرية 18 قراراً اتخذها مجلس النقابة، أبرزها مطالبة السيسي بالاعتذار، وإقالة وزير الداخلية، وعدم نشر اسمه، ونشر صورته "نيغاتيف" – أبيض وأسود - وكسر حظر النشر في قرار النيابة بشأن التحقيقات مع الصحافي عمرو بدر وزميله تحت التمرين محمود السقا، وتسويد الصفحات الأحد المقبل، وإمهال الحكومة حتى الثلاثاء المُقبل لتنفيذ مطالبهم.الرئيس السيسي، الذي يواجه أكبر موجة غضب منذ توليه مهام منصبه في يونيو 2014، وجه رسالة إلى جموع الشعب المصرى، طالبهم بـ"الاطمئنان وعدم الخوف"، مؤكداً ضرورة توحد المصريين على قلب رجل واحد، وقال: "أنا لو خايف مفيش حاجة من المشروعات دي كانت هتتنفذ لا دلوقت ولا بعد ١٠ سنوات، وقوى الشر يجب أن تعلم أننا لا نخاف".وأشار إلى أنه اتخذ ألفي قرار بقانون في خلال فترة العامين ونصف العام الماضية، ومن يأخذ القرار لا يخف، وتابع: "أطمئن المواطنين على مصر، ولم نكن نتكلم من قبل عما حققناه في مصر، وفي يونيو المقبل سأقدم كشف حساب".كشف حسابوبدا أن السيسي حرص، خلال كلمة أمس، على الرد على منتقدي سياساته الداخلية، حيث قدم كشف حساب لما أنجزه خلال الفترة الأخيرة، موضحاً أن مشروع زراعة المليون ونصف مليون فدان، هدفه إقامة مجتمع عمراني زراعي جديد، وأنه تم الانتهاء من حفر ألف بئر لزراعة ٤٠٠ ألف فدان، وقال: "نحتاج ٦٠ مليار جنيه لتجهيز 1.5 مليون فدان، وخلال ٤ سنين سننجز المشروع بالكامل، وهو مشروع قومي كبير يشمل 4.5 ملايين فدان".في السياق، أوضح أنه تم مد ٥ آلاف كيلومتر، لربط المناطق المختلفة في مصر، كما تم إنشاء ١٣٥ "كوبري"، ومن المُرجّح أن تصل الكباري إلى ١٥٠ بنهاية العام بإجمالي ٨٠ مليار جنيه، مؤكداً: "سنشق ألفي كيلومتر في سيناء خلال الفترة المقبلة". وأشار إلى أن المشروع القومي الثالث المُزمع إعلانه هو تنمية سيناء، لافتاً إلى أنه تم البدء في حفر الأنفاق تحت قناة السويس، بتكلفة وصلت حتى الآن إلى نحو ٣٠ مليار جنيه، من أصل 80 مليارا، وأن المشروع سيتم إنجازه خلال عامين.أزمة الصحافيينفي الأثناء، لا تزال أزمة نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية، تراوح مكانها، إذ ظهر وزير الداخلية في الصف الأول أمس الخميس، خلال الاحتفال بإطلاق إشارة بدء موسم حصاد القمح في منطقة الفرافرة، في الوادي الجديد. وقال مصدر مسؤول لـ"الجريدة" إن النقابة متمسكة بموقفها، في حين امتنعت إدارة الإعلام بوزارة الداخلية عن إرسال البيانات الخاصة بأخبار وأنشطة الوزارة والإدارات التابعة لها إلى محرري الوزارة.بدوره، رفض السكرتير العام للنقابة، جمال عبدالرحيم التعليق على عدم تطرق السيسي إلى الأزمة، وقال لـ"الجريدة": "لا تعليق على تجاهل الرئيس للأزمة"، الأمر الذي أيدته عضو مجلس النقابة حنان فكري، وقالت لـ"الجريدة": "لن نعلق على تصريحات، وكل ما نريده أعلناه سلفاً في عمومية الصحافيين"، بينما دعا المجلس القومي لحقوق الإنسان أجهزة الدولة إلى احترام حق المواطنين في التعبير، وحق استقلال المؤسسات النقابية، التي كفلها الدستور.إلى ذلك، دعا حزب "المصريين الأحرار"، مجلس النواب، إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق في أحداث النقابة والاستماع إلى مجلس النقابة وشيوخ المهنة، بينما سادت حالة من التباين بين النواب على خلفية الأزمة، حيث كشف رئيس لجنة حقوق الإنسان، النائب محمد أنور السادات، وجود مساع لإنهاء الأزمة.وقال السادات لـ"الجريدة" إن "مجلس النواب تسلم حزمة تشريعات من قبل وزارة الداخلية خلال الشهر الماضي لإعادة ضبط أدائها، ومحاسبة الشرطي المُخطئ"، بينما قال النائب تامر عبدالقادر، وكيل لجنة الإعلام والثقافة: "بعد تصاعد الأحداث وتطورها، فإن مبادرات تتوالى للتهدئة، موضحاً وجود مساع لإنهاء الأزمة بعقد جلسة صلح بين رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ومجلس نقابة الصحافيين، ورئيس مجلس الشعب علي عبدالعال".بموازاة ذلك، دعت أمينة سر لجنة الثقافة والإعلام والآثار، غادة صقر، إلى مقاطعة الصحف والإعلام تضامناً مع وزارة الداخلية، مضيفة، في تدوينة لها على موقع التواصل "فيسبوك"، إنها "حملة مقاطعة لصحف وإعلام العار".سد النهضةفي شأنٍ مختلف، عادت قضية مقتل باحث الدكتوراه الإيطالي، جوليو ريجيني، إلى الواجه مُجدداً، حيث أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن نبرة تصريحات وزير خارجية إيطاليا، باولو جينتلوني، بشأن مقتل ريجيني، لا تعكس المصالح المشتركة. وقد قال جينتلوني إن السلطات المصرية لم تتعاون بشكل مُرضٍ في التحقيق، وحتى اللحظة، لم يكن التعاون مرضيا.وقال شكري: "تابعت تصريحات وزير خارجية إيطاليا المتكررة في أكثر من موقع ومناسبة خلال الفترة الماضية، ويقلقني ما تحمله من نبرة لا تعكس إدراك المصالح المشتركة للدولتين".في سياق آخر، قال شكري إن هناك تقدماً في ملف سد النهضة، وإنه تم التوصل لدرجة كبيرة من التفاهم مع إثيوبيا والسودان، وإن التأخر في الانتهاء من الدراسات الفنية، يرجع لكون الأمر مُعقدا من الناحية الفنية، مؤكداً أن "السد سيبنى ولا شك في ذلك، ولكن ما نسعى له عدم وجود أضرار سلبية على مصر، وهناك وسائل لوقف تلك الأضرار".
دوليات
السيسي يعدد إنجازاته في «حصاد الفرافرة» ويتجاهل «الصحافيين»
06-05-2016