واصلت الشركات الأميركية الأسبوع الماضي إصدار نتائجها المالية، في الأسبوع الثاني من موسم إعلان الأرباح، وفي هذا المجال واصل بنك غولدمان ساكس موجة الأرباح الضعيفة، التي تحققها شركات القطاع المالي، بعدما فشل في تحقيق الإيرادات المتوقعة، لكن ربحية السهم فاقت التوقعات رغم تراجعها بنسبة 59.9 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها العام الماضي.

Ad

قالت شركة «رساميل»، إن الأسواق المالية العالمية سجلت أداء إيجابياً الأسبوع الماضي من حيث أداء الأسعار، على خلفية انتعاش أسعار النفط، والأجواء الإيجابية التي سادت الأسواق والأرباح الجيدة، التي حققتها الشركات، وقد حقق مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال لأسواق العالم خلال الأسبوع الماضي مكاسب بواقع 1.11 في المئة.

وبحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن الشركة، فإن النفط كان الخبر الأبرز على مدار الأسبوع الماضي، بعدما ساهم في رفع مؤشرات أسواق الأسهم العالمية على خلفية اجتماع الدوحة بين الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، التي تباحثت في إمكانية تجميد مستوى الإنتاج الحالي للنفط.

وفي التفاصيل، انتهى الاجتماع دون توصل الدول المشاركة إلى اتفاق لتجميد الإنتاج، ولم تشكل هذه النتيجة أي مفاجأة للمراقبين والأسواق التي توقعت ذلك بسبب موقف إيران، التي تم أخيراً رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها، وهي في حاجة للحفاظ على إنتاجها واستعادة حصتها السوقية، بالتالي الحفاظ على مستوى إيراداتها النفطية ومحاولة رفع هذا المستوى.

كما كانت هذه النتيجة متوقعة في ظل تجاهل وزير النفط الإيراني للاجتماع وغيابه عنه، ومع ذلك، واصلت أسعار النفط اتجاهها التصاعدي بعدما ساهم إضراب عمال النفط في الكويت في رفع الأسعار، في حين ارتفعت مخزونات النفط / البنزين العالمية دون مستوى التوقعات.

وعملت السلطات المعنية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على إصدار بيانات اقتصادية تهم في الغالب سوق الإسكان، وعلى الرغم من إنهاء مؤشري SandP500 و Dow Jones الصناعي تداولات الأسبوع بتحقيق مكاسب بواقع 0.94 في المئة و0.95 في المئة على التوالي، فإن البيانات الاقتصادية لم تكن بقدر هذه الإيجابية.

وأظهرت البيانات، التي تم نشرها عدم توافق تصاريح البناء مع التقديرات إذ جاءت أقل بنسبة 9 في المئة من التوقعات، كما كان مستوى بناء المنازل الجديدة أقل من التوقعات بنسبة 6.9 في المئة. ومع ذلك، فقد فاقت مبيعات المنازل التوقعات بعدما وصلت إلى 5.1 في المئة مقارنة مع التقديرات، التي كانت تتوقع ارتفاعها بنسبة 3.9 في المئة، في ظل تقلص عدد المنازل القائمة فعلياً والمعروضة للبيع مما يشير إلى أن المعروض يكفي لحوالي أربعة أشهر ونصف الشهر استناداً إلى المعدل الحالي لمبيعات المنازل.

السياسة النقدية

كما أظهرت بيانات منفصلة تراجع ثقة المستهلكين من 91.0 نقطة في الشهر الماضي إلى 89.7 نقطة خلال هذا الشهر، مما يغذّي المخاوف من عدم تحول المكاسب المتوقعة على صعيد الأجور إلى واقع، وخطر تباطؤ الاقتصاد، الذي بدوره يؤدي إلى تقليص نسبة توفير الوظائف. وتحدث عدد قليل من رؤساء البنوك الاحتياطية الفدرالية في الولايات المتحدة إلى وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي، عبروا خلالها عن الحذر من استخدام السياسة النقدية في المستقبل لضمان مصداقية السوق، وتوقع هؤلاء رفع أسعار الفائدة مرتين خلال هذا العام، على أن تكون الزيادة الأولى في شهر يونيو أو ما بعده، رغم أن البيانات الاقتصادية الأميركية تعتبر «مؤاتية» لمثل هذه الزيادة، لكن أي استخدام للسياسات النقدية، سوف يعتمد على تحسّن البيانات الاقتصادية الأوروبية والآسيوية.

وواصلت الشركات الأميركية الأسبوع الماضي إصدار نتائجها المالية في الأسبوع الثاني من موسم إعلان الأرباح، وفي هذا المجال واصل بنك غولدمان ساكس موجة الأرباح الضعيفة التي تحققها شركات القطاع المالي، بعدما فشل في تحقيق الإيرادات المتوقعة، لكن ربحية السهم فاقت التوقعات على الرغم من تراجعها بنسبة 59.9 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

كما فشلت شركة «جنرال إلكتريك» في تحقيق الإيرادات المتوقعة خلال هذا الربع، بينما فاقت أرباحها التقديرات، وتأثرت نتائج الشركة بتراجع الإنفاق على القطاع النفطي، لكن الأداء الإيجابي من القطاعات الأخرى شكلت دعماً للإيرادات، وحافظت الشركة على توقعات النمو بنسبة تتراوح بين 2 و 4 في المئة على خلفية النتائج التي حققتها.

أما عملاق قطاع التكنولوجيا، شركة «آي بي أم»، فقد تجاوزت نتائجها المالية، على صعيدي الإيرادات وصافي الربح التوقعات بفضل نجاح استراتيجيتها في مجال الانتقال إلى تقديم الخدمات السحابية وارتفاع الطلب عليها وعلى غيرها من المنتجات المرغوبة في الأسواق.

الأسواق الأوروبية

إلا أن الإيرادات على أساس سنوي تراجعت وذلك للربع السادس عشر على التوالي، كما أعلنت شركة مايكروسوفت، العملاق الآخر في قطاع التكنولوجيا، تحقيق إيرادات جاءت متوافقة مع التوقعات، لكن أرباحها جاءت أقل بنسبة 3 في المئة مقارنة مع التقديرات، بعدما أثّر قطاع الأجهزة النقالة على الأرباح، على الرغم من الارتفاع المستمر لإيرادات الشركة من خدمات الحوسبة السحابية والدور الذي يلعبه قطاع أجهزة الكمبيوتر المحمول في دعم الإيرادات.

أما شركة كاتربيلر، التي تشكل نتائجها المالية مقياساً ممتازاً لأداء القطاع الصناعي في الولايات المتحدة، فقد أعلنت عن نتائج سيئة بعدما عانت الشركة ضعف الإنفاق على المعدات النفطية، وانخفاض أسعار السلع الأساسية، وعلى الرغم من ذلك، فإن الشركة تتوقع نمواً قوياً من نشاطاتها في الصين.

وأنهت الأسواق الأوروبية تداولات الأسبوع بشكل إيجابي بفضل تصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، وانتعاش أسعار النفط والأرباح القوية، التي حققتها الشركات وهي عوامل دفعت مجتمعة الأسواق للارتفاع، حيث أغلق مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للأسواق الأوروبية مرتفعاً بنسبة 1.76 في المئة خلال الأسبوع الماضي.

وجرى على مدار الأسبوع الماضي نشر العديد من البيانات الاقتصادية الخاصة بمنطقة اليورو، وبكل دولة على حدة، وفي هذا المجال أعلنت ألمانيا استقرار مؤشر توقعات المستثمرين عند مستوى 11.2 نقطة متجاوزاً التقديرات التي كانت تتوقع وصوله إلى مستوى 8 نقاط.

أما معدل البطالة في المملكة المتحدة، فقد جاء متوافقاً مع التوقعات، بينما تراجع حجم الإنفاق في قطاع التجزئة بنسبة 1.3 في المئة، وإجمالي الإنفاق بنسبة 1.6 في المئة باستثناء قطاع بيع السيارات. وارتفع متوسط أرباح الشركات في المملكة المتحدة، وفق ما أظهرت بيانات اقتصادية، إلى 1.8 في المئة، دون مستوى التقديرات، التي كانت تتوقع ارتفاعها بنسبة 2.3 في المئة.

أما مؤشر ثقة المستهلكين في منطقة اليورو، فقد انخفض بواقع 9.3 نقاط بالمقارنة مع التقديرات، التي كانت تتوقع تراجعه بنسبة 10 نقاط. ووصل مؤشر مديري المشتريات المركّب في منطقة اليورو إلى مستوى 53 نقطة مقارنة مع التقديرات، التي كانت تتوقع وصوله إلى مستوى 53.3 نقطة.

وعقد البنك المركزي الأوروبي عدة اجتماعات الأسبوع الماضي، تم خلالها المحافظة على معدل الفائدة ومستوى برنامج البنك لشراء السندات دون أي تغيير.

وكانت كل العيون مركّزة على البنك المركزي الأوروبي مع ترقب المستثمرين البيانات الخاصة بمعدل التضخم في منطقة اليورو وظروف السوق الحالية.

وفي حين تحدث العديد من مسؤولي البنوك المركزية حول العالم عما إذا كانت مهمة المركزي الأوروبي قد انتهت في أعقاب خطة التحفيز الحالية، فقد أعلن رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي أن هذه الخطط التحفيزية ما تزال بحاجة إلى وقت قبل أن تنعكس على الاقتصاد، مؤكداً أن «البنك المركزي الأوروبي سيواصل القيام بكل ما هو ضروري لتحقيق أهدافه».

الأسواق الناشئة

في الأسواق الناشئة وآسيا، فقد تتبع أداء الأسواق أسعار السلع طوال الأسبوع اللذين تحسنا على خلفية الأخبار الملموسة الجيدة المتعلقة بنمو الاقتصاد الصيني.

وارتفع مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1.5 في المئة خلال الأسبوع الماضي بفضل ارتفاع أسعار النفط والسلع، مما يشير إلى تحسن في الظروف الاقتصادية الصينية، كما ظهر في أرباح شركة كاتربيلر التي تم سبق ذكرها.

ومع ذلك، تراجعت الحماسة من هذه المكاسب بعدما استبعد البنك المركزي الصيني، في تلميحات، نيته استخدام السياسات النقدية بشكل أكبر في ظل تسارع النمو.

وزادت مخاوف اليابان من ارتفاع قيمة الين لكن هذه المخاوف تقلصت بسرعة بعد التقارير، التي تحدثت عن انخفاض مقبل في أسعار الفائدة وهو ما أدى إلى تراجع حدة هذه المخاوف.

... و«الخليجية»

كان أداء الأسواق المالية في دول مجلس التعاون الخليجي متذبذباً بعدما فشل اجتماع الدوحة بالتوصل إلى اتفاق على تجميد مستوى الإنتاج الحالي من النفط.

وشهد الأسبوع الماضي ارتفاع مؤشر تداول السعودي بنسبة 1.2 في المئة، ومؤشر سوق دبي المالي بواقع 1 في المئة، كما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 2.2 في المئة، ومؤشر بورصة قطر بنسبة 1.5 في المئة، ومؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.87 في المئة، ومؤشر سوق مسقط بنسبة 0.98 في المئة بينما لم يطرأ أي تغيير على مؤشر سوق البحرين المالي. ويتطلع المستثمرون إلى الأسبوع المقبل مع إعلان السعودية عن خطتها لإعادة الهيكلة والاصلاح الاقتصادي.