اتجه ناخبو ولاية إنديانا الى صناديق الاقتراع، أمس، للمشاركة في انتخابات تمهيدية تشكل الفرصة الأخيرة أمام الجمهوري تيد كروز في وجه خصمه الشعبوي دونالد ترامب الذي سينال ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية على ما يبدو.

Ad

وبالرغم من فوز ترامب في إنديانا، فإنه لم يفز تلقائيا بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، لكن احتمالات فوزه حتمية الى حد كبير نتيجة جمعه عددا كبيرا من المندوبين وإلحاق هزيمة فادحة بحركة الكل إلا ترامب التي تبدو اكثر يأسا من اي وقت داخل الحزب الجمهوري.

وقال ترامب في كارمل في ولاية انديانا أمس مفاخرا: «أعتبر نفسي رسولا، وأنا رسول جيد. فأنا بدأت منذ 9 اشهر والآخرون قبل 35 عاما، لكن ها هم يسقطون الواحد تلو الآخر»، مضيفا «رجل مثل تيد كروز لا يملك الطباع المناسبة».

والجمهوريون المعادون لترامب ليسوا متراصين خلف سيناتور تكساس، المحافظ المتشدد المنبثق من حركة حزب الشاي التي تسببت له بمعارضة جزء كبير من الكونغرس والقيادة الجمهورية بسبب تصلبها الأيديولوجي والتكتيكي.

وبعد انتخابات أمس تبدو القيادة الجمهورية أكثر خضوعا لفكرة جمع ترامب 1237 مندوبا المطلوبين لتعيينه. فـ «ميت رومني» الذي تصدر الحملة ضد ترامب في مطلع مارس غائب عن الأضواء منذ اكثر من شهر، بينما سبق أن أعربت شخصيات جمهورية منذ يناير علنا عن ازدرائها لكروز، على غرار المرشح الرئاسي في 1996 بوب دول، ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني.

وفي إطار هجومه على كروز، زعم ترامب أن رافاييل كروز والد تيد كان مقربا من لي هارفي أوسولد الذي اغتال الرئيس الأميركي الأسبق جون إف كينيدي، وظهر معه في صورة حاملا لافتة مؤيدة للرئيس الكوبي فيدل كاسترو عام 1963 في مدينة نيو أورليانز.

وقال ترامب خلال مكالمة تلفونية مع فوكس نيوز أمس الأول «أبوه كان مع لي هارفي اوسولد وبجانبه، ولم يعر أحد الأمر أي اهتمام»، متسائلا عما كان يفعله والد كروز قبل موت كينيدي، واصفا الأمر بالفظيع.

ووبخ ترامب رافاييل نتيجة استخدامه المنابر الكنسية لكسب الأصوات الانجيلية لابنه الذي قال عبر تسجيل دعائي «أناشدكم، وأدعو كل مسيحي أن يصوت للمرشح الذي يتبع كلمة الله ودستور الولايات المتحدة الأميركية».

بدوره علق كروز قائلا: «هراء صحيفة صفراء»، وذلك إشارة إلى جريدة ذا ناشونال انكوايرر التي نشرت الصورة.

وفي المعسكر الديمقراطي الذي نظم أيضا انتخابات تمهيدية في إنديانا، تضاءلت آمال المرشح الاشتراكي بيرني ساندرز في الفوز على منافسته هيلاري كلينتون التي تتفوق بفارق كبير عليه من حيث عدد المندوبين، وكانت في أوهايو في إشارة إلى يقينها بفوزها مسبقا.

ولم تغير نتائج أمس هذا الواقع، غير أن فوز ساندرز كان سيسمح له بتبرير بقائه في السباق، ولاسيما أنه في موقع جيد بالنسبة الى الاستحقاقات الصغيرة في الأسبوعين المقبلين. ومع جمعها حتى يوم أمس الأول الآن 2176 مندوبا يكفي أن تحصل على 20 في المئة من المندوبين الألف الباقين لبلوغ الغالبية الضرورية المحددة بـ2383 مندوبا.

(واشنطن ـ أ ف ب، بوليتيكو)