كيف كانت بدايتك مع فن النحت على الخشب؟

Ad

ورثت موهبة الفن من والدي الذي كان فناناً تشكيلياً معروفاً، وكانوا يطلقون عليه لقب فنان الرؤساء والملوك. وهو رسم لوحات فنية للملك فاروق، ثم بعد ذلك لرئيسي مصر الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، كذلك رسم لوحات لكثير من الرؤساء والملوك والأمراء العرب، وما زلت أحتفظ بلوحة فنية نادرة بريشته لأمير الكويت الراحل سمو الشيخ عبد الله السالم الصباح، أنجزها عام 1965، أي منذ أكثر من نصف قرن، وأعتقد أنها لا تقدر بثمن.

بعد وفاة والدي، سافرت إلى كثير من الدول العربية في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن أحطّ الرحال في ألمانيا في عام 1980، حيث درست في إحدى المدارس المتخصصة في فن النحت كي أثقل موهبتي. وفعلاً، أفادتني الدراسة كثيراً، وافتتحت بعد ذلك شركة خاصة بي، ونظمت عدداً من المعارض، وحققت نجاحاً كبيراً في ألمانيا وكتبت عني الصحف الألمانية واشتُهرت بلقب «الفنان الفرعوني».

ما أهم الجوانب التي تركّز عليها في أعمالك الفنية؟

جعلني عملي لفترة طويلة في ألمانيا، أركّز على اللوحات التي تجسد العصور الوسطى في أوروبا، لكنني أيضاً أعشق تجسيد الحضارة الفرعونية في أعمالي، والألمان يعشقون الفراعنة أيضاً ويقبلون على الأعمال الفنية التي تجسدها. وأقمت معارض عدة في ميونيخ وبون ومنطقة بافاريا تحديداً، وتم تكريمي هناك أكثر من مرة.

صعوبة وصبر

هل سبب قلة عدد فناني النحت على الخشب صعوبة هذا النوع من الفن؟

النحت على الخشب أحد الفنون الذي يحتاج إلى الصبر، بالإضافة إلى الموهبة، لذلك قلّ كثيراً عدد الفنانين الذين يعملون به. وأذكر هنا أن هذا الفن كان منتشراً في العصر الإسلامي من خلال فن «الأرابيسك» ، ولكن مع مرور الزمن قلّ الطلب عليه، وتناقص عدد العاملين به.

 

كيف ترى واقع هذا الفن؟

النحت وسيلة من وسائل التعبير، ويعد أحد أنواع الفنون البصرية الذي يحتمل التوليف الكتلي من خلال طرح رؤى ومواقف فكرية وحدسية، وقد تعددت مدارس وتقنيات صياغة هذا الفن الذي يتيح مساحة من الحرية المطلقة للتعبير بعيداً عن أية قوانين ضابطة، سوى التشكيل، التجربة الشخصية للفنان والتراكمات المخزونة في الفكر والخيال. فالفنان يتعامل من خلال القطعة الفنية مع مفاهيم الكتلة والفراغ والسطح والملمس الخارجي ليكون العمل امتداداً لانعكاساته وتوتراته الذاتية مع الكتلة وعلاقتها بالفراغ، ولكل نحات أسلوب خاص بطريقة الحفر والبناء، وهي ركيزة للتمكين من تشكيل وحداته بما يتفق مع نوع الخشب للتعرف إلى طراز القطع المطلوب ووضع تصميمات لحفرها، كذلك يجب ملاءمة التصميم للغرض المطلوب من حيث التشكيل.

ما أكثر القطع الفنية التي تعتز بها؟

في الحقيقة، أعتز وأفخر بأعمالي كافة وتحتل مكانة خاصة في قلبي، ولكنني أعشق كثيراً الأعمال الفرعونية التي تذكرني دائماً ببراعة أجدادنا القدماء، وأتمنى من جميع العرب زيارة المتحف المصري لرؤية الإبداع الفني الفرعوني الذي يصل إلى حد الإعجاز.  

ما الذي تتمنى تحقيقه من خلال فن النحت على الخشب؟

أتمنى أن يحظى النحت بالاهتمام الذي يستحقه في العالم العربي، وأن يحقق الانتشار في كل مكان ، لأنه فن راقٍ، ويتميز بقدر كبير من الإبداع.

عادل منسي  في سطور

ولد عادل هاشم عيد منسي عام 1956 بمحافظة الفيوم (صعيد مصر)، وتعلم فن النحت في ورشة والده الفنان هاشم عيد، ثم سافر إلى ألمانيا عام 1978، ودرس الفن التشكيلي في مدرسة فوكس المتخصصة في فن النحت بمدينة {أوبا أميجه} من عام  1990 إلى عام 1995. أقام معارض عدة في فرانكفورت وبون، وحصل على جوائز كثيرة وشهادات تقدير من بينها جائزة  {أراكونس} العالمية تقديراً لتميزه في تنفيذ مجموعة أعمال عن الملك الفرعوني {توت عنخ آمون}، وأُطلق عليه لقب {الفنان الفرعوني} .

أسس عادل هاشم شركة خاصة به أطلق عليها اسم {شركة منسي} للفنون التشكيلية وذاع صيتها في ألمانيا وأصبحت إحدى أكبر الشركات المتخصصة في فن النحت على الخشب، وباتت معارضه الفنية من أهم المعارض في ألمانيا، ويسعى راهناً إلى تأسيس مدرسة متخصصة لتعليم فن النحت على الخشب، لتكون الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.