في خطوة لافتة، وبعد قطيعة دامت نحو 3 أشهر، استقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيت الوسط، مساء أمس الأول، رئيس حزب "القوات اللبنانية" د. سمير جعجع.

Ad

وقالت مصادر متابعة إن "الاجتماع رسم حدود التنسيق بين قيادتي القوات والمستقبل وركز على تفعيل تحالفهما، سواء في البلديات، حيث تتيح الظروف والمعطيات المحلية تشكيل لوائح مشتركة، أو بالنسبة إلى مشروع الانتخاب المختلط الذي وقع عليه أيضا الحزب التقدمي الاشتراكي".

وأضافت المصادر أن "الانتخابات البلدية وقانون الانتخاب كانا محور اللقاء بين الرجلين"، مشيرة إلى أنه "تم التطرق إلى موضوع رئاسة الجمهورية بشكل عمومي من دون الغوص في التفاصيل، باعتبار أن لكل منهما موقفه المعروف، والتي لم تنضج ظروف الخوض في تفاصيله بعد".

وأكد بيان صادر عن الحريري أن "الاجتماع كان مناسبة للتأكيد على التحالف بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل في الانتخابات البلدية في بيروت، والاتفاق على التنسيق بينهما في سائر المناطق".

وأفادت مصادر بأن الحريري يحاول إعطاء زخم مسيحي لـ "لائحة البيارتة"، التي يدعمها في العاصمة وسط عدم حماسة لها في هذه الأوساط.

والتقى جعجع أمس وفدا من "لائحة البيارتة" برئاسة جمال عيتاني، ودعا الى التصويت لها، لكنه لم يغفل الإشارة الى أنه "لم نكن في السنوات الماضية مسرورين جدا بالمجالس البلدية التي تناوبت على بيروت"، والتي كانت أيضا مدعومة من الحريري. وحمل جعجع الوفد عدة مطالب أبرزها النفايات والكهرباء.

بدوره، زار الحريري، أمس، مطرانية بيروت للموارنة، حيث التقى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وشدد على أهمية المناصفة، مؤكدا أنها "خط أحمر، أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

إلى ذلك، أطلق وزير العدل المستقيل أشرف ريفي أمس الماكينة الانتخابية للائحة «المجتمع المدني» في وجه لائحة «التوافق السياسي»، قائلا: «إننا قررنا واياكم ان نخوض معركة الانتخابات، اذ أرادوا أن يفرضوا علينا مجددا نموذجا فاشلا تحت عنوان التوافق، كما فعلوا في المرة السابقة».

وأضاف: «لن نقبل بالمحاصصة مجددا، لأنها عبارة عن اجسام ومجموعات متجمعة غير متجانسة، وتأخذ توجيهات من السياسيين، ما ينعكس سلبا على العمل البلدي، خصوصا عند اهتزاز الوفاق السياسي».

وتوجه الى كل القوى السياسية من «تيار المستقبل» ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، والوزير محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي وأحمد كرامي، والقوى الطرابلسية قائلا: «لا أريد اي مكسب شخصي، بل ان مصلحة اهلي في المدينتين فوق كل اعتبار، فابتعدوا عن المصالح الضيقة والصغيرة، وأتمنى أن تعيدوا النظر فيما تفعلونه».

ريفي: فرنجية «مسؤول معنوياً» في اغتيال الحريري وقد يستدعى

نقلت صحيفة "روزاليوسف" اليومية التابعة للمجلة المصرية التي تحمل الاسم نفسه، في عددها الصادر أمس، عن وزير العدل اللبناني المستقيل أشرف ريفي، قوله إن زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية، المرشح من قبل تيار "المستقبل" بزعامة سعد الحريري، "مسؤول معنوياً في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عام 2005، لكونه كان وزيراً للداخلية"، مضيفاً أنه قد يستدعى للمثول أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وأوضح ريفي أنه "سبقت عملية اغتيال الحريري خطوتان رئيسيتان، أولاً، إقصاء كل الضباط المقربين من الحريري عن المواقع الأمنية المهمة، وثانياً، تخفيض عدد عناصر الحراسة الشخصية للحريري، طبعاً هذا لا يعني أنه لو بقي العدد لما كان الاغتيال، لكن كانت هناك إجراءات تمهيدية لاغتياله. وإذا كان النظام السوري يهيئ وقتها لاغتيال الحريري، فإن ما تم من خطوات تمهيدية على المستوى الأمني كلها كانت مسؤولية سليمان فرنجية".

وأشار إلى أنه "ليس بالضرورة أن فرنجية كان يعلم بخطة اغتيال الحريري، إنما كان ينفذ أوامر النظام السوري الذي اتخذ قرار الاغتيال، بينما قام حزب الله بالتنفيذ. الأجهزة الأمنية التي كانت تدور بالفلك السوري وقت الاغتيال مسؤولة عما حدث، وهناك مسؤولية على وزير الداخلية، لذلك أجد أن وزير الداخلية قد يُستدعي لمحكمة الحريري أيضاً".

ورداً على سؤال عن مدى استعداد "حزب الله" لتفجير الوضع في لبنان إذا ما استدعي الأمين العام للحزب حسن نصرالله في قضية اغتيال الحريري للمثول أمام المحكمة، قال ريفي: "العدالة وحدها هي التي ستحمي لبنان، ولا نرى أي استقرار أمني ولا اجتماعي بلا إقامة العدالة. معادلتنا هي أن العدالة تعطي الاستقرار، بينما يرى الحزب أن العدالة توصل إلى الحرب الأهلية. سنقيم العدالة مهما كلفنا الأمر حتى لا يرث أولادنا ميلا للثأر أو الانتقام".