استنتجت عالمة النفس كاثرين بيكل بعد سنوات عدّة من مزاولة مهنتها أن: «الأحلام أسلوب الروح في التعبير والكشف عن قضايا متعلّقة بنموّنا النفسي». وتضيف: «قد يشمل النمو علاقاتنا مع الآخرين، وروحانياتنا وابتكاراتنا. عندما نكتشف ماهية أحلامنا يمكننا أن نوسّع آفاق معرفتنا حول من نحن ومن نستطيع أن نكون في هذا العالم».

Ad

غير أنّ الأحلام ليست واضحة المعالم بالطبع. من المحتمل أن يسودها التشويش عند محاولة تذكّرها، بكل ما للكلمة من معنى. تقدّم المعالجة النفسية بيكل أربعة اقتراحات مفادها الإبحار في أحلامنا الغامضة أو غير الواضحة غالباً:

دوّن أحلامك

تقول بيكل: «أكتب أحلامك في دفتر تلجأ إليه لاحقاً لتذكّرها. احتفظ بمذكّرة قرب فراشك، ففي حال استيقظت ليلاً دوّن كلمات أو جملاً بقيت راسخة في ذهنك». من جهتها، تفضّل بيكل الرجوع إلى بعض الصور التي تراها في أحلامها. تفعل ذلك من خلال إعادة تصوير المشاهدة في ذهنها وتلخيصها بكلمة أو اثنتين. بهذه الطريقة، باستطاعتها الاعتماد على الكلمة والصورة معاً لاسترجاع الحلم أو تذكّره. ما إن تصحو من النوم صباحاً، حتى تدوّن فوراً كل ما تبقّى في ذهنها من الحلم. في حال لم تتسنَ لها الفرصة في الصباح للقيام بذلك، تعود إلى تلك الكلمات والصور لاسترجاع الحلم.

في حال نسيت معظم الأحلام التي تراودك ليلاً، لا تقلق لأنّك عندما تراجع علاقاتك الشخصية، تساعدك أدقّ تفاصيل الحلم في تحليلها.

ركّز على المشاعر  

تقول بيكل: «لا بدّ من ملاحظة الإحساس خلال الحلم، وتحديد اللحظة التي تراودك فيها أقوى المشاعر. يساعدك هذا الأمر في استيعاب رسالة الروح أو النفس. على سبيل المثال، قد تحتاج إلى معالجة شعورك بالخوف أو الحزن أو الاكتئاب حيال مسألة ما. كذلك، قد يتعلّق الأمر بشعور يرتبط بموضوع معيّن لا بدّ من حلّه».

اكتشف علاقاتك الخاصّة

وفقاً لبيكل، ثمة مصادر عدّة تساعدنا في تفسير أحلامنا وقد تكون مفيدة لنا خلال صياغة تحليلاتنا الخاصّة. مع ذلك، تعير بيكل اهتماماً كبيراً لعلاقاتنا الخاصّة والظروف التي نمرّ بها. فهذه العلاقات عبارة عن أفكار وأحاسيس تربطها بأمور أو أشخاص في حياتك».

شاركت بيكل الناس هذا الحلم: «حلمت أنّني جالسة في المقعد الخلفي لسيارة من دون سائق. لأنّ والدتي كانت تقود هذه السيارة عندما كنت طفلة، يشير الحلم إلى مشاكل راهنة يعود مصدرها إلى طفولتي».

ربّما تشعر حتى يومها هذا بأنّها فقدت السيطرة على حياتها وليست سيّدة نفسها.

تضيف بيكل: «ترمز الصور التي نراها في أحلامنا إلى ملامح من شخصيّتنا، وتشمل البيئة التي نعيش فيها.

حتى في ما يتعلّق بالصور السوداوية والمرعبة التي نراها في أحلامنا، فهي ترمز إلى اللاوعي فينا، الذي أشارت إليه بيكل بـ «ظلّنا». على سبيل المثال، في حال حلمت أنّك قاتل أو مجرم، يدّل ذلك على عدم إدراك قابليتك على أن تكون متحجّر الفؤاد أو لا تعرف الرحمة. أو قد تعني هذه الصور أنّك تستفيد من هذا الجرم للتلّخص من عادات سيئة تعوق نموّك.

لا تكن ساذجاً

في حال رأيت حلماً بشعاً، ليس من الضروري أن يكون ذلك إنذاراً لمستقبل محفوف بالمخاطر. قدّمت بيكل مثلاً في هذا الصدد: «حلمت أنّ زوجي مصاب بسرطان البروستات. أخذت أفكّر مليّاً بالعلاقة التي تربطني به، وجمعت المعلومات كافّة عن سرطان البروستات، وحلّلت آخر تطوّرات حياتي}.

قد يكون حلمها كناية عن أنّ قلقها الشديد يعوق قدرتها على كونها منطقيّة. زوجها عالم، ما يزيد انبثاق أفكار ومشاريع جديدة، كدور أو وظيفة غدّة البروستات. السرطان يعني إفراط في إنتاج خلايا مريضة تقتل الخلايا الصحيّة.

بعبارات أخرى، تقول بيكل: {عند تحليل الصور على أنّها جزء منّي، يمكنني عندئذٍ الاعتبار أنّ معنى حلمي يخبرني أنّ مخاوفي تعيق أفكاري العقلانية والإبداعية. لذا، في حال فسّرت أحلامي حرفيّاً، يشعرني الأمر بقلق أعمق وباضطراب بسبب واقع غير موجود أصلاً}.

لاكتشاف أحلامك بطريقة أفضل، تقترح بيكل اللجوء إلى مخيّلة فاعلة ونشطة والتحفيز الذاتي على تدوينها. كذلك، تقترح الانضمام إلى فريق يفسّر الأحلام، يُشرف عليه معالج نفسي أو مفسّر أحلام. وفقاً لبيكل: {يشارك الفرد، الذي ينضمّ إلى هذا الفريق، أحلامه بأمان وبطريقة داعمة مع حفاظه على خصوصيّته}.