لا شك في أن الإنتخابات البلدية في جبل لبنان كانت لها دلالات سياسية عدة، أهمها قوة "التيار الوطني الحر" الشعبية، وقوة النائب ميشال المر البلدية في المتن، وحضور "الكتائب" اللافت الذي لم يضمحل رغم كل شيء. لكن الدلالة الأكثر أهمية لانتخابات جبل لبنان كان ضعف "القوات اللبنانية" في التجييش لمصلحة اللوائح التي ضمته و"الحر" في وقت استطاع الأخير ترجيح كفتها في كثير من المناطق، الأمر الذي يطرح مستقبل "تفاهم معراب" على طاولة البحث.

Ad

المر

في المتن الشمالي، فاز الرجل الأقوى في الطائفة الارثودكسية النائب ميشال المر متحالفاً في معظم المناطق مع حزب "الكتائب اللبنانية"، بحوالي 42 بلدية من أصل 53. وكان لافتا تمكن "الكتائب" بفضل تحالفه مع المر من الفوز بالعديد من البلديات والاستحواذ على مقاعد في أخرى، ما يمكنه من استثمار النتيجة في لعبة الأحجام على الساحة المسيحية.

 ولم يكن لتفاهم "القوات" و"الحر" أثراً كبيراً الا في بعض البلدات المحدودة، فهو لم يعط نتائجه في جونيه، بعد فوز صعب لجوان حبيش (المدعوم من الحر) لرئاسة بلديتها مع خرق أربعة أعضاء من لائحة المقابلة (افرام-البون-الخازن)، ولم يفلح في جبيل، ولم يقو بوجه المر و"الكتائب" في المتن الشمالي، ولم يربح سوى في دير القمر بوجه تحالف النائب دوري شمعون والوزير السابق ناجي البستاني، اللذين خرقا لائحة تحالف "القوات" و"التيار" و"الكتائب" ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ، بستة مقاعد من أصل 18 مقعداً.

وباتت ورقة "معراب" البوصلة التي تحدد وجهة الأحزاب وتحالفاتها، ولو أن "القوات" و"التيار" خاضا معارك وجها لوجه في بعض المناطق ومنها جونية. وتساءلت مصادر متابعة عن "حجم القوات اللبنانية في المناطق، حيث برهنت نوعا ما عن ضعف في مستوى التمثيل بغياب التيار الوطني الحر الذي شكل في معظم المدن والقرى الرافعة لهذا التحالف".

الحدث - بعبدا

واستطاع "التيار الوطني الحر" الفوز في بلدة الحدث بفارق كبير من دون التحالف مع القوات اللبنانية التي دعمت لائحة أخرى أعضاؤها أيضا عونيون، فكان واضحا عدم حاجة "التيار" للقوات في الحدث وتالياً في بعبدا.

جونية – كسروان

وكان "التيار الوطني الحر" بحاجة إلى أصوات "القوات اللبنانية" في جونية رغم قلتها، لكن القوات فضلت عدم الاكتراث بالتفاهم الذي يجمعهما ودعم اللائحة الأخرى، ورغم ذلك استطاع التيار الفوز في جونية مظهرا أنه الأقوى على الإطلاق في عاصمة كسروان، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى التحالف مع "القوات" في الانتخابات النيابية والاضطرار لإعطائها أي مقعد نيابي في كسروان.

سن الفيل – المتن

وخسرت اللائحة المدعومة من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في سن الفيل مقابلة لائحة رئيس البلدية الحالي نبيل كحالة بفارق الأصوات ذاته الذي خسرت فيه لائحة عون عام 2010 عندما كانت القوات اللبنانية إلى جانب كحالة في الانتخابات البلدية، الأمر الذي يعني أن التحالف مع القوات لم يقدم أي إضافة للتيار، الذي مُثِل بأكثر من نصف أعضاء لائحة كحالة.

جل الديب – إنطلياس – المتن

كما خسِرت لائحة التحالف "العوني" – "القواتي" في مواجهة لائحة المر في إنطلياس وجل الديب، وتالياً لم تستطع "القوات" منح أي إضافة للائحة عون للفوز أو المنافسة الفعلية في هذه المناطق.

جبيل

ولم تقف "القوات اللبنانية" إلى جانب "التيار الوطني الحر" في جبيل، وفضلت التحالف مع المرشح القوي زياد حوّط، من دون الأخذ بعين الإعتبار دعم التيار في إحدى أهم معاقله، وتالياً لم يستفد التيار من تحالفه مع القوات في هذه المدينة.

دير القمر – الشوف

في المقابل شكل "التيار" إضافة كبيرة للقوات في بلدة دير القمر، ومكنها من الفوز على لائحة شمعون في بلدته في معركة كانت على المنخار، ولم تكن القوات تستطيع الفوز بها لولا أصوات "الحر".