كما فعل «القرامطة»!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لكن المفاجآت، ربما غير المتوقعة، أن الردَّ على هذه "المكرمة" السعودية الآنفة الذكر كان بلجوء من يجلسون على المقاعد المرتفعة في طهران إلى التهديد والوعيد، مما جعل دولة تتحمل مسؤولية نحو مليون مسلم وأكثر في هذا الموسم من كل عام تتعامل مع هذه التهديدات بكل جدية وجعلها، أعانها الله، تأخذ في اعتبارها تلك الحكمة القائلة: "درء المفاسد أولى من جلب المنافع"، وتلوح بأنها قد تضطر، حماية لأرواح المسلمين وصيانة لدمائهم وتسهيلاً لأدائهم هذه الفريضة العظيمة، إلى منع الإيرانيين من الحج هذا العام، والمسؤولية هنا تقع على الذين أبدوا نوايا سيئة، لأن تجارب الماضي تدفع من يتحمل مسؤولية كل من يأتي إلى بيت الله الحرام إلى أن يتعامل مع هذه النوايا وهذه التلميحات والتهديدات بكل جدية.كان يجب تحييد الحج عن الصراعات السياسية، والمفترض أن المسلمين عندما يقفون بين يدي الله في يوم الحج الأكبر يكونون كلهم إخواناً وبلا أيّ ضغائن أو ثارات، وأن يتركوا المشاحنات هناك في العواصم التي حولتها بعض الأنظمة الطارئة إلى أوكار للتآمر وغُرف عمليات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة المجاورة وإلى حبك المؤامرات وإذكاء نيران الفتن بين المسلمين.وحقيقة أنَّ ما تفعله إيران الآن وبخاصة بالنسبة لنوايا تعكير صفو "الحج" في هذا العام وعلى غرار ما حدث في العام الماضي وفي أعوام أخرى سابقة لم يفعله إلاَّ "القرامطة"، الذين اعتدوا على الكعبة المشرفة، ومنعوا المسلمين من الوصول إلى بيت الله الحرام، وذلك في حين أن المفترض أنَّ "الأشقاء الإيرانيين" يستغلون هذه المناسبة للتصافي ووضع حدّ للخلافات التي افتعلوها مع "إخوانهم" العرب لدوافع سياسية مغلّفة بعوامل مذهبية من المفترض أنها تُستبعدُ نهائياً في هذه الظروف الخطيرة.