السيسي يفتتح «الداخلية» الجديدة... والقوات المسلحة تجدد دعمه

نشر في 28-04-2016 | 00:02
آخر تحديث 28-04-2016 | 00:02
No Image Caption
• القاهرة تطالب لندن بتكثيف تحرياتها في مقتل مصري
• إحالة قاتل «بائع الشاي» إلى الجنايات
بينما تقود نقابة الصحافيين المصرية موجة تصعيد ضد انتهاكات الشرطة المصرية ضد المتظاهرين السلميين، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مقر وزارة الداخلية الجديد شرق القاهرة، في حين احتشدت أجهزة الدولة المصرية لكشف غموض مقتل مصري في العاصمة البريطانية لندن.

وسط انتقادات حقوقية وسياسية واسعة لأداء الشرطة المصرية عقب موجة من الاعتقالات طالت نشطاء، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح المبنى الجديد لوزارة الداخلية، بحي "التجمع الخامس" شرقي القاهرة، أمس، والذي يعد الأضخم من حيث المساحة والتجهيزات بتكلفة إجمالية تتجاوز 250 مليون جنيه، في إشارة إلى تعزيز القاهرة خياراتها الأمنية بالابتعاد عن المقر القديم لـ "الداخلية" الموجود بوسط العاصمة، التي تشهد تظاهرات قوى المعارضة عادة.

وانتقد الرئيس المصري الذي تجول في المبنى الضخم برفقة وزير داخليته اللواء مجدي عبدالغفار، فكرة الاستعانة بألف مجند لتأمين المبنى، ووجه بإعادة النظر في عدد المجندين المكلفين بمهمة التأمين، نظرا للتكلفة المالية الضخمة، وقال: "عايزين نستفيد من أكاديمية الشرطة كمكان وتأمين، وأن نحسب كل حاجة، لما أرصد تهديدات أتحرك، ولا أوقف عنصر بشري 24 ساعة للتأمين، ده كلام قديم ويكلفنا 12 مليون جنيه في السنة".

ويتكون المبنى من 5 طوابق، ويقع كل طابق على مساحة 8600 متر، وتمت إحاطة المبنى الذي نفذته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة و4 شركات أخرى، بسور خراساني بارتفاع 7 أمتار، ومزود بأحدث أجهزة الاتصالات والتأمين.

واستقبل المبنى الذي جاء على هيئة "شعار الشرطة"، جميع إدارات الوزارة، بعد نقلها من مقرها القديم بوسط القاهرة، في إطار السياسة العامة للدولة، بنقل جميع المقار الحكومية بعيدا عن الكتلة السكانية الكثيفة بالعاصمة، ولتحقيق السيولة المرورية، ولاسيما مع التهديدات المتكررة من تجدد المظاهرات التي تحيط بمقر وزارة الداخلية بميدان لاظوغلي الشهير غير بعيد عن ميدان التحرير.

وحول مصير المبنى القديم ل "الداخلية"، أكد مصدر أمني لـ "الجريدة" أنه سيتم حسم مصير المبنى بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومحافظة القاهرة، سواء بنقل تبعية المبنى للمحافظة أو تحديد كيفية استخدامه مستقبلا، وأشار المصدر إلى أن هناك بعض الإدارات الشرطية لاتزال موجودة في المقر القديم وجار نقلها، مرجحا أن يتم تخفيف الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها "الداخلية" في محيط مقرها القديم لتأمينه.

القوات المسلحة

إلى ذلك، جددت القوات المسلحة المصرية دعمها للسيسي أمس، بعد أيام من خروج قوى مدنية في تظاهرات ضد قرار القاهرة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للرياض، ما ولّد موجة غضب شعبي هي الأوسع ضد السيسي منذ توليه حكم البلاد في يونيو 2014.

وأكد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، أمس خلال تفقده لإجراءات التفتيش ورفع الكفاءة القتالية لأحد تشكيلات المشاة، أن القوات المسلحة تقف خلف القيادة السياسة في جميع قراراتها التي تستهدف الحفاظ على أمن مصر واستقرارها. وشدد صبحي على أن القوات المسلحة تجدد العهد والقسم للشعب بالحفاظ على ثوابت الأمة، وتماسك المجتمع، تزامناً مع الجهود المضنية لدعم مقومات التنمية الشاملة للدولة للنهوض بالوطن في جميع المجالات، وتوفير الحياة الكريمة لأبناء مصر، وأن القوات المسلحة ستعمل على توفير السلع الأساسية للمواطنين، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس بتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.

وكانت شائعات روجها نشطاء تحدثت عن حالة من عدم الرضا في الجيش بعد قرار الحكومة المصرية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.

تصعيد صحافي

وعقب موجة من الاعتقالات العشوائية لعدد من النشطاء والصحافيين والمواطنين، دعت نقابة الصحافيين المصريين في بيان لها أمس، جميع "الذين تعرضوا لاعتداءات، أو تم القبض عليهم أو احتجازهم، أو منعهم من الوصول للنقابة لأي سبب، بتقديم شهادتهم إلى النقابة حول وقائع الانتهاكات التي تعرضوا لها لضمها لبلاغ النقابة الذي ستتقدم به للنائب العام".

وفاة مصري    

وبينما لم تتوصل السلطات المصرية بعد إلى الجهة التي قتلت وعذبت الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، بعدما عثرت على جثته غرب القاهرة في فبراير الماضي، احتشدت أجهزة الدولة المصرية لمطالبة السلطات البريطانية بكشف ملابسات مقتل الشاب المصري شريف عادل حبيب (22 عاماً)، إذ أعربت الرئاسة المصرية في بيان لها أمس الأول، عن بالغ الحزن وعميق الأسى لحادث مقتله، بعد أن عثر على جثته محروقة في منطقة ساوث هاوث بالعاصمة البريطانية لندن.

وقالت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، إنها تتابع مع السفير المصري بلندن، واقعة العثور على جثة حبيب، وأشارت إلى أن الرؤية لم تتضح بشكل كامل، وأنه بمجرد الوقوف على ملابسات الواقعة سيتم التحرك فورا لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة، حفاظا على حق المواطن المصري وعلى حقوق أسرته، مشددة على أن كرامة العامل المصري في الخارج هي شغلها الشاغل.

ودخل البرلمان المصري على خط المطالبات بكشف ملابسات مقتل الشاب المصري، فأكد وكيل مجلس النواب، سليمان وهدان، لـ "الجريدة"، أن هيئة مكتب البرلمان تعتزم تشكيل وفد برلماني لزيارة بريطانيا في القريب العاجل، لمتابعة التحقيقات التي تجرى هناك، كاشفا أن البرلمان يتواصل مع وزارة الخارجية المصرية بشكل مستمر، لمتابعة مستجدات الموقف.

في المقابل، أصدرت السفارة البريطانية بالقاهرة بيانا، أمس، قالت فيه إن السفارة تتابع واقعة وفاة الشاب المصري حرقا في بريطانيا، كما تعرب عن خالص تعازيها لعائلة الضحية، وأكدت أن شرطة المتروبوليتان تسعى حاليا وبسرعة لتحديد ملابسات الوفاة، وستكون حكومة المملكة المتحدة على اتصال وثيق بـ"الخارجية" المصرية والقنصلية المصرية في لندن لاستقبال والرد على أي طلبات من الجهات المصرية وأسرة حبيب.

مقتل مجندين

وبينما أحالت النيابة العامة أمين الشرطة قاتل بائع الشاي بالرحاب الأسبوع الماضي لمحكمة الجنايات أمس، أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية مقتل 3 مجندين وإصابة 8 آخرين من رجال الشرطة، أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية أمنية بالعريش شمالي سيناء.

back to top