افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس عدداً من المشروعات التنموية في محافظة أسيوط، وتحدث عن مستقبل قضية السلام بين فلسطين وإسرائيل، معتبراً أن دفء العلاقات مع إسرائيل متوقف على حل القضية، في حين تعقد نقابة الصحافيين اليوم اجتماعاً عاماً لبحث تداعيات أزمة اقتحام قوات "الداخلية" مبنى النقابة.
وسط إجراءات أمنية مُشددة، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عدة مشروعات تنموية في قلب الصعيد، الذي عانى تهميشاً خلال العقود الماضية، حيث افتتح السيسي محطة توليد كهرباء "أسيوط الجديدة"، التي تعمل بتكنولوجيا الدورة المركبة، إلا أن السيسي فاجأ الحضور، بالحديث عن أن حل القضية الفلسطينية كفيل بإضفاء "الدفء" في العلاقات مع إسرائيل.وقبيل ساعات من قيام وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بزيارة رسمية إلى القاهرة، اليوم لإجراء محادثات مع الرئيس السيسي، تتناول كل ملفات علاقات التعاون المشترك، وتطورات أوضاع المنطقة، قال السيسي إن هناك فرصة حقيقية لإقامة سلام حقيقي وآمن ومستقر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إذا ما كان هناك تجاوب حقيقي مع الجهود العربية والدولية لإقامة السلام.السيسي، الذي شهدت العلاقات المصرية- الإسرائيلية في عهده الكثير من التحسن والتنسيق خاصة في الملفات الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب في سيناء، عرض استعداد مصر للعب دور بين الفلسطينيين والإسرائيليين في هذا الصدد، وقال: "التقيت منذ أيام الرئيس الفلسطيني عباس أبومازن، وكانت شواغله القضية الفلسطينية وإحياء عملية السلام".وأوضح السيسي أنه يلتقي الكثير من رؤساء الدول والوفود، ودائما ما أكد أن الخطوة التي تمت منذ ٤٤ عاماً هي التي مهدت للسلام المستقر بين مصر وإسرائيل، (يقصد اتفاقية كامب ديفيد). وتابع: "البعض قد يقول إن هذا السلام غير دافئ ولكنه سيكون أكثر دفئا إذا ما حققنا أمل الفلسطينيين في إقامة دولة، ولكي يعيش الشعبان في أمن واستقرار".وأكد أن حل المسألة الفلسطينية بإخلاص حقيقي وإرادة حقيقية سيكتب صفحة أخرى جديدة قد تزيد على ما تم إنجازه بين مصر وإسرائيل في معاهدة السلام التي مر عليها أكثر من ٤٠ عاما، وطالب الفلسطينيين بوحدة الصف وإعلاء المصالحة الوطنية، وقال: "مستعدون للعب دور حقيقي لتسوية القضية".خبير الشؤون الدولية سعيد اللاوندي، قال إن تصريحات السيسي بشأن القضية الفلسطينية تؤكد أنها القضية المركزية في المنطقة العربية، وربط اللاوندي بين تصريحات الرئيس والزيارة الأخيرة للرئيس عباس أبومازن، وقال: "عرضه الوساطة المصرية في حل القضية جاء لحلحلة الموقف المتجمد بين الطرفين".كهرباء أسيوطإلى ذلك، تعطي "محطة كهرباء أسيوط الجديدة" التي افتتحها الرئيس أمس، 33 في المئة من الطاقة دون استخدام وقود إضافي، وتعتمد على عادم الوحدات الغازية التي يتكون منها المشروع، كما افتتح الرئيس مشروعات بالفيديو كونفرانس أبرزها محطتان لتوليد كهرباء متنقلة بقدرة ١٥٠ وات.كلمة السيسي أشارت مُجدداً إلى من يسميهم بـ"أهل الشر"، إذ قال: "يحاولون تدمير ما ننجزه، ورسالتي إلى الشعب، أننا نسير بخطى ثابتة في تحقيق التنمية المنشودة"، وتابع: "الدولة بكامل مؤسساتها مصرة على استكمال المنظومة بشكل كامل، وأن ما تم إنجازه في ملف إنتاج الكهرباء حتى الآن، غير مسبوق، وجاء في وقت قياسي". وشدد على أن الدولة استطاعت تجاوز أعباء إنتاج الكهرباء خلال سنة واحدة وأصبح لدينا فائض في إنتاج الكهرباء.وأكد السيسي أن معايير الأمان في محطات الكهرباء الجديدة متوفرة، وأن المصانع المُعطلة والاستثمار وخطة التنمية في مصر كانت متوقفة على العبور من أزمة الكهرباء التي عانتها مصر، مشيراً إلى أن 50 مليار جنيه إيرادات ضائعة في استهلاك الكهرباء، وقال: "لازم مننساش إن هذه المشروعات الكهربية تمت بعرق وجهد وإرادة، وفي كثير من الدول تحتاج هذه الأزمة سنوات طويلة لحلها".في السياق، وبينما نفى مصدر مُطلع ما تم تداوله على بعض المواقع الإلكترونية، بخصوص إجراءات تأمين غير اعتيادية لزيارة السيسى لمحافظة أسيوط، قال شهود عيان إن منطقة غرب أسيوط تحولت إلى ثكنة عسكرية من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن الوطني.تطورات أزمة النقابة على صعيد آخر، تعقد نقابة الصحافيين اجتماعاً عاماً لأعضاء الجمعية العمومية، اليوم الأربعاء، لبحث ما وصلت إليه أزمة اقتحام قوات الأمن مقر نقابة الصحافيين، بعدما أرجأت النقابة اجتماعها أسبوعاً لإعطاء الفرصة لحل الأزمة. وقال مجلس النقابة في بيان صدر أمس إن الهدف من المؤتمر هو إعلام أعضاء النقابة بآخر تطورات أزمة الاقتحام، وما تلاها من جهود لوضع حلول تحافظ على وحدة الكيان النقابي وكرامة الصحافيين.نقيب الصحافيين، يحيى قلاش قال في تصريحات لـ"الجريدة" إن "الاجتماع سيقتصر على مناقشة آخر تطورات الأزمة القائمة مع وزارة الداخلية"، موضحاً أن الأزمة لم تشهد أي جديد خلال الأيام الماضية، ولا يوجد أية وساطات لإنهائها، حيث اقتصر مسار الحل على المناقشات الدائرة داخل البرلمان، فيما قال عضو المجلس ورئيس لجنة التشريعات في النقابة كارم محمود إن اليوم سيشهد مجرد مؤتمر لأعضاء النقابة، ولن تتكرّر فيه نفس فعاليات اجتماع الجمعية العمومية يوم 4 مايو الماضي، من اجتماع لرؤساء تحرير الصحف أو فعاليات أخرى.إلى ذلك، سادت حالة من الغضب الأوساط الصحافية بعد إعلان لجنة الثقافة والإعلام برئاسة أسامة هيكل تقريرها بشأن الأزمة، حيث دان التقرير النقابة بزعم إخفائها مطلوبين أمنياً، حيث أكد النائب البرلماني سمير غطاس أن التقرير يظهر انحيازا واضحا من قبل البرلمان لوزارة الداخلية ضد الصحافيين، مشيرا إلى أنه كان على البرلمان اتخاذ موقف محايد من الأزمة، وأكد أن التقرير يزيد الأزمة تعقيدا وأن وزارة الداخلية لو كانت طالبت النقابة بتسليم الصحافيين لفعلت النقابة وفق القانون.قضائياً، حددت محكمة استئناف القاهرة، جلسة 14 يونيو المقبل، لبدء محاكمة 67 متهما من عناصر جماعة "الإخوان" الإرهابية، في قضية اتهامهم باغتيال النائب العام السابق، المستشار هشام بركات، وتضم القضية 51 متهما محبوسا بصفة احتياطية، و16 هاربا. وأشارت النيابة العامة إلى أن المتهمين أعدوا لتنفيذ مخططهم العدة، بأن شكلوا مجموعات نوعية اختص بعضها بالإعداد الفكري لهذه الأنشطة، والبعض الآخر تلقى تدريبات قتالية في معسكرات حركة "حماس".
دوليات
السيسي: «دفء» العلاقة مع إسرائيل مقابل «سلام فلسطين»
18-05-2016