«داعش» يؤازر «ولاية سيناء» بإصدارات مرئيَّة
أصدرتها «ولايات» كركوك وحمص ونينوى في «الدولة الإسلامية»
يبدو أن سياسة التضييق وفرض الخناق، التي تفرضها قوات الأمن المصرية من الجيش والشرطة على تنظيم "أنصار بيت المقدس" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، وصل صداها إلى التنظيم الأم "الدولة الإسلامية"، الذي يتخذ من محافظة "الرقة" السورية مقراً له، حيث أطلق الجهاز الإعلامي المركزي للتنظيم حملة إعلامية ضخمة، تشمل عدداً من الإصدارات دعماً لدواعش سيناء، بينها "سيناء صبراً فإن النصر آت".وتسببت الحملات الأخيرة لقوات الجيش في نزيف حاد بصفوف التنظيم الإرهابي، إلى الدرجة التي تجنب فيها التنظيم المواجهة المباشرة مع القوات، واكتفى بزرع ناسفات في طريق سير القوات، فضلا عن استهداف ارتكازات أمنية وعسكرية بقذائف الهاون كل فترة.
الحملة الإعلامية، التي انطلقت مايو الجاري، حاولت مُؤازرة التنظيم الإرهابي في مصر، إذ طالبت "داعش سيناء" بالصبر والثبات، وأعلن تنظيم ما يُسمى، ولاية نينوي، إصدارا بعنوان "سيناء صبراً"، تضامنا مع نظيره الإرهابي، وطالب عناصر التنظيم بالثبات، كما أصدر ما يُسمى ولاية "كركوك"، إصداراً بعنوان "وعاد أحفاد الصحابة"، وأصدر ما يُسمى "ولاية حمص" إصدار "رسائل الثبات إلى أرض المناجاة". الباحث في ملف الحركات الأصولية، ماهر فرغلي، قال إن جهاز الإعلام المركزي لتنظيم "داعش" في سورية أصدر خلال الفترة الأخيرة 14 إصداراً مرئياً لدعم ما يُسمى "ولاية سيناء". وقال فرغلي لـ"الجريدة" إن التنظيم يستهدف من تلك الإصدارات أشياء عديدة، بينها مؤازرة "داعش سيناء" الذي يواجه حملة تضييق تسببت في تصدعات كبيرة بصفوفه، فضلا عن فتح جبهات جديدة لصرف الأنظار عن التنظيم الأم في سورية.وقال باحث الحركات الأصولية إن "داعش" يمتلك جهازاً إعلامياً ضخماً، مقسماً إلى ثلاث جهات، أولها ما يصدر عنه رسمياً وغالباً ما يكون من مؤسسات "الاعتصام" و"الحياة"، ومنابر إعلامية داعمة للتنظيم ولكنها ليست رسمية مثل مدونة "المنبر الإعلامي الجهادي"، ومنابر إعلامية رسمية خاصة بنقل أخبار ما يسمى بولايات التنظيم، مشيراً إلى أن جميع تلك المنابر الإعلامية تتبع سياسة واحدة تعتمد أنماطاً حددها التنظيم لبث الرعب في نفوس المعارضين.أستاذ الإعلام والرأي العام في جامعة سوهاج، صابر حارص، قال إن "ما صدر أخيراً عن الجهاز الإعلامي لداعش جزء من سياسات دعم التنظيمات الموالية له خاصة التي تواجه تراجعاً ميدانياً".وأكد لـ"الجريدة" أن الجماعات الإرهابية باتت تعتمد على سياسة إعلامية جديدة يُطلق عليها، "إعلام الجماعات الإرهابية"، يتم فيها استخدام قدرات عالية، وغالباً ما تكون قادرة على الوصول إلى أهدافها، مطالباً الدول العربية بتبني سياسات إعلامية واضحة، تكون مناهضة للسياسات الإعلامية للجماعات الإرهابية.