استهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» منطقة بلد ذات الأغلبية الشيعية، التي تبعد عن بغداد نحو 80 كيلومتراً وقتل 12 مدنياً، وأصاب 26 آخرين ليل الخميس - الجمعة، في هجوم مباغت اعتمد أسلوباً جديداً، وسلط الضوء على الثغرات الأمنية، التي سمحت لثلاثة انتحاريين بتنفيذ هجمات ضربت العاصمة الأربعاء الماضي، وأودت بحياة 100 شخص.

Ad

وأفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، وسط العراق، أمس، بالهجوم وقع عندما ترجل مسلحو التنظيم المتطرف من سيارة كانوا يستقلونها وقاموا بإطلاق النار على رواد مقهى وجميعهم من الشباب في وسط قضاء بلد، قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة.

وأضاف المصدر، أن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً حوصر من قبل رجال الشرطة والحشد الشعبي، الذين كانوا يبحثون، صباح أمس، عن المهاجمين الذين أطلقوا النار على المقهى، وعند دخول الشرطة والحشد منزلاً قريباً من المقهى، فجر الانتحاري حزامه الناسف، مما أسفر عن مقتل 4 من الشرطة والحشد وإصابة 6 آخرين».

وذكر المصدر أن الشرطة قامت على الفور بإغلاق منافذ القضاء وفرضت حظراً للتجول فيه، وتبعد «بلد» 100 كيلومتر إلى الجنوب من تكريت مركز المحافظة وكاد «داعش» أن يسيطر عليها عام 2014، ومازالت خطوطه الأمامية لا تبعد عنها إلا 40 كيلومتراً.

في السياق، أعدم «داعش» ثلاثة أشخاص من أهالي تكريت بينهم شقيقان بتهمة «الانتماء للحشد الشعبي».

فتنة وصمم

إلى ذلك، عزّى الشيخ أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية في كربلاء السيد علي السيستاني، أمس، عائلات ضحايا تفجيرات بغداد الأخيرة. واتهم السياسيين بـ»صمّ آذانهم عن سماع أصوات الناصحين»، وتساءل بالقول: «متى يعود السياسيون إلى رشدهم ويجمعوا كلمتهم على وقف الانحدار والتخبط في إدارة البلد».

في موازاة ذلك، اتهم إمام وخطيب مسجد الكوفة بالنجف علي الطالقاني، أمس، سياسيين بمحاولة «تضخيم» شعارات المتظاهرين تجاه إيران لـ»خلق جبهة صراع بينها وبينهم»، من أجل لفت الأنظار عن غاية التظاهرات، التي تهدف لإسقاط المحاصصة الطائفية والعرقية ومحاربة الفساد، وعدها «محاولات فاشلة لا تعدو كونها تصيداً بالماء العكر»، وفيما أكد رفض تدخل إيران أو أي دولة في الشأن العراقي، حذّر بأن «الشعب قادر على أن ينتزع لسان من يتطاول عليه».

وقال الطالقانين خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة بالنجف، إن «بعض المسؤولين، الذين لا دين لهم ولا حياء ولا مروءة، اختزلوا انعدام الدين والأدب من خلال توعد المتظاهرين بعبارات القتل والعنف وتحريض الأجهزة الأمنية عليهم بدلاً من الاعتراف بفشلهم في توفير الخدمات للمواطنين والاعتذار منهم». وأضاف: «موقفنا من الجمهورية الإسلامية معروف وواضح، بأنها جارة محترمة، وشعبها شقيقنا بالدين والإنسانية، ولا توجد لدينا نوايا عدوانية ضدهم على الإطلاق»، مشيراً إلى أن «التيار الصدري لن يحيد عن مبادئه الرافضة لتدخل أي دولة في شؤون العراق سواء أكانت إيران أم غيرها».

وشكر المتظاهرين، الذين لبّوا دعوة زعيم التيار مقتدى الصدر، كونهم «لن يقوموا بعملية انقلاب على مؤسسات الحكومة»، ودعاهم إلى عدم الانجرار خلف المهاترات والسباب، مطالباً إياهم بـ»نشر جرائم السياسيين وسرقاتهم وأكاذيبهم للعالم وفضحهم في وسائل الإعلام لبيان حقيقة التظاهرات السلمية وأهدافها الوطنية».