إعادة فتح المدارس في حلب مع تمديد الهدنة لثلاثة أيام

نشر في 07-05-2016 | 13:30
آخر تحديث 07-05-2016 | 13:30
No Image Caption
مدد العمل بالهدنة لثلاثة أيام في مدينة حلب المقسمة شمال سورية حيث عاد قسم من الأهالي إلى منازلهم السبت وفتحت المدارس في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد أسبوعين من القصف الدامي العنيف.

برعاية موسكو وواشنطن، مددت الهدنة التي انتهت منتصف الليلة الماضية حتى منتصف ليل الأثنين الثلاثاء (الاثنين 21,01 ت غ) وفق ما أعلنت موسكو حليفة النظام السوري برئاسة بشار الأسد.

ومع توقف المعارك التي أوقعت قرابة 300 قتيل من 22 أبريل إلى 5 مايو، بدأت بعض العائلات تعود إلى منازلها في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

يقول أبو محمد (45 عاما) الذي عاد مع زوجته وأولاده الستة إلى حي الكلاسة بعد أن نزحوا إلى ريف ادلب «نزحنا الأسبوع الماضي بسبب اشتداد الغارات الجوية وحصول مجازر في الحي، واليوم قررت العودة بعد أن أكد لي أقاربي أن الغارات الجوية توقفت، أتمنى أن يستمر الهدوء وأن لا اضطر مرة أخرى للنزوح».

وفي مدرسة حي الشعار، قال الاستاذ براء «تقريباً جميع الطلاب عادوا اليوم للمدرسة ولم يتغيب سوى البعض ممن نزحوا ربما لخارج المدينة، أشعر بالنشاط والتشوق لتدريس الطلاب من جديد».

أهمية

بدأ سريان الهدنة في حلب الخميس بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي تم الالتزام به في كل البلاد بين القوات السرية وقوات المعارضة في 27 فبراير.

وتكتسي حلب أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للنظام السوري لاعتبارها تشكل معركة حاسمة في صراعه مع الفصائل المسلحة، وفق المحللين.

أما بالنسبة للفصائل المعارضة فإن سقوط حلب سيوجه ضربة شبه قاضية لها بعد تراجع نفوذها مع تصاعد قوة جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش اللذين يسيطران على مساحات واسعة من سورية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إنه «بهدف الحؤول دون تدهور الوضع، وبمبادرة من الجانب الروسي، تم تمديد نظام التهدئة في محافظة اللاذقية وفي مدينة حلب اعتباراً من الساعة 00,01 من يوم 7 ايار/مايو لمدة 72 ساعة».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن ملتزمة الحفاظ على هذه الهدنة لأطول وقت ممكن والهدف هو «التوصل إلى الالتزام بوقف الأعمال القتالية في سائر أنحاء سورية».

ولكن المعارك مستمرة في مناطق أخرى في محافظة حلب وفي محافظات دير الزور في الشرق ودمشق وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، وبين القوات السورية والجهاديين وحتى بين الفصائل المعارضة والجهاديين ومعظمهم من الأجانب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش قام بتعليق جثث عشرة جنود سوريين قتلوا خلال المعارك العنيفة على سور حديقة في دير الزور.

ويتلقى النظام السوري مساندة روسيا وحزب الله اللبناني وايران في حين يقوم التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي تدعم فصائل المعارضة بضرب أهداف لتنظيم داعش المسؤول عن ارتكاب فظاعات في سورية والعراق واعتداءات دامية في الغرب.

ولا يزال الجدال قائماً بشأن القصف الذي أدى إلى قتل 28 شخصاً بينهم نساء وأطفال وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان في مخيم الكمونة للاجئين في ادلب شمال غرب سورية.

وفي حين أكد المرصد أن المخيم أصيب بغارات من طائرات لم يحدد هويتها، قال المعارضون إنها طائرات تابعة للنظام السوري، لكن قيادة الجيش السوري نفت الجمعة «استهداف سلاح الجو السوري مخيماً للنازحين في ريف ادلب»، محملة مسؤولية القصف «لبعض المجموعات الإرهابية التي بدأت في الآونة الأخيرة، بتوجيه من جهات خارجية معروفة، بضرب أهداف مدنية بشكل متعمد لايقاع أكبر عدد من الخسائر فى صفوف المدنيين واتهام الجيش العربي السوري».

النصرة

في الوقت نفسه، أكدت روسيا التي تشن طائراتها أيضاً غارات في سورية، عدم تحليق أي طائرة فوق المخيم الذي تعرض للقصف.

ولم يستبعد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ايغور كوناشينكوف الجمعة أن يكون المخيم «تعرض لهجوم، متعمد أو عرضي، بالمدفعية المستخدمة بشكل واسع في هذه المنطقة من قبل إرهابيي جبهة النصرة».

واتخذت واشنطن موقفاً حذراً بقولها أنها غير قادرة على تحديد ما جرى بدقة، في حين اتهمت باريس ولندن النظام السوري.

وتسيطر جبهة النصرة والفصائل الإسلامية المتحالفة معها على كامل محافظة ادلب منذ الصيف الماضي، وجبهة النصرة مستبعدة مثل تنظيم داعش من اتفاقات وقف اطلاق النار.

ويسعى الغرب منذ أشهر لدفع روسيا والنظام السوري إلى تركيز المعارك ضد الجهاديين والتوصل إلى حل للحرب الدائرة منذ 2011 بعد أن أوقعت أكثر من 270 ألف قتيل وأدت إلى نزوح الملايين وتسببت بكارثة انسانية على نطاق واسع.

وفي بادرة أقل تشاؤماً، قدمت مساء الجمعة فرقة اوركسترا الشرطة والجيش السوريين حفلة موسيقية على مسرح مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص، بعد الحفلة التي قدمتها الخميس فرقة روسية بقيادة فاليري غرغييف بعنوان «صلاة من أجل تدمر: الموسيقى تحيي الجدران العتيقة»، وكانت النشاط الثقافي الأول الذي تشهده المدينة الأثرية بعد أسابيع من طرد تنظيم داعش منها.

back to top