بعد أربعة أيام من التوتر على الحدود والتصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وتبادل النيران، أصبح سكان القطاع أمس على فاجعة أطفال عائلة أبو هندي الثلاثة الذين تفحموا ليلة أمس الأول بعدما أضاءوا شمعة لتنير منزلهم المظلم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

Ad

صور الأطفال الثلاثة التي صدمت المجتمع الغزي، وأعادت تفجير ملف الكهرباء المتأزم في القطاع منذ عشر سنوات تقريبا، فتحت الباب مجددا أمام الفصائل الفلسطينية لوصلة جديدة من وصلات التراشق والردح الإعلامي عن الأطراف التي تتحمل مسؤولية الحادثة.

وبينما حمل الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة رامي الحمدالله المسؤولية «في ظل حالة التمييز والتهميش التي يمارسانها ضد أهل غزة وإصرارهما على فرض ضريبة البلو»، حمل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن المسؤولية لحركة حماس التي تمارس العمل ومهام الحكومة على أرض الواقع.

وبحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فمنذ عام 2010 حتى عام 2015، لقي نحو 26 شخصا بينهم 21 طفلا مصرعهم، جراء استخدام بدائل الكهرباء، كالشمع والغاز، يضاف اليهم 3 أطفال من عائلة الهندي ليرتفع عددهم إلى 29 شخصا بينهم 24 طفلا.

24 طفلا راحوا ضحية الحرق والاختناق في قطاع غزة الذي يعاني الفقر والبطالة، ويبلغ عدد سكانه قرابة مليوني نسمة، يعيشون في ظروف إنسانية واقتصادية صعبة، في حين تتسارع القوى والفصائل والجهات المسؤولية لتبادل الاتهامات.

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ان «الاحتلال يحرق الأرض، والمتواطئون على حصار غزة يحرقون أولادنا».

وبين هنية، في كلمة مقتضبة خلال تشييع جثامين الأطفال الثلاثة الذين ارتقوا ليلة امس الأول، ان «جريمة حرق هؤلاء الأطفال بسبب الحصار، لا تقل عن جرائم العدو الذي كان يقصف فجرا في قطاع غزة».

«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أكدت أن حرق الأطفال هو نتاج لأزمة الكهرباء التي تخضع في قسم كبير منها للتجاذب والانقسام وفي ظل تبادل الاتهامات من قبل «فتح» و«حماس» عن هذه الأزمة. وأوضحت «الشعبية» أن وفاة الأطفال الثلاثة حرقا ليست الحادثة الأولى التي شهدها قطاع غزة والتي لم تشكل دافعا قبل ذلك للأطراف المعنية لتحل هذه الأزمة بما يجنب الشعب الفلسطيني مزيدا من الضغوط ومزيدا من الضحايا التي يدفعها، وسببها الأساسي الحصار الذي تضاعف في ظل الانقسام وفي ظل استخدام القضايا الحياتية كجزء من الصراع بين أطراف الانقسام.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لـ«الجبهة الديمقراطية» طلال أبو ظريفة، إن ما حدث يعتبر جريمة تضاف إلى مجموعة الجرائم والضحايا الذين يسقطون نتيجة الانقسام الفلسطيني. واستهجن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، يوسف الحساينة، التراشق الإعلامي وتحميل المسؤولية المتبادل بين حركتي فتح وحماس في حاثة مقتل ثلاثة أطفال من الشاطئ حرقا، معتبرا ذلك تهربا من المسؤولية.

وأكد الحساينة أن مسؤولية مقتل الأطفال الثلاثة تقع على عاتق كل قيادي وسياسي عامل في قطاع غزة.

ومازالت أزمة الكهرباء في قطاع غزة، تلقى بظلالها السلبية على حياة سكان القطاع الذين تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق بفعل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة في اليوم مقابل 6 ساعات وصل.