الأسد يتلقى صفعة في حلب ويُحضّر لمذبحة في حماة
• مجزرة إدلب تثير اشمئزاز العالم
•موسكو لدعم التهدئة ولندن تندد بمواقفها
• كيري يتحرك وحجاب متشائم
•موسكو لدعم التهدئة ولندن تندد بمواقفها
• كيري يتحرك وحجاب متشائم
في اليوم الثاني من التهدئة الهشة المعلنة في حلب، تلقى نظام الرئيس السوري صفعة قوية بخسارته بلدة خان طومان الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي لمصلحة تحالف «جيش الفتح»، وذلك بعد ساعات من ارتكاب النظام مجزرة جديدة في مخيم للنازحين بإدلب سارعت الأمم المتحدة إلى المطالبة بإجراء تحقيق فوري فيها.
بعد ساعات من دخول التهدئة الهشة المعلنة في حلب بضغط من الأميركيين والروس، حيز التنفيذ، والتي ويفترض أن تنتهي فجر اليوم، سيطر تحالف «جيش الفتح» بقيادة «جبهة النصرة» وفصائل المعارضة على بلدة خان طومان الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، بعد معارك دامية مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد أسفرت عن مقتل أكثر من 70 عنصراً من الطرفين، وأسر العديد من الميليشيات الموالية للنظام، بينهم عناصر من «حزب الله» اللبناني ومرتزقة أفغان.وفي إطار معركة أطلق عليها «كسر العظم»، استباقاً لتحضيرات النظام لعملية كبرى لطرد المعارضة من الأحياء الشرقية لحلب، واصل «جيش الفتح» تقدمه في الريف الجنوبي وأعلن تحرير كامل خان طومان الواقعة على الطريق السريع بين دمشق وحلب ومعراته وتلة الدبابات وحميرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن هذه المنطقة استعادها النظام بقوات قوامها عناصر من «حزب الله» وإيران وأفغانستان في نوفمبر الماضي.وأكد المرصد مقتل 43 من مسلحي المعارضة في المعارك و30 من القوات الحكومية، فيما أعلن تنظيم «جند الأقصى» عبر صفحته الرسمية في موقع «تويتر» أنه تمكن من أسر عدد من عناصر «حزب الله» وإيران وأفغانستان.مذبحة حماةوفي حماة، اقتحمت قوات الأسد السجن المركزي بعد أن هددت عبر مكبرات الصوت باستخدام «الغاز السام» ضد المعتقلين، الذين ينفذون استعصاءً مستمراً لليوم الخامس على التوالي وباقتحام المبنى في حال لم يتم إنهاء تمردهم، بحسب كالة «حماة الإخبارية».وحذر ائتلاف المعارضة، في بيان أمس، من «مجزرة يحضر نظام الأسد لارتكابها في سجن حماة المركزي»، مشيرا إلى أن المعتقلين يواجهون خطر الإبادة الجماعية بعد وصولهم إلى مرحلة الانفجار تحت ضغط لايحتمل، في ظل القمع المفرط والظروف المأساوية والغياب الكامل لأي منظمات مختصة بشؤون المعتقلين وظروف اعتقالهم ومحاكمتهم».تحرك فوريودعا الائتلاف المنظمات الدولية المتواجدة في سورية، ومنها الهلال الأحمر والصليب الأحمر، إلى التحرك الفوري، والتوجه إلى السجن والوقوف على الوقائع، مطالباً الأمم المتحدة بالضغط الفوري على النظام بخصوص هذا الملف الجزئي، وكذلك بخصوص كامل الوضع في سورية، وضمان وقف القصف وتهيئة الظروف لعملية الانتقال السياسي.في هذه الأثناء، أصدرت فصائل وكتائب «حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش التحرير وجيش العزة وجيش النصر» بياناً مشتركاً أكدت من خلاله دعمها لعملية الاستعصاء، مهددة بقصف معاقل الأسد في ريف حماة في حال لم يستجب لطلبات المعتقلين.مجزرة إدلبوفي إدلب، ارتكبت طائرات الأسد مجزرة جديدة أودت بحياة أكثر من 50 مدنياً في مخيم للنازحين تعرض لثلاث غارات جوية متتالية.وفي حين أوضح مدير المرصد السوري أن الغارات استهدفت مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي الخاضعة بغالبيتها لسيطرة «النصرة» وحلفائها، نفت قيادة الجيش النظامي أمس استهداف سلاح الجو للمخيم واتهمت مجموعات «إرهابية» بتعمد ضرب «أهداف مدنية».ووصفت فرنسا الهجوم، الذي لم يتعرف بعد على الجهة المسؤولة عنه سواء طيران النظام والطيران الروسي وطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بأنه «عمل مثير للاشمئزاز وغير مقبول يمكن أن يصل إلى جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية». وطالب منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين بإجراء تحقيق فوري في الغارات الجوية، معرباً عن شعوره بـ»الرعب والاشمئزاز»، مؤكداً أن هذا الهجوم المروع استهدف بشكل متعمد منشأة مدنية، ويشكل جريمة حرب». وسارع الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية إيغور كوناشينكوف أمس وأكد عدم تحليق اي طائرة فوق منطقة المخيم.تهدئة حلبمن جهة ثانية، بدت التهدئة التي أعلنتها واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها، متماسكة في مدينة حلب حيث عادت الحركة الى الشوارع بعد نحو أسبوعين على تصعيد عسكري عنيف بضوء أخضر من روسيا، التي رعى رئيسها فلاديمير بوتين حفلاً سمفونياً في المسرح الأثري بمدينة تدمر بقيادة قائد الأوركسترا الشهير فاليري غيرغياف حضره نحو 400 متفرج بينهم رجال دين وصحافيون وجنود روس وسكان بمن فيهم أطفال. هجوم واسعلكن رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، طالب أمس الأول المجتمع الدولي بالضغط على النظام كي يوقف «انتهاكاته المتكررة» للهدنة ولا يندفع إلى شن «هجوم عسكري واسع النطاق» على حلب.وقال حجاب، في تصريح لوكالة فرانس برس، إنه «اذا لم تكن هناك عواقب على الانتهاكات المتكررة من قبل النظام وروسيا، فما من شيء يمنعهما من شن هجوم عسكري واسع النطاق على حلب اذا ما شعرا بأنهما يتعرضان للضغط للتوصل لتسوية بشأن عملية انتقال سياسي».وأضاف «يتعين على المجتمع الدولي فرض اجراءات مشددة وممارسة ضغوط متزايدة على اولئك الذين ينتهكون الهدنة وحينها فقط تكون هناك فرصة لأن تحترم هذه الهدنة وتصمد».جولة كيرييزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسبوع المقبل باريس ثم لندن، لإجراء مباحثات تتناول بصورة أساسية سبل التوصل الى تسوية دبلوماسية للنزاع الدائر في سورية، وفق ما أعلنت وزارته أمس الأول، التي أدانت أيضاً تصريحات الأسد التي وعد فيها بوتين فيها بتحقيق انتصار نهائي ودحر العدوان وسحق المعارضة في حلب.دعم وانتقادوفي موسكو، دعا الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى دعم الهدنة في حلب مع الاستمرار في محاربة الارهاب، مناشداً كل الاطراف في سورية باتباع نهج مسؤول وحذر تجاه عملية التسوية في سورية، بحسب وكالة «انترفاكس».ووجهت بريطانيا أمس الأول انتقادا شديد اللهجة إلى روسيا لمنعها صدور بيان عن مجلس الأمن يدين هجوم النظام على حلب في مشروع عرض الأربعاء خلال جلسة طارئة خصصت لبحث الوضع في المدينة، ورفضه السفير الروسي فيتالي تشوركين ورأى فيه «ضرباً من ضروب الدعاية».انخفاض تاريخي لليرة السوريةافتتحت أسواق العملات في دمشق أمس على انهيار جديد لليرة السورية أمام سعر صرف الدولار، في إطار مواصلتها للنزيف الذي شهدته في الأيام القليلة الماضية، في حين استقر الذهب على سعره أمس.وسجل سعر الدولار الواحد في مدينة دمشق، 595 شراء 600 مبيع، والليرة التركية 205 شراء و202 مبيع، واليورو 685 شراء و677 مبيع.وفي مدينة حلب سجل سعر الدولار الواحد شراء 590 ليرة سورية مبيع 595، والليرة التركية 201 شراء، و203 مبيع، وسجل اليورو سعر 671 شراء و678 مبيع، في حين استقر سعر الذهب أمس حيث سجل غرام 18 سعر 17800، وغرام 21 سعر 20700 ليرة سورية.تصفية قياديين في «داعش»أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء أمس الأول، أن التحالف الدولي قتل في الفترة الأخيرة قياديين بارزين في تنظيم "داعش"، في غارة جوية قرب مدينة حلب في 22 أبريل الماضي.وأوضح المتحدث باسم الوزارة بيتر كوك أن أبوسعد السوداني أو المكنى بأبوعيسى الأميركي، وهو مواطن سوداني وزوجته الأسترالية شادي جبار قتلا في الغارة، مبيناً أن دورهما تمثل في التخطيط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، وأنه وزوجته كانا ينشطان في تجنيد المقاتلين الأجانب، في مسعى لشن هجمات ضد المصالح الغربية.