مدينة الكويت... تنبؤات خبير فلسطيني

نشر في 08-05-2016
آخر تحديث 08-05-2016 | 00:00
 مظفّر عبدالله كتاب «المعمار الإنساني أولا.. مدينة الكويت» ١٩٦٧، لمخطط المدن د. م سابا شبر، يستحق القراءة لسببن: الأول، أنه شاهد على ما آلت إليه مسائل العمران اليوم، وثانياً، وكما ذكر المؤلف بأن «الموقع الخطأ لمبنى هو العدو السري للوظائف المناسبة لأي مدينة».

 أول العمود:

 بدأ الموسم الانتخابي بطرح موضوع الاختلاط في الجامعة!

***

حسناً فعل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإصداره كتاب "المعمار الإنساني أولا... مدينة الكويت"، ليكون هدية ثمينة من جريدة "الفنون" لقرائها، الكتاب من تأليف د. م سابا جورج شبر، فلسطيني، تخرج من أميركا ١٩٤٤ كمهندس مدني وتدرج إلى الدكتوراه في تخطيط المدن ١٩٥٦.

وعمل في المجال ٤ سنوات في أميركا وبعدها في مدن عربية بينها الكويت في الفترة من ١٩٦٠ إلى ١٩٨٦، وهو عام رحيله عن الدنيا.

يقول د. شبر في ٣ مقالات اختيرت بعناية عن معمار المدن ما يحكي نبوءته اليوم عن مصير مدن كبيروت وعمان والقاهرة والكويت بسبب حياد عملية التخطيط عن متطلبات الاجتماع البشري. في بواكير التخطيط المدني يصف د. سابا الكرم الكويتي بالإنفاق على متطلبات البناء من جلب المستشارين والعمال، وتعمير سريع للخدمات (أسماها مرحلة الازدهار) كالمطار، والحرم الجامعي، ومباني الحكومة، والسكن، والأسواق.

لكنه حذر، مما وقع اليوم، وهو محو المدينة القديمة بسبب التمدد العمراني (ستصبح المدينة القديمة أشبه بحي من الأحياء الرثة، تجمع من البقالات والسيارات، بدل أن تكون سيمفونية من المباني).

شارع فهد السالم، نال نقداً لاذعا من د. شبر ووصف تكدس مبانيه بـ"ألعاب صبيانية" وأن تخطيطه "سيكدس كل الاختلالات الوظيفية لشارع مدينة نمطي"، هو أثنى على تغلب الحكومة على مشكلة المياه العذبة إكسير الحياة للمدن، لكنه حذر من أن يكون هاجس العمران لخدمة "اقتصاد نقود" بدلا من "اقتصاد الإنسان"، وبعد تدفق النفط الذي جاء بمفهوم الدولة الراعية كما أسماه د. شبر لاحظ "ميلا شديدا نحو الشكلية" بدلا من الانبثاق عن الشروط والمتطلبات الاجتماعية.

ومعروف عن المؤلف ولعه بعالم الاجتماع ابن خلدون، ومحاولته مزج طروح عالمنا الشهير بما حدث من تعمير في مدن عربية استنادا لـ"رؤى خلدونية" في البناء الحضري، وهو عدم الاتكاء على خطط إسكان البدو وتمدينهم في محيط الأراضي الداخلية، إذ يجب تقوية الأجزاء الخارجية والنائية وتقديم اهتمام اقتصادي وعمراني لها، وهو ما نفتقده اليوم وبدأنا بالمطالبة به (تعمير الحدود) لدواعي الأمن والتمدين.

كتاب "المعمار الإنساني أولاً.. مدينة الكويت"، يستحق القراءة لسببن: الأول، أنه شاهد على ما آلت إليه مسائل العمران اليوم، وثانيا، وكما ذكر المؤلف بأن "الموقع الخطأ لمبنى هو العدو السري للوظائف المناسبة لأي مدينة". نتمنى لكم قراءة ممتعة.

back to top