يشهد لبنان قرعاً لطبول المعارك الانتخابية البلدية والاختيارية في كل المناطق وإن بنسب متفاوتة، واللافت أن السؤال المطروح حول حصول الانتخابات أو عدم حصولها، تراجع لمصلحة انشغال الرأي العام والقوى السياسية بتفاصيل المعارك وخفاياها، والانشغال الأبرز يتجلى في مدينة بيروت، حيث تتكثف المفاوضات لتشكيل لائحة في اليومين المقبلين تراعي مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وتضم القوى السياسية البيروتية الممثلة في السلطة، لكن توزع المعارضة على 3 لوائح، سيشتت أصواتها ويفقدها إمكان الخرق، إذ إن بيروت أصبحت أمام لائحة "مواطنون ومواطنات" غير المقفلة التي ينسقها الوزير الأسبق شربل نحاس، لائحة "حركة الشعب" المدعومة من النائب السابق نجاح واكيم، ولائحة "بيروت مدينتي" التي تضم نخبا وفنانين وناشطين.

Ad

جلسة أمن الدولة

في موازاة ذلك، ومع عودة رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك، حيث شارك في حفل التوقيع على وثيقة "مؤتمر باريس للمناخ"، تتكثف الحركة على المستوى الحكومي مطلع الأسبوع، إذ سيكون على رئيس الحكومة أن ينشط لترتيب المخرج لأزمة المديرية العامة لأمن الدولة، بعدما تعهد بإجراء الاتصالات اللازمة لاقتراح صيغة حل.

الجلسة التشريعية

في غضون ذلك، رأى أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب إبراهيم كنعان، أن "أول جلسة تشريعية مقبلة يجب أن يكون على جدول أعمالها قانون الانتخاب، فنحن منذ 26 عاما ننتظر اللجان النيابية لإقرار قانون انتخابي عادل"، وسأل: "الى متى سنبقى منتظرين ليقتنع المستقبل والاشتراكي بضرورة اقرار قانون انتخاب يطبق الدستور بالمناصفة والشراكة؟".

وكانت أوساط عين التينة أكدت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يتبلغ أي إجابة من الأحزاب المسيحية حول موقفها من الجلسة التشريعية المقترحة وفق المبادرة التي طرحها بري في جلسة الحوار الماضية، والتي تنص على إجراء جلسة تشريعية على أن يطرح موضوع اقرار قانون الانتخابات قبل الرئاسة على هيئة المجلس.  

ورأى الوزير السابق ماريو عون أن "موضوع جلسة تشريع الضرورة دقيق، واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيقدم على الدعوة لها في ظل معارضة ميثاقية مسيحية، فذلك تأزيم للوضع القائم".

وجدد رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة التزام الكتلة بتعهد رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري عدم المشاركة في أي جلسة تشريعية لا يكون قانون الانتخاب على جدول أعمالها، داعيا الى أن "نتحمل جميعاً مسؤولياتنا، وأن نكمل ما تبقى من بنود الجدول في حال عدم إقرار القانون".

قاسم

في سياق منفصل، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أمس، أنه "لم يحن وقت زمن التسويات حتى الآن، ويبدو أن الأمور تتطلب بعض الوقت، أقله أشهرا إلى الأمام وقد يتجاوز الأمر أكثر من سنة، ريثما تتبلور الأمور الموضوعية لبعض الحلول والتسويات، ولا يوجد شيء حاضر في لبنان في هذه المرحلة".

وعن تقييمه لأزمة الرئاسة اللبنانية، وفي نفي ضمني للطرح الذي تم الترويج له في الأيام الماضية لانتخاب زعيم تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا انتقاليا لعامين، أوضح قاسم، نائب حسن نصرالله، أن "هذه الأزمة هي أزمة محلية أولا وإقليمية ثانيا، وبالتالي مازالت الطروحات والمواقف كما هي ولم تتغير، ولا يوجد تعديل إقليمي يستدعي إعادة نظر، ولا يوجد قدرة داخلية عند بعض الأطراف لاتخاذ القرارات، لذلك أزمة الرئاسة طويلة".

واضاف قاسم: "المستقبل ومن معه لا يريدون الجنرال عون"، مؤكدا أن "أي طرح آخر هو في الواقع إسقاط مشروع طرح العماد عون، وهذا لا يمكن أن نقبل به في هذه المرحلة التي يستمر فيها العماد عون في الترشح".

وعما إذا كان يرى إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قبل حلول الـ24 من مايو المقبل، قال الشيخ قاسم: "لا نعلم متى تتغير بعض الظروف لمصلحة تغيير بعض المواقف لانتخاب الرئيس، لكن يبدو أننا أمام أزمة مستمرة لفترة من الوقت".

كما رفض قاسم ضمناً المبادرة التي طرحها رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، والقاضية بترشيح العميد المتقاعد شامل روكز صهر العماد عون كمرشح توافقي للرئاسة.

خلوة بين المشنوق وتركي الفيصل

استقبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي ينتمي الى تيار "المستقبل" بزعامة سعد الحريري، في مقر إقامته بالرياض حيث يشارك في مؤتمر "سعود الأوطان" الذي يبدأ اليوم، رئيس "مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية" الأمير تركي الفيصل، يرافقه الأمير بدر بن سعد والكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وحضر عن الجانب اللبناني السفير في الرياض عبدالستار عيسى ومستشار الوزير ماهر أبوالخدود.

وعقد المشنوق مع الفيصل خلوة استمرت نصف ساعة، بحثا خلالها العلاقات السعودية ـ اللبنانية والشؤون الإقليمية.

هل بعث فرنجية بإشارة إيجابية لعون؟

أكد رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية في حديث عبر "سكايب" مع أنصار "تيار المردة" في أستراليا مساء أمس الأول أن "المهم أن يتجاوز لبنان المحنة ويتغلّب على كل الظروف، والإنجاز الأهم تحقق، وهو أن الرئيس من فريقنا، ويجب ألا نخسره سواء كان العماد ميشال عون أو سليمان فرنجية".

وتساءل مراقبون إذا كان هذا التصريح يعني إشارة إيجابية من فرنجية لعون أم العكس. وكان فرنجية قال في مقابلة صحافية قبل أيام، إن عون وحده "يمون عليه" لسحب ترشيحه.

وفي محاولة لإقناع مناصريه بالتقارب مع تيار "المستقبل"، قال فرنجية: "في السياسة مواقفنا لا تتبدل، ولا تغيرت كيفما تحوّلت الظروف، ولكن اليوم هناك ظروف خارجية طارئة لا بد من التعامل معها".

وتابع: "بين الأحباء هناك دائما عتب، أو لوم، تقارب أو تباعد، كما الحال بين الوالد وابنه او الأخ وأخيه، والصداقات الجديدة قد توصل الى تفاهم سياسي، واللبنانيون آجلاً أم عاجلاً لا بديل لهم من الحوار. ونحن كمردة لطالما كان قرارنا دائما الانفتاح والحوار وبناء قناعات مشتركة بالرغم من كل الاختلافات، ونحن بجلوسنا مع الرئيس سعد الحريري وجدنا قواسم مشتركة".